فيما أكد الجيش الإسرائيلي أنه لا يمكن تدمير حماس، بات رئيس الوزراء في موقف لا يحسد عليه أمام الشعب الإسرائيلي.

وتصاعدت خلافات قوية، حسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، بين نتنياهو وقيادات الجيش الذي شكك في جدوى هدف “النصر الكامل”.



وظهرت الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والقيادة العسكرية للبلاد إلى العلن بشكل متزايد بعد أن قال كبير المتحدثين باسم القوات المسلحة إن هدف نتنياهو المتمثل في تدمير حماس في غزة غير قابل للتحقيق.

وقال المتحدث باسم الجيش دانييل هاغاري للتلفزيون الإسرائيلي، الأربعاء، إن “فكرة أننا نستطيع تدمير حماس أو جعل حماس تختفي هي فكرة مضللة للجمهور”.

توبيخ نتنياهو

وكان هذا التعليق بمثابة توبيخ مباشر نادر من الجيش لكيفية تحديد نتنياهو للهدف الرئيسي للحرب في غزة، والذي يقول إنه "الانتصار الكامل" على حماس وإعادة الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم الحركة.

وقال رئيس الوزراء مراراً وتكراراً إنه لن يقبل إنهاء الحرب دون القضاء على الجماعة كقوة عسكرية وحاكمة.

ورد مكتب رئيس الوزراء على تصريحات هاغاري بالقول: “لقد حدد المجلس الوزاري المصغر برئاسة رئيس الوزراء نتنياهو تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس كأحد أهداف الحرب. الجيش الإسرائيلي ملتزم بالطبع بذلك”، في إشارة إلى الجيش الإسرائيلي.

وكان هذا التراشق مثالاً على أشهر من التوترات بين نتنياهو والقيادة العسكرية في البلاد، الذين يقولون إن حماس لا يمكن هزيمتها إلا إذا استبدلتها إسرائيل بسلطة حاكمة أخرى في غزة.

رفض المقترحات

خلال أكثر من ثمانية أشهر من الحرب، رفض نتنياهو سلسلة من المقترحات الخاصة بالبدائل المحتملة لحماس، بما في ذلك الخطة الأمريكية لإحضار السلطة الفلسطينية والدعوات العربية لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تضم حماس.

وقد تساءل بعض المحللين العسكريين والمسؤولين الإسرائيليين السابقين عما إذا كان تشكيل حكومة جديدة في غزة أمراً ممكناً على الإطلاق، نظراً لأن حماس تمكنت من النجاة من الهجوم العسكري الإسرائيلي.

ويأتي الخلاف مع القيادة العسكرية في الوقت الذي يتعرض فيه نتنياهو أيضًا لضغوط من إدارة بايدن لقبول اقتراح وقف إطلاق النار الذي قال الرئيس بايدن إنه سيؤدي إلى إنهاء الحرب.

وهذا الأسبوع، فتح نتنياهو خلافاً جديداً مع الإدارة الأمريكية، متهماً الولايات المتحدة بحجب الأسلحة والذخيرة عن إسرائيل.

ونفى البيت الأبيض هذه المزاعم، قائلاً إنه أوقف شحنة واحدة فقط من القنابل بسبب مخاوف بشأن احتمال مقتل مدنيين في العملية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

ويقول مسؤولون فلسطينيون إن أكثر من 37 ألف شخص قتلوا في غزة منذ بداية الحرب معظمهم من المدنيين. ولا يحدد الرقم عدد المقاتلين.

كما أدى القصف الإسرائيلي إلى تحويل جزء كبير من القطاع إلى أنقاض واقتلاع أكثر من مليون شخص من منازلهم.