استنفر أهالي محافظة جزر فرسان جهودهم لإحياء موسم العاصف السنوي، إذ يمثل الموسم عادة وتقليد تراثي للأهالي، يحتفون خلاله بجني رطب النخيل، وسط أجواء احتفالية مبهجة.

10 آلاف نخلة

رسم أهالي جزر فرسان خارطة طريق موسم العاصف، لجني رطب النخيل، والذي يستمر 4 أشهر، وتشتهر 5 قرى ممثلة في: القصار، والمحرق، والسقيد، وختب، وخولة بأشجار النخيل، إذ تبلغ أعداد أشجار النخيل في قرى فرسان أكثر من 10 آلاف نخلة يتسابق الأهالي على جني رطبها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحصول مدة عام كامل، بعد تجفيفه، والمحافظة عليه بطرقهم البدائية.


تسمية العاصف

يعود تسمية موسم العاصف نسبة إلى الرياح الشمالية الغربية التي تهب بحرارتها على جزيرة فرسان خلال فصل الصيف، حيث يتجه الأهالي إلى قرية القصار التراثية، التي تتميز بكثرة أشجار النخيل، وآبار المياه العذبة، ويبدأ معها الأهالي جني رطب النخيل، والاستمتاع بظلال النخيل، واعتدال الأجواء، وإحياء الأهالي لمناسبات الزواج، والمناسبات الاجتماعية وغيرها.

مواسم فرائحية

أكد المرشد السياحي في محافظة جزر فرسان عثمان حمق لـ«الوطن»، أن محافظة جزر فرسان تشتهر بالعديد من المواسم والمناسبات الشعبية، حيث يخلق الأهالي مواسم فرائحية، كسروا معها عناد الأمواج والفاصل البحري الذي يفصلهم عن اليابسة، وكسر حاجز العزلة بمواسم شعبية مازالوا محافظين على إرث الآباء والأجداد حتى الوقت الحاضر، مشيرًا إلى أن أشهر تلك المواسم احتفائهم بموسم صيد سمك الحريد، وموسم العاصف لجني رطب النخيل، مضيفا بأنه لو نعيد بالذاكرة لما قبل 40 سنة تقريبًا، كآخر انتقال لأهالي فرسان بما يسمى الشدة، وهو الانتقال على ظهور الجمال في قافلة طويلة، عازمين الرحال إلى تلك الواحات والبساتين الغنية بأشجار النخيل، والآبار العذبة، وتحويلها إلى مستطيل أغصان وأشجار لتخفيف لهيب الصيف.

احتفالات شعبية

بين حمق، أن تسمية موسم العاصف جاء لاشتداد الرياح الشمالية المحملة بالغبار، حيث تهيج أمواج البحر، ويتوقف البحارة عن ممارسة مهنة الغوص، ويعيشون أجمل فترات السنة في هذا الموسم، حيث تتحول قرى النخيل لأفراح كرنفالية واحتفالات شعبية، تشهد العديد من الفعاليات ومنها مراسم الزواج، ويتجدد للعرائس أفراحهم، وتحمل العروسة على ظهور الجمال بما يسمى الشدة، ويتم تزيين الجمال، وتزف من قبل الفرقة الشعبية، مرددين أهازيج تراثية خاصة لهذا الموسم، أبرزها لون الدانة.