تشهد منطقة جازان في شهر رمضان تسابقا من أهالي الأحياء بالمحافظات على إقامة موائد الإفطار الجماعية، وعلى الرغم من مظاهر الحضارة والتمدن واتساع الرقعة السكنية واختلاط الأحياء الجديدة بكثير من داخل المدينة وخارجها، فإن الجازانيين ما زالوا يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم في الشهر الفضيل.

وتحفل عديد من الأحياء بمنطقة جازان بتجهيزات موائد الإفطار الجماعي فلا يكاد يخلو حي من مثل هذه المظاهر الرمضانية التي تعيدنا إلى أيام الألفة والعادات والتقاليد القديمة المتوارثة حيث يحمل الصائمون قبيل أذان المغرب وجبات إفطار ربات البيوت كمشاركات في إعداد الوجبات التي تمتاز بها السفرة الجازانية في رمضان.

وأوضح عريفة آل بن سلة عيسى الشعبي من حي الدير أحد أقدم الأحياء بالدرب أن شهر رمضان فرصة لتجمع الأهل والجيران على سفرة الإفطار، تعويضا عن بقية الشهور التي نادرا ما يجتمعون فيها، مشيراً إلى أن عادات الأهالي في رمضان لم تندثر، حيث يتجدد الحنين إلى الماضي كل عام في رمضان والترابط بين الأسر والجيران يزداد في الشهر المبارك ويتناقل الجيران وجبات الإفطار من منزل إلى آخر طيلة شهر رمضان. وقال إن حي الدير يعد من الأحياء القديمة جدا في محافظة الدرب وموائد الإفطار الجماعي متوارثة وجعلناها في رمضان مبادرة «جمعة وألفة وصدقة» وعلى نية المتوفين من أهالي الحي الذين رحلوا عنا وجماعة المسجد في الحي اتفقوا على الإفطار الجماعي عند ساحة المسجد يتناولون وجبة الإفطار ويتبادلون الأحاديث التي يغلبها طابع الحنين إلى الماضي.