في وقت انتظر فيه أهالي مدينة سيهات الاستجابة لمطالباتهم بحل مشكلة هبوط أرضي عميق في إحدى أحياء المدينة، مع التنبيه في وسائل التواصل الاجتماعي إلى تفادي الحفرة التي نجمت عن ذاك الهبوط، إلا أن الاستجابة، وبالرغم من تأخرها لم تسفر عن معالجة حاسمة، حيث تم الاكتفاء بردم الحفرة بكومة من رمل لتسوية الطريق، ووضع الحواجز الخرسانية كحل مبدئي.

كان هذا مثالًا متكررًا عما تعانيه الشوارع الداخلية للأحياء، على خلاف ما يتم العمل عليه بشأن الطرق الرئيسة التي تشهد كثيرًا من التحسينات الكبيرة والمستمرة، حيث بقيت تلك الشوارع الفرعية بلا حلول جذرية، فما تلك تلك الشوارع الفرعية مهملة، مملوءة بالحفر والمطبات والمستنقعات، وتعاني سوء الصيانة، وتشكل خطرًا على الأرواح والمركبات.

مشكلة قديمة


يبدو التباين في الاهتمام بين الشوارع الرئيسة والشوراع الفرعية في المنطقة الشرقية مشكلة قديمة، تتجدد فترة بعد أخرى وتصاحبها أصوات مواطنين يبدون دهشتهم من أن تحتضن أحياء المملكة في هذا الوقت ومع كل التطور الذي تشهده شوارع سيئة وخطرة.

وأرجع مواطنون سوء شوارع الأحياء، إلى غياب التخطيط والمراقبة على مقاولي المشاريع، فضًلا عن غياب التنسيق بين الجهات الخدمية، مشيرين إلى أن كل جهة خدمية مثل «الكهرباء والمياه والاتصالات والصرف الصحي وخدمات الرصف والسفلته والتشجير» تعمل بمعزل عن غيرها، وبالتالي تبقي الشوارع في حالة من الإهمال والفوضى.

الأمانة والبلدية

مدن محافظة القطيف تقدم نموذجًا بارزاً لسوء الصيانة في الشوارع داخل الأحياء تحديدًا، ويؤكد مواطنون أن تلك الشوارع تشكو منذ عقود مضت من تواضع الصيانة الدورية، وضعف التنسيق بين الجهات الخدمية.

وقال علي حسين إن «كثيرًا من شوارع سيهات، تنتشر فيها الحفر والترقيعات»، وأشار إلى قيامه وغيره، برفع عدد من الشكاوى إلى الأمانة والبلدية.

وأضاف «لا أنكر الجهود التي تبذلها الأمانة والبلديات في صيانة الشوارع الرئيسة، وهي جهود يشهد بها الجميع، إلا أن تلك العناية شبه منعدمة فيما يتعلق بالشوارع الفرعية داخل الأحياء، ولا نجد مبررًا لذلك».

وأكمل «أستطيع التأكيد على أن المشهد في شوارع سيهات الداخلية ليس جيدًا في أغلب أحيائها».

وقال «تتوزع الحفر هنا وهناك، وتعرجات الشارع «المكسر» تؤثر في سلامة المركبات»، منوهًا إلى «أن رفع الشكاوى إلى البلدية وبالرغم من التجاوب فإنه لا يأتي بنتيجة عملية وحاسمة، إذ تكتفي البلدية بردم الحفر بشكل مؤقت، ما يجعلها تعود من جديد».

مدن أخرى

ساق المواطن بدر أحمد قصته مع الحفر أمام منزله، وقال «حفر الشوارع داخل الأحياء كما هو الحال في أغلب شوارع المدن الأخرى ينتج عن بعضها هبوط أرضي يحتل منتصف الشوارع، ولذلك، فهي تشبه فتحات الصرف الصحي، وتشكل خطرًا على الأطفال والمشاة والمركبات، ورغم ذلك، تكتفي البلدية بوضع حواجز أمامها، دون علاج بشكل نهائي، الأمر الذي يزعجنا ويصيبنا بالخوف على أبنائنا الصغار».

ولا تقتصر سلبيات الشوارع على الحفر بل حتى على التعرجات وقلة المطبات الآمنة، والتشققات التي تسبب ضعفًا في سطح الشارع ما ينتج عنه الهبوط والحفر متكررة الظهور.

شوارع الحفر

كشف فصل الشتاء مزيدًا من عيوب الشوارع الفرعية وعلى بشكل أوضح من ذي قبل، خاصة مع هطول الأمطار وتجمع المياه داخل الأحياء وعدم تصريفها، وهو ما ظهر بوضوح في شوارع مدينة حفر الباطن.

وأشارت مجموعة حسابات في منصة x ومن خلال تعليقها على مستوى الخدمات والتحسينات في الشوارع الداخلية إلى سوء أعمال الصيانة والسفلتة التي لم تتحمل تأثير الأمطار.

جهود تحسينية

من جانبه، نشر موقع أمانة المنطقة الشرقية أخيرا مستجدات عمل الأمانة في التحسين الحضاري للطرق الرئيسة، ومن ذلك الانتهاء من أعمال صيانة فواصل التمدد بجسر تقاطع طريق الملك خالد مع الطريق الجنوبي بمحافظة الخبر، وتقاطع طريق الملك سعود مع طريق الأمير سلطان بالظهران، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي ضمن جهود الأمانة في رفع كفاءة الجسور والأنفاق بحاضرة الدمام.

وسبق ذلك الإعلان عن أنه تم الانتهاء من دهانات التقاطعات المرورية وممرات المشاه لطريق الملك فيصل بالدمام.

كما انتهت ⁧‫أمانة المنطقة الشرقية‬⁩ بالتعاون مع إدارة مرور المنطقة الشرقية من أعمال السفلتة في طريق الملك فهد (الخدمة) باتجاة الدمام من طريق جسر الملك سلمان بمحافظة الخبر الى طريق الأمير محمد بن فهد بالدمام وبطول 16 كم. كما أعلن كذلك عن بدء أعمال الصيانة واستبدال فواصل تمدد جسر طريق الملك خالد تقاطع الطريق الجنوبي بمحافظة ⁧‫الخبر‬⁩ لمدة 10 أيام.