في المقابل، يحوّل بعض الرجال المطبخ ميدانا للمشاجرات والصدامات التي لا تنتهي، والتي لا تخلو في كثير من الأحيان من الأحداث والتعليقات الطريفة على الرغم من العصبية التي تغلفها، خصوصا حين تحارب بعض الزوجات دخول أزواجهن إلى المطبخ وتدخلهم في الطبخ مما تعده المرأة ميدانها المفضل ولا تقبل لأحد أن يتخطاه، ومع انشغالهن الشديد خلال رمضان تصبح ممانعتهن لدخول الأزواج إلى المطبخ أشد وأكثر حزما.
إرباك العمل
تشعر كثير من الزوجات أن اقتحام الزوج للمطبخ أمر مربك، خصوصا أنه لا يعرف أماكن الأدوات، ولا يجيد العمل دون أن يثير فوضى في المطبخ.
وعلى الرغم من إدراك الزوجات أن أزواجهن يدخلون المطبخ نتيجة كثرة متطلباتهم من أنواع الأطعمة وحرصهم على دخول المطبخ للاطمئنان على جاهزيتها، وعلى الرغم من أن الدافع قد يكون حب المساعدة إلا أن الزوجات لا يتقبلن هذا الدخول خصوصا حين يبدأ الزوج بالنقد والتأكيد على أنه يجيد الطبخ أكثر من زوجته، خصوصا أن بعض الأزواج يظنون أن لديهم لمسات سحرية على بعض الأطباق مثل المكرونة والسلطة والشوربة وأن إضافاتهم تلك تجعل منهم طهاة متميزين.
وتشتكي الزوجات كذلك من أنهن وبخبرتهن يعرفن الوقت الذي يحتاجه إعداد وجبة الفطور، لكن دخول الأزواج للمطبخ يبعثر كل ما خططن له.
وتقول حليمة حسين «لا تفضل كثير من النساء دخول الرجل إلى المطبخ، إلا في حال المساعدة. أما التوجيهات التي تأتي بدافع التسلط، والسخرية، والتقليل من جهدهن فهي تسبب نزاعات يبدو كلا الطرفين في غنى عنها، خصوصا مع ضيق الوقت في رمضان مما يجهد النفسية، خصوصا حين يتزامن مع ضغط العمل ومدارس الأطفال».
الزوج المحقق
لا تمانع سميرة محمد من دخول زوجها المتكرر إلى المطبخ خلال أيام الصيام، لكنها تستدرك «لا تكمن المشكلة في دخوله المتكرر والمبالغ به إلى المطبخ، بل تكمن في كثرة التحقيق الذي يمارسه فهو يسأل: إيش طبختي؟، كما يسأل: كيف سويتي هذي الأكلة؟».
وتضيف «الغريب أنه مع أن زوجي لا يجيد الطبخ ولا يرغب في تعلمه، إلا أنه طوال أيام الصوم في شهر رمضان يواصل التحقيق وتفحص الطعام، وتصرفه هذا يثقل عليّ تجربة إعداد وجبات جديدة حتى لا أضطر إلى الشرح التفصيلي له عن كيفية إعدادها وطريقة تحضيرها».
الزوج المنتقد
تتذكر أمل صالح موقفا مضحكا حدث خلال أيام رمضان، وترويه ضاحكة «دخل زوجي إلى المطبخ بعد أن قاربت على الانتهاء من إعداد الإفطار، وبدأ بالتقليل من مجهودي، ويعلّق: من بياكل هذا الأكل؟، ومن طلبه منك؟، وما تعرفي تسوي هذي الأكلة!
وعندها صرخت بانفعال شديد طالبة منه الخروج ومغادرة المطبخ فورا، فحمل ابنتي كالمنقذ وهرول مسرعا. وعند الإفطار صار يقلّد منظري أمام أبنائي فكان الحدث مضحكا ومحرجا في الآن نفسه».
فرصة تعويض
يبرر فيصل حمد دخوله إلى المطبخ في رمضان بأنه نوع من التعويض عن ساعات الصيام الطويلة، ويقول «مشاهدة الطعام وشم رائحته تشغلني أحيانا عن الإحساس بالجوع والعطش».
ويضيف «أحاول مساعدة زوجتي في إعداد الطعام، وهذا لم يعد أمرا محرجا حاليا على الإطلاق كما كان الحال سابقا، لكن مساعدتي لزوجتي في إعداد الطعام تقتصر على طهي المكرونة بأنواعها وكذلك السلطة، خصوصا أنني أجيد إعداد هذين الطبقين، حيث اختار كل يوم نوعا معينا من هذين الطبقين لتقديمهما حسب ذوقي الخاص».
ويضيف «أترك لزوجتي إعداد السنبوسة والشوربة».
أما أماني، زوجة فيصل فتعلق «لا يزعجني دخول زوجي فيصل إلى المطبخ، حتى أن طبخه لذيذ».
وتضحك أماني وتواصل «تكمن الصعوبة فقط في حاجتي إلى التزام الصمت والهدوء طوال فترة تواجده في المطبخ، فهو ينزعج من الأصوات حين يكون جائعا».
الفضول المحرض
يبرر عبدالله إبراهيم دخوله المتكرر إلى المطبخ خلال رمضان بالفضول، ويقول «منذ دخول رمضان انشغل عن الامتناع عن الطعام والشراب بالزيارات المتكررة للمطبخ خلال إعداد الفطور، على الأخص في العشر الأوائل من الشهر الفضيل، ثم مع الوقت اعتاد على تحمل الصوم، وتخف زياراتي للمطبخ تدريجيا».
ويتابع «من المواقف المضحكة ما حدث في أول رمضان بعد زواجي، فقط طلبت من زوجتي إعداد الحلبة قبل موعد الإفطار بأكثر قليلا من نصف ساعة، لكنها رفضت فاختلفنا، واستمر خلافنا على هذا الأمر البسيط حتى شهر محرم الذي تلا رمضان ذاك».
ويكمل «مضت الآن أربع سنوات على زواجنا، لكن زوجتي لا تزال تصر في كل يوم من رمضان على تذكيري بأنه يجب أن أطلب الوجبة التي أريدها على الفطور قبل أذان العصر».
نصائح للزوجات في رمضان
- لا تجعلي دخول الزوج للمطبخ حالة صدامية، بل اتركيه يساعدك بما تعرفين أنه يقدر عليه.
- لا تبدي انزعاجك أمامه حتى لا يزداد عنادا وتمسكا بالبقاء في المطبخ.
- اسأليه عما يرغب أن تطبخيه له بشكل مبكر حتى لا يفاجئك بطلبات جديدة.
- تفهمي أن وقت الفراغ قبل الإفطار يدفع الأزواج للدخول إلى المطبخ.