يقف حجاج بيت الله الحرام، السبت، على صعيد عرفة، ركن الحج الأعظم، بعد أن تجمعوا، الجمعة، في منى بيوم التروية، وهو أول مناسك الحج.

ويجتمع ضيوف الرحمن «وصل أكثر من مليون و200 ألف منهم من خارج المملكة» في اليوم التاسع من ذي الحجة، لأداء ركن الحج الأعظم، وهو الوقوف على صعيد جبل عرفات منذ طلوع الشمس حتى غروبها، ومن فاته «عرفة» فاته الحج.

وعرفة أو عرفات، مسمى واحد لمشعر يعد الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم، وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات، المسمى بجبل الرحمة.

ويقع على الطريق بين مكة المكرمة والطائف شرقي مكة بنحو 15 كلم، وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى، و6 كيلومترات من المزدلفة، بمساحة تقدر بـ10.4 كيلومترات مربعة.

ويبلغ ارتفاع الجبل 30 مترًا، ويمكن الوصول إلى قمته عبر 91 درجة، وبوسطه شاخص طوله 4 أمتار، فيما يحيط بعرفات قوس من الجبال، ووتره وادي عرنة.

وبعد مغيب شمس يوم عرفة يبدأ الحجاج في التوجه إلى مزدلفة ليبيتوا ليلتهم هناك قبل التوجه إلى منى مجددًا لرمي جمرة العقبة الكبرى، والمبيت ورمي الجمار خلال أيام التشريق الثلاثة.

ويؤدي حجاج بيت الله الحرام مناسكهم وسط مجموعة متكاملة من الخدمات التي استنفرت المملكة كل طاقتها وسخرتها لخدمة ضيوف الرحمن، وتييسرًا لهم لأداء مناسكهم بيسر وأمان.



خدمات غير مسبوقة


يحظى ضيوف الرحمن بمنظومة متكاملة وواسعة من الخدمات الأمنية والصحية واللوجستية، بتكامل مدهش تقوم عليه كافة الجهات المعنية.

وتطبق المملكة أكثر من 32 تقنية خلال موسم الحج الحالي، منها 17 جديدة «لأول مرة»، منها:

1ـ الكاونتر المتنقل

يُستخدم لأول مرة هذا العام، وهو عبارة عن جهاز «تابلت» يمكنه إنهاء إجراءات الحاج في أي موقع دون الحاجة إلى وجوده حول وأمام الكاونترات، وتم استخدامه في مبادرة طريق مكة والمطارات.

2ـ بطاقات صراف

في إجراء هو الأول من نوعه، أعلن البنك المركزي السعودي عن إتاحة استخدام الحجاج لبطاقات الصراف الآلي المُصدَرة من بلادهم؛ لإتمام عملية الدفع أو السحب النقدي أثناء وجودهم في المملكة في حال كانت الشبكة العالمية المرتبطة بالبطاقة مقبولة لدى المتاجر أو أجهزة الصرف الآلي في المملكة.

3ـ إسفلت مطاطي وطرق مبردة

حمايةً لأقدام الحجاج، تطبق المملكة لأول مرة «الإسفلت المطاطي» و«الطرق المبردة»، حيث جرى خلط المطاط مع الخلطة الأسفلتية في طريق المشاة الرئيس، مما يوفر مزيدًا من الراحة والمرونة أثناء السير أو الركض باستخدام مواد ذات مرونة عالية.

وبحسب وزارة النقل، تم تطبيق عدد مـن المقاطع التجريبية بالرصف المرن في مركز أبحاث الطرق التابع للهيئة العامة للطرق، لا سيما أن التجارب أظهرت أن صلابة الأسطح الأسفلتية والأرصفة العادية تسبب ردود فعل قوية على كواحل وأقدام الحجاج، خاصة كبار السن الذين يشكلون 53% من إجمالي الحجاج، وقد أدى ذلك إلى زيادة الضغط على المنشآت الصحية خلال موسم الحج، حيث تركزت 38% من الإصابات في منطقة القدم والكاحل.

4ـ تقنية الطلاء الأبيض

تم استخدام تقنية الطلاء الأبيض في المنطقة المجاورة لمسجد نمرة لتخفيف درجة الحرارة، حيث تعمل التقنية الحديثة التي عملت عليها الهيئة العامة للطرق في تحقيق الراحة التامة للحجاج علميًا من خلال زيادة مستوى التبريد للمناخ من حولهم، حيث يسهم الطلاء الأبيض في خفض درجة حرارة السطح بنحو 20 درجة مئوية، باستخدام عدة مواد محلية الصنع لها القدرة على امتصاص كمية أقل من الأشعة الشمسية.

5 ـ النظارة التفتيشية

تقنية جديدة تستخدم لأول مرة في حج هذا العام، حيث تيسر عملية تفتيش المركبات وسحب بياناتها خلال ثوان معدودة، الأمر الذي يوفر كثيرًا من الوقت ويرفع مستوى الرقابة.

6ـ مركز تحكم ومراقبة متنقل

دشّنت الهيئة العامة للنقل للمرة الأولى في موسم الحج لهذا العام، مركز التحكم والمراقبة المتنقل الذي يعمل من خلال مستشعرات موزعة على جميع الطرق الرئيسة للمتابعة اللحظية لحركة مركبات النقل العام داخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وقياس الكثافة المرورية لهذه المركبات عبر المسارات المخصصة لتنقل الحجاج، وبالتالي توزيع القوى العاملة والمراقبين الميدانيين وفقًا لذلك الاحتياج، إضافة إلى إجراء الفحص الفوري للمركبات عبر كاميرات المركز المحيطية 360 درجة.

7ـ التاكسي الطائر

يستخدم لأول مرة، حيث ستكون مهمته نقل الحجاج من المطارات إلى الفنادق، قاطعًا مسافة قدرها 250 كيلومترًا في الساعة تقريبًا، وسيكون من نوع «ليليوم» الذي يتميز برحابة المساحة، وهو من أوائل نماذج المركبات الجوية العمودية الإقلاع والهبوط.

8ـ سكوتر كهربائي

يستخدم لتسهيل تنقل الحجاج، وحددت له 3 مسارات، وهي: مسار مزدلفة - منى، ومسار طريق المشاة لمنشأة الجمرات - غربي، ومسار طريق المشاة دخول لمنشأة الجمرات - شرقي.

ويبلغ طول المسار الواحد نحو 1.2 كيلومتر وعرضه 25 مترًا، كما تبلغ سرعة الاسكوتر نحو 15 كيلو مترًا في الساعة، ويتميز بسهولة الاستخدام واختصار الوقت.

9ـ سيارة الرصد الآلي

تتابع جميع وسائل النقل المستخدمة لنقل الحجاج في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، وقياس معدلات امتثال هذه الوسائل للأنظمة والاشتراطات ومعايير الكفاءة والجودة.

وتعمل السيارة باستخدام كاميرات المراقبة المتحركة، على تحديد نوع المركبة المستخدمة وبياناتها بدقة، ويشمل ذلك حافلات نقل الحجاج، وسيارات الأجرة والشاحنات خلال موسم الحج.

10ـ نظام ذكي لرصد تساقط الصخور

نظام يطبق على عقبة الهدا، لرفع مستوى السلامة على الطريق، والحفاظ على سلامة الحجاج، من خلال 6 كاميرات معززة بالذكاء الاصطناعي ترصد اللحظات الأولى للتساقط الصخري من المناطق الجبلية المحيطة بالطريق، وإرسال إشارات مباشرة لإغلاق الطريق، بحيث يمكن إغلاق بوابة دخول العقبة بعد 60 ثانية من رصد أي تحرك للصخور.



عناية بالمساجد


بغية تمكين الحجاج من أداء صلواتهم بيسر وسهولة، تمت العناية بمساجد المشاعر المقدسة لاستيعاب الأعداد المتزايدة للحجاج، ومنها مسجد نمرة بمشعر عرفات، وهو ثاني أكبر مسجد مساحةً بمنطقة مكة المكرمة بعد المسجد الحرام.

ويقدر طول المسجد بـ340 مترًا من الشرق إلى الغرب، وعرضه 240 مترًا من الشمال إلى الجنوب، ومساحته تجاوزت 110 آلاف متر مربع، إلى جانب ساحة مظللة خلف المسجد تقدَّر بـ8000 متر مربع، ليستوعب نحو 400 ألف مصلّ، ويظهر بـ6 مآذن، ارتفاع كل مئذنة منها 60 مترًا، وله 3 قباب، و10 مداخل رئيسة تحتوي على 64 بابًا.

كما حظي مسجد الخيف بكل الاهتمام لما له من مكانة في أداء الحجاج مناسكهم في أيام الحج، بالتحديد في أيام التشريق في منى، حيث يقع مسجد الخيف على مقربة من «الجمرة الصغرى»، وهو مبني على الطراز العربي الإسلامي على يمين الذاهب إلى عرفات، وبلغت مساحته 23.500 مترًا مربعًا، ويتّسع لـ25.000 ألف مصلٍّ، وبه 4 منارات، كما زُود بجميع المستلزمات من إضاءة وتكييف وفرش، ومجمع لدورات المياه يحتوي 1700 دورة مياه.

وجهز مسجد المشعر الحرام «مزدلفة» وتبلغ مساحته الحالية 6000م2، ويستوعب 8000 مصل.



أعمال وتجهيزات


تستقبل المشاعر المقدسة حجاج بيت الله الحرام لحج هذا العام في مخيمات تم تزويدها بالاحتياجات الضرورية كافة، وفي عمارات مجهزة.

ويستفيد الحجاج من خدمة «النقل الترددي» على مدار الساعة لضيوف البرنامج من مقار سكنهم في مكة المكرمة إلى المسجد الحرام ذهابًا وإيابًا عبر مسارات محددة تقلل الكثافة والازدحام في المنطقة المركزية.

استثمارات كبيرة للكهرباء

من جانبها، أعلنت الشركة السعودية للكهرباء عن تنفيذ عددٍ من المشروعات الحيوية وضخ استثمارات كبيرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة لموسم الحج، بما يحسن ويعزز البنية التحتية لشبكات الكهرباء، ويصمن خدمة كهربائية مستقرة وموثوقة للحجاج، ومنها مشروع أتمتة شبكات التوزيع بالمشاعر المقدسة لربط المحطات الذكية بشبكة الألياف الضوئية، وبلغت التكلفة الإجمالية لتنفيذه 200 مليون ريال، وشمل أعمال التهيئة والحفر بمسافة 335 كم، إضافة إلى إغلاق الخرسانة بمسافة 312 كم، فيما تجاوز عدد المحطات المربوطة بالألياف الضوئية أكثر من 2400 محطة.

توسيع الشبكة

من ضمن المشروعات الأخرى، مشروع توسيع الشبكات الكهربائية وتعزيز المحطات القائمة وربط المحطات المتنقلة بالشبكات الحالي، إضافة إلى مشروع إنشاء قنطرة لربط شبكة النقل الهوائية بالشبكة الأرضية بتكلفة تتجاوز 2 مليون ريال، وتم تشغيله في الأول من مايو 2024؛ ويهدف إلى ربط المحطة المتنقلة جهد 380 ك.ف. بالشبكة لتعزيز استقرار الشبكة الكهربائية في المنطقة، مما يضمن توصيل الطاقة بكفاءة عالية للمواقع الحساسة في المشاعر المقدسة.

كما قامت الشركة بربط المحطات المتنقلة جهد 110 ك.ف. بتكلفة 60 مليون ريال، حيث تم تشغيل هذا المشروع في 31 مايو 2024، يمتد المشروع على شبكة يزيد طولها على 4 كم مع قدرة إجمالية للمحطات تصل إلى 147 م.ف.أ، مما يسهم في تحسين توزيع الطاقة الكهربائية وتلبية الاحتياجات المتزايدة خلال موسم الحج، وهذا سيساعد في تفادي الانقطاعات الكهربائية التي قد تؤثر على راحة الحجاج وسلامتهم.

وتشمل الاستثمارات مشروعات توصيلات المشتركين بالمنطقة المركزية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة بتكلفة تتجاوز 166 مليون ريال، فيما تتجاوز تكاليف مشروعات تعزيز الجهد المتوسط والمنخفض 36 مليون ريال، ومشرعات إحلال الشبكات واتمتة محطات توزيع بالمنطقة المركزية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة بلغت تكلفتها 46 مليون ريال، كما نفذت الشركة مشروع توصيلات المشتركين بمناطق إسكان الحجاج، الذي تزيد تكلفته على 6 ملايين ريال.



مراكز انطلاق


على صعيد تطوير المرافق في المشاعر المقدسة، أنشات شركة الكهرباء 22 مركز انطلاق بعرفات بتكلفة إجمالية تبلغ أكثر من 25 مليون ريال، و6 مراكز انطلاق بمِنى ومزدلفة بتكلفة تتجاوز 9 ملايين ريال، وذلك لضمان سرعة استجابة الفرق الفنية للبلاغات والتعامل معها وفق أعلى درجات الكفاءة والموثوقية، إضافة إلى إنشاء مبنى مجاور لمركز العمليات والتحكم بتكلفة تزيد على 18 مليون ريال، و8 مبانٍ لسكن المرابطين بمحطات التحويل بتكلفة تتعدى 8 ملايين ريال.

خدمات في المدينة المنورة

في المدينة المنورة، شملت المشروعات تعزيز شبكات الجهد المتوسط بالمنطقة المركزية بتكلفة 14 مليون ريال، حيث تمتد الشبكات على مسافة 22 كم وتشمل 3 محطات، كما تم تعزيز شبكات الجهد المنخفض في المنطقة المركزية بتكلفة 21 مليون ريال، مما أضاف 35 كم من الشبكات الجديدة بقدرة إجمالية تصل إلى 56 م.ف.أ. في 20 محطة.

تغطية إذاعية تلفزيونية

تغطي هيئة الإذاعة والتليفزيون موسم حج هذا العام بمجموعة من التجهيزات والتقنيات الحديثة؛ بهدف ضمان تغطية متميزة وشاملة لمناسك الحج.

وشملت هذه التجهيزات تحديث أجهزة البث والكاميرات بتقنيات عالية الوضوح، للقيام بـ200 تغطية مباشرة، وتجهيز فريق مكون من أكثر من 100 مراسل ومذيع، إضافةً إلى تأمين حوالي 100 كاميرا متنقلة، وإعداد أكثر من 700 مادة إخبارية، بـ12 لغة، إضافة إلى غرفة عمليات لدعم الخدمات اللوجستية، كما تم تعزيز فرق الإنتاج بكوادر متخصصة في التغطية الميدانية وتحرير الأخبار، وإضافة وحدات متنقلة لبث التقارير من مواقع مختلفة في المشاعر المقدسة.

وحسنت الهيئة منصاتها الرقمية وتطبيقاتها لضمان وصول المعلومات بسرعة وسهولة إلى الجمهور، بما يشمل بثًا مباشرًا للصلوات والأحداث المهمة خلال فترة الحج، وتوفير محتوى متنوع عبر منصات التواصل الاجتماعي والموقع الإلكتروني الرسمي للهيئة.

منصة إلكترونية متجددة

عبر منصة إلكترونية متجددة، يعمل برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين بنظام إلكتروني دولي بعدة لغات لتجويد الخدمات المقدمة لضيوف خادم الحرمين الشريفين، وتسريع الإجراءات، وتمرير المعلومات، وتكوين قاعدة بيانات مركزية تشتمل على جميع البيانات الخاصة بضيوف البرنامج، إضافة إلى توفير حزمة من التقارير، والإحصائيات المساندة لأعمال البرنامج، وللقيادات العاملة في إدارة الضيوف، والكوادر العاملة.

ويتولى البرنامج تسجـيل بيـانات الدول المرشـحة، والأعـداد المعتمدة لكل دولة، مع تمكين السفارات، ومكاتب الدعوة بالخارج، من استخدام النظام لتسجيل بيانات مرشحيهم مع تدقيق البيانات، واعتماد المرشحين.

ويختص البرنامج بأعمال تنظيم رحلات الوصول والمغادرة، وتسجيل جميع بيانات رحلات الطيران الخاصة بضيوف البرنامج، إضافة إلى تسجيل بيانات السكن المخصص لضيوف البرنامج «بمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة»، كما يسهل للعيادة الطبية العاملة تقديم الرعاية الصحية لضيوف خادم الحرمين الشريفين، من تسجيل التشخيص، والعلاج للمرضى أثناء فترة الاستضافة.

ويقدم البرنامج أيضًا، خدمات تسجيل بيانات فرق العمل في البرنامج، وكذلك تسجيل بيانات الشركات الخدمية، وفرق العمل التابعة لهم، مع طباعة كشوف الحجاج وتقديمها للجنة النقل والاستقبال ومسؤولي الحافلات، وطباعة بطاقات الحجاج، وأعضاء اللجان الرئيسة، والمساندة.

ويتولى النظام طباعة كشوف الهدايا، وعمل التقرير اليومي لسير أعمال البرنامج خلال الحج، وتمكين المسؤولين بالوزارة من الاطلاع عليه من خلال النظام، إضافة إلى تسجيل حركة الطلبات بين اللجان المختلفة وتوثيق إجراءات الاعتماد.

مرافق صحية للدفاع

لا يقتصر العمل في الحج على وزارة دون أخرى، بل تتعاضد الجهود لتقدم خدمة لائقة بضيوف الرحمن، فإلى جانب الإمكانيات الهائلة التي وفرتها وزارة الصحة لرعاية صحة الحجيج، جهزت الخدمات الصحية بوزارة الدفاع مستشفياتها الثابتة والميدانية والمراكز الإسعافية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة؛ لمساندة وزارة الصحة في تقديم الرعاية الصحية والخدمات العلاجية لضيوف الرحمن.

وتضم بعثة الخدمات الصحية بوزارة الدفاع تضم 1666 من الكوادر الصحية والإدارية والفنية، و23 وحدة صحية مجهزة بأحدث المواصفات والمعايير، بينها 10 مستشفيات، و9 عيادات أولية، و4 مراكز إسعافية، وذلك بطاقة استيعابية تبلغ نحو 900 سرير.

واشتملت الوحدات على أقسام للتنويم والعمليات الجراحية الطارئة بعدد 6 غرف، إضافة إلى وحدات لضربات الشمس والإجهاد الحراري ووحدة الغسيل الكلوي، والعناية المركزة، والمختبرات، وأقسام العزل والأشعة التشخيصية والتثقيف الصحي، والخدمات الصيدلانية، ووحدات المعالجة والتطهير من العوامل الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية.

كما جهزت 30 فرقة للاستجابة السريعة للطوارئ والكوارث مجهزة بـ43 عربة وحافلة إسعافية بالتنسيق مع المديرية العامة للدفاع المدني عند الحاجة، فيما وفرت 5 طائرات إخلاء طبي جوي مجهزة بأحدث التقنيات والإمكانيات لتقديم الخدمات الإسعافية والدعم بعمليات نقل الحالات من مركز الحرم والمشاعر المقدسة إلى المنشآت الصحية المساندة.

من جانبه، يشارك المركز الطبي الموسمي التابع لمستشفى الأمير سلطان للقوات المسلحة بالمدينة المنورة للمرة الثالثة على التوالي بساحة الحرم النبوي الشريف في الجهة الغربية، وذلك من خلال بعثة متكاملة تضم 200 من الكوادر الطبية والصحية والإدارية والفنية من الجنسين، إضافة إلى 23 خيمة طبية وعربتين طبِّيتين بطاقة استيعابية تبلغ 19 سريرًا موزعة على 3 نطاقات، النطاق الطبي، والنطاق الطبي المساند، ونطاق الخدمات المساندة.



واقع افتراضي


قدمت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تطبيق تقنية الواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد متعدد اللغات لتعليم مناسك الحج والعمرة، الذي يهدف إلى تدريب المستخدمين على كيفية أداء مناسك الحج والعمرة بشكل صحيح، وتقليل الأخطاء الشائعة التي يرتكبونها في الحج إلى أقصى حد ممكن باستخدام نماذج ثلاثية الأبعاد، وتقنية الواقع الافتراضي.

ويقدم التطبيق جولات افتراضية تحاكي الواقع في المسجد الحرام والمشاعر المقدسة مثل منى، وعرفة، ومزدلفة، مما يوفر بيئة تعليمية تحاكي الواقع الجغرافي والزمني لأداء هذه الشعائر، كما يسهم في تسهيل العقبات التي قد يواجهها الحجاج والمعتمرون، وتتوافر إصدارات متنوعة من التطبيق لتلبية احتياجات الحجاج من مختلف الجنسيات واللغات.

حركة الحشود

يعيش ضيوف الرحمن أجواء إيمانية وروحانية في المسجد الحرام تمكنهم من أداء عباداتهم بيسر وسهولة واطمئنان، وسط جهود مكثفة من الجهات المعنية لمتابعة حجاج بيت الله الحرام وتقديم الخدمات لهم من قِبل الجهات المعنية.

وتعمل جهود جميع الجهات الحكومية العاملة على سهولة الحركة داخل وخارج المسجد الحرام ودخول المعتمرين والمصلين، وتنظيم حركة الحشود بشكل مستمر من ضيوف الرحمن بسلاسة وفق الأماكن المخصصة للصلاة وأداء المناسك وتهيئة الأماكن لهم لأداء الصلوات مع تفعيل كامل الخدمات والتسهيلات، وتوفير خدمات سقيا زمزم وكافة وسائل

وعملت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي والجهات المعنية العاملة في المسجد الحرام على تنظيم الحشود من أجل استيعاب الأعداد المتزايدة من ضيوف الرحمن في المسجد الحرام وساحاته، وتهيئة جميع الخدمات لتمكينهم من أداء مناسكهم.

قطاع غير ربحي

لا تقتصر المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن على الجهات الرسمية والخدمية فقط، بل تتعاضد جهود التطوع من الكشافة إلى المتطوعين لخدمة متكاملة للحجيج، وفي هذا الإطار، يضطلع المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي بدور مهم في خدمة ضيوف الرحمن، ويقدم من خلال المتطوعون والجهات الحكومية وغير الربحية، خدمات تطوعية في عدد من المجالات، مثل: الإرشاد والتوعية والسقاية والخدمات الصحية، والدعم اللوجستي، وحفظ الطعام، وغيره من التخصصات.

ويشرف المركز على العملية التطوعية ككل وقيادتها والتكامل مع الجهات المساهمة؛ لتحقيق تجربة حج ميسرة لضيوف الرحمن.

وبناءً على «التقرير السنوي لرؤية السعودية 2030 لعام 2023»، فقد بلغ عدد المتطوعين لخدمة ضيوف الرحمن أكثر من 131 ألف متطوع، متجاوزًا مستهدف عام 2023 البالغ 110 آلاف متطوع. فيما بلغ عدد المتطوعين عمومًا 834 ألف متطوع، مقارنة بخط الأساس البالغ 22.9 ألف متطوع، متخطيًا مستهدف عام 2023 البالغ 670 ألف متطوع.