لم تقتصر إثارة دوري روشن السعودي للمحترفين، في نسخته المنصرمة، التي شهدت للمرة الأولى إقامة 34 جولة، بواقع 306 مباريات، على نتائج المباريات، والمنافسة على الذهب، والهروب من شبح الهبوط، فعلى مدار الجولات الـ34 كانت هناك أفضلية لبعض الفرق في الشكل الهجومي لديها والعناصر القادرة على صنع الفارق، وظهرت أكثر من ثلاثية ناجحة في الخط الأمامي للأندية الـ18، التي تشرفت بخوض منافسات البطولة بعدد أنديتها العالي للمرة الأولى في تاريخ الدوري السعودي.



هيمنة هجومية


بالنظر إلى قائمة الهدافين فإن استثناءات قليلة للاعبين من خط الوسط نجحوا في اقتحام لائحة هدافي الموسم والتي تصدرها وحسم صدارتها، قائد النصر، البرتغالي كريستيانو رونالدو برصيد 35 هدفًا مسجلًا رقمًا قياسيًا جديدًا في تاريخ الدوري، ومحطمًا رقم المغربي عبدالرزاق حمدالله الذي سجله مع النصر أيضًا موسم 2019 برصيد 34 هدفًا، وحل في وصافة هدافي الدوري، مهاجم الهلال الخطير، الصربي ألكسندر ميتروفيتش برصيد 28 هدفًا.

ثلاثية ضاربة

الشكل الهجومي لكبار دوري روشن كان سببا في أن تكون هناك غزارة تهديفية، ولعل الأبرز كانت ثلاثية كريستيانو – ماني – تاليسكا مع النصر، قبل أن يتعرض الأخير لإصابة منتصف الموسم كسرت الثالوث الخطير على دفاعات المنافسين، ليستعين المدرب البرتغالي لويس كاسترو ببدائل أخرى مثل عبدالرحمن غريب وأيمن يحيى لكنهما لم يكونا بنفس التأثير.

وثلاثية ماني وتاليسكا ورونالدو أفرزت عن 88 هدفًا بالإضافة إلى 28 صناعة تهديفية، وهو رقم مذهل بالنسبة لفريق لم يحقق لقب الدوري هذا الموسم وحل وصيفًا.

مفعول السحر

في المقابل أيضًا فإن ثلاثيات أخرى كان لها مفعول السحر في الدوري، مثل ثلاثية ميشايل ومالكوم وميتروفيتش في الهلال، والتي أسهمت بشكل كبير في موسم استثنائي للزعيم، الذي توج باللقب وكان هجومه هو الأقوى أيضًا بـ101 هدف، بفارق هدف وحيد عن النصر، فيما قدمت ثلاثية ميشايل – مالكوم – ميتروفيتش 71 هدفًا تم تسجيلها، وصناعة 34 أخرى. تلك المساهمات التهديفية وإن كانت أقل نسبيًا من النصر، إلا أن الهلال تميز أيضًا بالتنوع في المساهمات الهجومية فهناك سافيتش لاعب الوسط الذي سجل 11 هدفًا، وأيضًا روبن نيفيز (7 أهداف)، بالإضافة إلى سالم الدوسري (14 هدفًا)، قبل غيابه لبعض الوقت للإصابة. هدفًا سجلتها ثلاثية ميتروفيتش وميشايل ومالكوم للهلال

حصيلة جيدة

بدوره، لم يبتعد الأهلي عن قائمة الثلاثيات الهجومية الناجحة، بوجود رياض محرز وآلان سانت ماكسيمين وروبرتو فيرمينو، فقد سجل اللاعبون الثلاثة 25 هدفًا وصنعوا 31. وقياسًا بأن الأهلي سجل إجمالًا 67 هدفًا هذا الموسم فتعد تلك الحصيلة التهديفية للثلاثي جيدة إلا حد كبير، لم يعطلها سوى الغيابات والإصابات للاعبين الثلاثة، إضافة إلى تألق نجم المنتخب السعودي مع قلعة الكؤوس، بعدما سجل نفسه الهداف المحلي الأفضل في الدوري بتسجيله 17 هدفًا منها 4 أهداف مع ناديه السابق الفتح.

ابتعاد نسبي

ابتعد الاتحاد نسبيًا عن التأثير المتوقع في الثلاثيات الهجومية، حيث إن التغييرات العديدة سواء في الطاقم الفني أو حتى في التشكيل أسهمت في غياب الانسجام عن هجوم العميد. ولم تعرف ثلاثية بنزيما – رومارينيو – كورنادو، إضافة إلى جوتا، التألق المنشود نظرًا لعدم اللعب سويًا لفترة طويلة، وغياب بعض اللاعبين للإصابة، علاوة على حالة العميد ككل وغياب خط الوسط الذي يمد المهاجمين بالدعم اللازم على غرار الهلال والنصر والأهلي.