جاءت أصوات بنادق هجومية غير مرئية كجزء من التصعيدات الأخيرة بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين، الخصمين المنفصلين على طول المنطقة العازلة التي تمتد على مسافة 180 كيلومترًا (120 ميلا)، والتي تمر عبر مركز العاصمة.

ويتردد صدى البنادق التي يتم تسليحها عبر المنطقة العازلة التي تسيطر عليها الأمم المتحدة في قبرص المنقسمة عرقيًا، مما يزيد من المخاوف من اشتعال جذوة الصراع الراكد في الجزيرة مرة أخرى.

وقال رئيس الأركان العسكري المنتهية ولايته للقوة، العقيد بن رامزي، الآن في عام 2024، كانت هناك زيادة بنسبة 70 % في الخروقات في المنطقة العازلة مقارنة بالعام الماضي، ويرجع ذلك أساسًا إلى البناء من كلا الجانبين داخل المنطقة المحايدة، وفي عام 2023، كانت هناك زيادة بنسبة 60 % في مثل هذه الانتهاكات.


وتشهد أشهر الصيف أكبر عدد من الانتهاكات في ما يسميه «ساحة المعركة الصامتة».

أفعاله مخالفة

وبين العقيد، إن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في قبرص، المعروفة باسم يونيفيسيب، شهدت نشر أسلحة من عيار كبير في مواقع الحراسة، مثل المدافع الرشاشة والقذائف الصاروخية، وبناء مئات من مواقع القتال الجديدة، فضلاً عن تركيب العشرات من الكاميرات عالية التقنية ذات القدرة على الأشعة تحت الحمراء التي يمكن أن تساعد في أنظمة استهداف المدفعية والصواريخ.

وتعتبر مثل هذه الأفعال انتهاكًا للمنطقة العازلة، وقد أصبحت تحدث بشكل متكرر.

المنطقة العازلة

تم نشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في قبرص لقمع القتال بين المجتمعين قبل عقد كامل من الغزو، وفي أعقابه، تم توسيع تفويضها لدوريات المنطقة العازلة.

وخفف الجانبان استعداداتهما العسكرية بعد اتفاق عام 1989 بين القبارصة الأتراك الانفصاليين في الثلث الشمالي من الجزيرة والقبارصة اليونانيين في الجنوب، حيث وافقوا على سحب قواتهم.

والآن، عشية الذكرى الخمسين للحرب التي جعلت من قبرص الدولة الوحيدة المنقسمة في الاتحاد الأوروبي، فإن تصاعد التوترات هو أمر لا يستطيع المجتمع الدولي أن يتحمله ــ وخاصة على الجزيرة التي تم شحن آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية منها إلى غزة التي مزقتها الحرب.