في إطار الشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية، انطلقت اعمال مؤتمر مبادرة (GREAT FUTURES)، والتي تعد ضمن مخرجات الجانب الاقتصادي والاجتماعي بمجلس الشراكة الاستراتيجي السعودي البريطاني، عُقِد الاجتماع الرابع للجانب الاقتصادي والاجتماعي بمجلس الشراكة الاستراتيجي السعودي البريطاني برئاسة وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي، ونائب رئيس مجلس الوزراء البريطاني أوليفر دودن، اليوم الثلاثاء في مدينة الرياض.

واستعرض الجانبان خلال الاجتماع التقدم الكبير في تعزيز وتنويع العلاقات الثنائية، بما يعود بالنفع على البلدين، واتفقا على برنامج طموح يهدف إلى تعزيز ازدهار البلدين والاستفادة المثلى من الفرص الواعدة التي تُتيحها رؤية السعودية 2030 م.

التجارة


أشاد الجانبان بالمستويات القياسية لحجم التجارة بين البلدين والتي تجاوزت (21.7) مليار دولار، واتفقا على زيادة حجم التجارة الثنائية .5)37( مليار دولار بحلول عام 2030 م. كما أعرب الجانبان عن عزمهما على إبرام اتفاقية شاملة وطموحة للتجارة الحرة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.

الاستثمار

أشاد الجانبان بعمق العلاقات الثنائية بين البلدين في مجال الاستثمار الذي شهد ازدهاراً ملحوظاً، حيث وصلت قيمة الاستثمارات السعودية في المملكة المتحدة إلى (21) مليار دولار منذ عام 2017 م، بينما بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة العربية السعودية (13) مليار دولار في عام 2023. كما رحبا بافتتاح مكاتب في المملكة المتحدة لصندوق الاستثمارات العامة، ونيوم، وشركة علم؛ والاستثمارات السعودية الجديدة والتي تزيد قيمتها عن (3.5) مليار دولار في شمال شرق إنجلترا؛ وافتتاح عدد من الشركات البريطانية والتي يتجاوز عددها (52) شركة بريطانية مقرّاتها الإقليمية في الرياض، كما وقعت المملكتان اتفاقية لتوسيع التعاون في مجال الاستثمار بين البلدين. ورحب الجانبان بالتسهيلات التمويلية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية بقيمة (700) مليون دولار أمريكي من قبل وكالة تمويل الصادرات البريطانية، بهدف تطوير المتنزه الترفيهي (Six Flags) بمدينة القدية، حيث أكدت المملكة المتحدة مجدداً التزامها بتعزيز توجيه استثماراتها إلى المملكة العربية السعودية بما يتماشى مع تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.

الطاقة والمناخ

التزم الجانبان بدعم تحولات وأمن الطاقة عبر الشراكة الثنائية، واتفقا على التعاون المستمر مجالات الطاقة التقليدية، والطاقة المتجددة، والبتروكيماويات، وكفاءة الطاقة، والهيدروجين الأخضر والنظيف، واحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، والمواد المتقدمة المستدامة. بالإضافة إلى بناء المزيد من الشراكات في مجالات البحث والتطوير المشتركة، والشراكات التجارية في مجال التقنية الخضراء.

المعادن الحرجة

أكد الجانبان على أهمية توفير إمدادات آمنة ومتنوعة للمعادن الحرجة، وأكدت المملكة المتحدة على دعمها لمؤتمر التعدين الدولي الذي تنظمه المملكة العربية السعودية من خلال مشاركة المؤسسات البريطانية الرائدة. وكما رحب الجانبان بإعلان رغبة بورصة لندن للمعادن لإقامة مراكز تسليم لها في مدينة جدة.

التعليم

أشاد الجانبان بافتتاح 5 مدارس بريطانية في المملكة العربية السعودية منذ عام 2021 م، ويستهدف الجانبان مضاعفة عدد المدارس بحلول عام 2025 م. كما رحبت المملكتان أيضًا بخطط جامعة ستراثكلايد لتصبح أول جامعة بريطانية تُنشئ فرعًا لها داخل المملكة العربية السعودية، وذلك بالتعاون مع جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن. وتجدر الإشارة إلى أن هنالك 14,000 طالباً سعودياً يدرسون في المملكة المتحدة هذا العام. وكما أكد الجانبان على التزامهما بتعزيز الشراكة التعليمية من خلال توقيع برنامج تعاون في التعليم والتدريب التقني والمهني بين المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالمملكة العربية السعودية ووزارة الأعمال والتجارة بالمملكة المتحدة

إضافة إلى ذلك، رحبت المملكتان بتوقيع عقد خدمة بين جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن وجامعة ستراثكلايد، يهدف إلى تقديم برنامج الماجستير التنفيذي لإدارة الأعمال.

الابتكار

اتفق الجانبان على تطوير شراكتهما في مجال البحث والابتكار ، مع التركيز على العلوم والتقنية المتخصصة وعلم الجينوم والفضاء. كما اتفقا على دعم احتضان الشركات الناشئة وتسهيل وصولها إلى رأس المال الجريء، بالإضافة إلى التنسيق بشأن الفرص والتحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي ، ومتابعة أعمال قمة المملكة المتحدة العالمية لسلامة الذكاء الاصطناعي.

التصنيع المتقدم

اتفق الجانبان على بحث فرص التعاون الوثيق بين القطاع الخاص في البلدين ودعم جهودهم الهادفة إلى زيادة اعتماد تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتعزيز القدرات الصناعية في البلدين.

الرعاية الصحية

أكد الجانبان مجدداً على التزامهما بالشراكة في مجال الرعاية الصحية، من خلال اتفاقية موسعة تركز على التعاون في مجالات جديدة لتشمل: "التحول الرقمي، والتقنية الحيوية، ومقاومة مضادات الميكروبات". كما اتفقا على استكشاف فرص التعاون في مجال التكنولوجيا الحيوية والطب الوقائي. ورحبا بافتتاح مركز " Priory" الطبي، وهو أول عيادة دولية للصحة العقلية في المملكة العربية السعودية مع التزامهم بإنشاء أربعة مراكز أخرى، بالإضافة إلى افتتاح كلية "King’s College"مستشفى في جدة وعزمها على افتتاح مستشفى آخر في الرياض.

الثقافة

تواصل المملكتان تعميق الشراكة في المجالات الثقافية، وتنفيذ الاتفاقية السعودية البريطانية التي تهدف إلى التعاون في المحافظة على التراث، والفعاليات الثقافية، وبرامج الإقامة الفنية، والتبادل المعرفي. ورحب الجانبان بالاتفاقية المبرمة بين وزارة الثقافة السعودية ومتحف العلوم بلندن والتي تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي، وتطوير القدرات في قطاع المتاحف في البلدين. كما اتفقت وزارة الثقافة السعودية على العمل بالشراكة مع الأرشيف الوطني البريطاني لرقمنة السجلات الثقافية للمملكة العربية السعودية.

النقل والخدمات اللوجستية

أكد الجانبان على تعزيز التعاون المشترك في مجالات النقل والخدمات اللوجستية المختلفة وبالأخص في مجال النقل الجوي والسككي وأساليب النقل الحديثة.

السياحة

أشاد الجانبان بتسهيل إجراءات أنظمة التأشيرات الإلكترونية في المملكة المتحدة، والتي تهدف إلى زيادة عدد زوّار الأعمال والمستثمرين والسُياح بين البلدين. وكما رحب الجانبان باتفاقية (بيان نوايا مشترك) للتعاون بين الهيئة السعودية للسياحة و "Visit Britain"، واتفقا على تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في المجالات المتعلقة بتنمية رأس المال البشري في القطاع السياحي، من خلال تنظيم برامج تدريبية وتطويرية ل 5000 سعودي من الجنسين في المعاهد ومراكز التدريب المتخصصة في السياحة في المملكة المتحدة حتى نهاية عام 2026.

الرياضة

رحب الجانبان بالشراكة بين جامعة " Loughborough" البريطانية ومعهد إعداد القادة ، والتعاون مع جامعة نيوكاسل لرفع مستوى مشاركة المرأة السعودية في الرياضة.

الخدمات المالية

أكدت السعودية على أن سوق لندن للأوراق المالية خيار مفضّل للمملكة العربية السعودية كمركز مالي عالمي، خاصة بعد أن جمعت من خلاله المملكة العربية السعودية أكثر من (70) مليار دولار منذ عام 2022م، منها إصدار سندات خضراء بقيمة (12.5) مليار دولار لمدة 100 عام أصدرها صندوق الاستثمارات العامة. كما اتفق الجانبان على مواصلة التعاون المُشترك في مجالات الإدراج المزدوج، والخدمات المصرفية، والتكنولوجيا المالية، وإدارة الأصول، والتأمين.

وفي ختام الاجتماع أكد وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي، ونائب رئيس الوزراء البريطاني أوليفر دودن على رغبتهما في مواصلة رفع مستوى التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.