خروج مبكر
لم تكن مغادرة أخضر 23 من كأس آسيا هي الوحيدة بجميع فئات البطولات الآسيوية، بل جاءت امتدادا للخروج المرير من جميع البطولات القارية التي شهدها العامان 2023 و2024، فمنتخب تحت 20 عاما غادر بطولة كأس آسيا، التي أقيمت في أوزبكستان خلال مارس 2023، مبكرا ومن دور المجموعات بعدما حل ثالثا في المجموعة الرابعة، التي ضمت إلى جواره منتخبات اليابان والصين وقرغيزستان، حيث خسر أمام الصين صفر/2 واليابان 1/2، وكسب قرغيزستان 1/صفر، وكان ذلك بداية الإخفاقات الخضراء على الصعيد القاري.
إخفاق جديد
لم يكن منتخب تحت 17 عاما أفضل حالا من منتخب الشباب، إذ غادر البطولة الآسيوية، التي أقيمت في تايلاند خلال الفترة من الـ15 من يونيو حتى الثاني من يوليو 2023، من ربع النهائي على يد منتخب أوزبكستان بخسارته صفر/2. وعلى الرغم من تصدره المجموعة الثالثة، التي ضمت إلى جواره منتخبات أستراليا وطاجيكستان والصين، بالعلامة الكاملة 9 نقاط من 3 انتصارات، فإنه لم ينجح في مواصلة مشواره بأول مواجهة إقصائية في البطولة، وخرج على يد أوزبكستان.
غياب طويل
واصل المنتخب السعودي الأول سقطات الكرة السعودية قاريا، وابتعاده عن اللقب الآسيوي منذ تتويجه باللقب في نسخة 1996. فعلى الرغم من تصدره المجموعة السادسة للبطولة القارية، التي أقيمت في قطر خلال الفترة من الـ12 من يناير حتى الـ10 من فبراير الماضيين، برصيد 7 نقاط، بعدما كسب عمان 1/2 وقرغيزستان 2/صفر، وتعادله سلبيا مع تايلاند، فإن حاله لم يكن يسر أبدا، فمع أول مواجهة قوية في ثمن نهائي البطولة غادر على يد المنتخب الكوري الجنوبي بخسارته بركلات الترجيح 4/2، عقب تعادلهما 1/1 في الوقتين الأصلي والإضافي، ليكون الخروج المر استمرارا للغياب الطويل عن اللقب القاري الذي كان الأخضر يتسيد المنتخبات التي توجت به قبل أن يتجاوزه منتخب اليابان، واستمرارا لإخفاقات الكرة السعودية بجميع الفئات السنية.
آخر الضربات
جاءت آخر الضربات بمغادرة منتخب تحت 23 عاما من البطولة، التي أقيمت في قطر من الـ15 من أبريل الماضي حتى الثالث من مايو الحالي، من ربع النهائي، وتنازله عن عرشه كبطل لنسخة 2022 التي أقيمت في أوزبكستان، فاقدا فرصة الوجود في أولمبياد باريس 2024، بعدما حضر في أولمبياد طوكيو 2022. فبعدما كسب طاجيكستان 2/4 وتايلاند 5/صفر، سقط في أول اختبار حقيقي بالخسارة أمام العراق 2/1، ليتأهل إلى ربع النهائي كثاني المجموعة الثالثة، ثم سقط أيضا في منعطف أوزبكستان صفر/2، وغادر البطولة، مما زاد من عدم تفاؤل الوسط الرياضي السعودي، ولا سيما أنه كان يعلق آمالا كبرى على الجيل الحالي الذي يعد ركيزة أساسية للمنتخب الأول.
خلل واضح
أظهرت الإخفاقات السعودية الآسيوية الخلل الذي تعانيه الكرة السعودية، وهو عدم الاهتمام بالفئات السنية بشكل كبير، والاكتفاء بالدوريات التي لا تشكل احتكاكا قويا، بالإضافة إلى غياب دوري تحت 23 عاما، فاللاعب منذ تجاوزه مرحلة تحت 19 عاما يبدأ في الغياب عن المشاركة في المنافسات المحلية بشكل دائم، لكثرة اللاعبين الأجانب في الملاعب السعودية، وعدم قدرته على أخذ فرصته بين هذا الكم الهائل من اللاعبين، وغيابه عن الوجود في قائمة ناديه، والاكتفاء بالتدريبات اليومية، ومن ثم الوجود مع منتخب تحت 23 عاما إلا فيما ندر من اللاعبين، وهو ما أفقد لاعبي أخضر 23 الخبرة الكافية والاحتكاك الدائم، وهو ما يحدث أيضا حتى مع لاعبي المنتخب الأول، فغالبية لاعبي الأخضر بدلاء في أنديتهم، حيث لا يجدون فرصة المشاركة في الدوري والمنافسات المحلية إلا نادرا.
معضلة كبرى
يبقى السؤال المهم: هل يتفطن الاتحاد السعودي للمعضلة الكبرى التي قد تعصف بكرة القدم السعودية، وتزيد معاناة الغياب عن البطولات القارية، وربما تعصف بأحلام بلوغ كأس العالم، ويستحدث دوريا قويا للاعبين الذين يعيشون مرحلة الفراغ ما بين الفريق الأول في أنديتهم وفريق الشباب، أم أن مسلسل ضياع المواهب سيستمر من أجل تقوية دوري روشن السعودي باللاعبين الأجانب؟
- 4 بطولات قارية غادرتها الكرة السعودية
- ثمن النهائي وربع النهائي أفضل مراحل المنتخبات السعودية
- اللاعب السعودي فقد الاحتكاك وخوض المباريات القوية
- عدم الاهتمام بالفئات السنية والبحث عن اللاعب الجاهز أضرا بالأخضر
- دوري تحت 23 عاما حل مناسب لمنح اللاعبين فرصة أخرى للمشاركة
- اللاعب السعودي فقد الشغف الكبير لغيابه عن البطولات المحلية
- خروج منتخب 23 عاما أنهى آمال الوسط الرياضي السعودي