تخلت حركة حماس عن مطلب رئيسي لإظهار موافقتها المبدئية على الاقتراح الذي تدعمه الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على مراحل في غزة.

وكان ذلك المطلب يفيد بأن تقدم إسرائيل التزامًا مسبقًا بإنهاء الحرب بشكل كامل، وفق ما قاله مسؤول في حركة حماس ومسؤول مصري.

وقف التدمير


وقد تساعد التسوية الواضحة التي توصلت إليها حماس في التوصل إلى أول وقف للقتال منذ نوفمبر وتهيئة المسرح لمزيد من المحادثات بشأن إنهاء تسعة أشهر مدمرة من القتال.

ولكن جميع الأطراف حذرت من أن التوصل إلى اتفاق ما زال غير مضمون.

وقال المسؤولان اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة المفاوضات الجارية، إن الصفقة المرحلية التي اقترحتها واشنطن ستشمل أولًا وقف إطلاق نار «كامل وشامل» لمدة ستة أسابيع، والذي من شأنه أن يشهد إطلاق سراح عدد من الرهائن، بما في ذلك النساء وكبار السن والجرحى، في مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين.

وقال المسؤولان إن القوات الإسرائيلية ستنسحب خلال 42 يومًا من المناطق المكتظة بالسكان في غزة وتسمح بعودة النازحين إلى منازلهم في شمال غزة.



شروط المرحلة

وقال المسؤولون إنه خلال تلك الفترة، ستتفاوض حماس وإسرائيل والوسطاء على شروط المرحلة الثانية التي قد تشهد إطلاق سراح الرهائن الذكور المتبقين، سواء من المدنيين أو الجنود. وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن سجناء ومعتقلين فلسطينيين إضافيين.

وستشهد المرحلة الثالثة عودة أي رهائن متبقين، بما في ذلك جثث الأسرى القتلى، وبدء مشروع إعادة الإعمار الذي سيستغرق سنوات.

وقال المسؤولون إن حماس لا تزال تريد «ضمانات مكتوبة» من الوسطاء بأن إسرائيل ستواصل التفاوض على اتفاق وقف إطلاق النار الدائم بمجرد دخول المرحلة الأولى حيز التنفيذ.

وقال ممثل حماس لـAP إن موافقة الحركة جاءت بعد أن تلقت «التزامات وضمانات شفهية» من الوسطاء بأن الحرب لن تستأنف وأن المفاوضات ستستمر حتى يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وأضاف «الآن نريد هذه الضمانات على الورق».

تعثر سابق

وتعثرت أشهر من محادثات وقف إطلاق النار بسبب التعنت من قبل الوزير الإسرائيلي ومتشدديه ومطالبة حماس بأن يتضمن أي اتفاق وقفًا كاملًا للحرب.

وقد عرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقف القتال ولكن ليس إنهائه حتى تحقق إسرائيل أهدافها المتمثلة في تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس وإعادة كل الرهائن الذين تحتجزهم الجماعة المسلحة. وأعربت حماس عن قلقها من أن تستأنف إسرائيل الحرب بعد إطلاق سراح الرهائن. وقال المسؤولون الإسرائيليون إنهم قلقون من أن تطيل حماس المحادثات ووقف إطلاق النار الأولى إلى أجل غير مسمى، دون إطلاق سراح جميع الرهائن.

ولم يستجب مكتب نتنياهو لطلبات التعليق، ولم يرد تعليق فوري من واشنطن.



غارة جوية

فيما ذكرت وزارة الداخلية إن أربعة من رجال الشرطة قتلوا في غارة جوية إسرائيلية في رفح. وقالت الوزارة التي تشرف على الشرطة المدنية إن الضباط قتلوا أثناء دورية راجلة لتأمين الممتلكات. وأضافت أن ثمانية من رجال الشرطة أصيبوا. ولم يرد الجيش الإسرائيلي على الفور على الأسئلة.

وفي دير البلح أقيمت صلاة الغائب على أرواح 12 فلسطينيًا، بينهم خمسة أطفال وامرأتان، قتلوا في ثلاث غارات منفصلة في وسط غزة يومي الجمعة والسبت، وفقًا لمسؤولي المستشفى.

وتم نقل الجثث إلى مستشفى شهداء الأقصى، حيث قام صحفيو وكالة أسوشيتد برس بإحصائها.

وقالت مديرة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) جولييت توما إن اثنين من القتلى في الغارة التي ضربت مخيم المغازي للاجئين يوم الجمعة كانوا من موظفي الوكالة.

وأضافت أن إجمالي 194 موظفًا في الوكالة قتلوا منذ أكتوبر.

أوامر الإخلاء

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أثرت أوامر الإخلاء الإسرائيلية في مدينة خان يونس الجنوبية والمناطق المحيطة بها على حوالي 250 ألف فلسطيني. وتوجه العديد منهم إلى «منطقة آمنة» أعلنتها إسرائيل وتتركز في منطقة المواصي الساحلية أو دير البلح.

اندلعت اشتباكات برية في حي الشجاعية بمدينة غزة خلال الأسبوعين الماضيين، مما أجبر عشرات الآلاف من الناس على الفرار من منازلهم. ولجأ العديد منهم إلى ملعب اليرموك الرياضي، أحد أكبر ملاعب كرة القدم في القطاع.



شنت إسرائيل الحرب على غزة بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر:

تقول إسرائيل إن حماس لا تزال تحتجز نحو 120 رهينة - ويعتقد الآن أن نحو ثلثهم قد ماتوا.

أسفر الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 38 ألف شخص في غزة

تسبب الهجوم في دمار واسع النطاق وأزمة إنسانية تركت مئات الآلاف من الناس على شفا المجاعة، وفقًا لمسؤولين دوليين.

وقال المسؤولان إنه تماشيًا مع المقترحات السابقة، فإن الاتفاق ينص على دخول نحو 600 شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى غزة يوميا ــ بما في ذلك 50 شاحنة وقود ــ على أن يتجه نصفها إلى الجزء الشمالي من القطاع الذي تضرر بشدة.

وفي أعقاب الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح الواقعة في أقصى الجنوب، تقلصت إمدادات المساعدات التي تدخل غزة إلى حد كبير.

وتواصل القصف الجوي الإسرائيلي على غزة.