لماذا لم يستفز منتدى الإعلام المهنيين السعوديين في مناطق المملكة بالشكل الكافي للحضور ..قد تجد في السطور التالية بعض الجواب ..لكن الكثير منه عند الصانعين لهذا الحدث والقادرين على إثراءه أكثر وجعله مهماً بشكل أكبر.

لا يتعلق الأمر فقط بالدعوات لحضور هذا المنتدى الوطني الهام لنحو عشرة آلاف من صانعي المحتوى والاعلاميين الذي يعتقد كل واحد منهم انه يستحق ان يدعى لهكذا مناسبة وطنية متعلقة بالصنعة التي أحبها ..لذا لا لوم على الداعين في عدم القدرة على الإيفاء بتوقعات الآلاف في مكانٍ قد لا يسع الا المئات أكثرهم ممن جرى دعوتهم من خارج حدود البلاد.

لذا يمكن تجاوز فكرة الدعوات لمنتدىٍ يحاول أن يكون عالمياً وينظر للخارج مستهدفاً وضع قدمٍ في صناعة المحتوى العالمي غير أن ذلك لا يكون بالأدوات ذاتها التي لم تقنع الداخل ولم تستطع المساهمة بفعالية في تشكيل وعيه فهل بذات الادوات نذهب لصناعة نصر اعلامي في الخارج؟!.

كيف تقنعني كمهني اقبع في منطقة من مناطق المملكة وجربت مدارس الصحافة المختلفة ومارست العمل فيها بأشكاله المتعددة أن احضر قاطعا مسافات طويلة مستمعا لورشة تدريبية يقودها مذيع كان قبل أيام قليلة يحاور "بصّارة" لمدة نصف ساعة معدداً إنجازاتها في التوقعات الصحيحة مغفلاً الكثير من الدجل واللغة العامة والعائمة التي تطلقها ثم يسألها عن حظوظ المنتخب "الكومي" في بطولة الأمم ..لتزف له البشرى أن يعود مظفراً... لكنه عاد بخفي حنين.

وسأكون عائدا وغيري بخفي حنين إن كان من يتصدر مشهد المحاضرات في الإعلام نماذج لم تعط -رغم الاحترام لشخصياتها وتجاربها- أي قيمة مضافة لمجتمعات تتطور ويرتفع وعيها مع الوقت.

ومع مشاريع الانفتاح الأخاذة التي أطلقت العنان لمستويات غير مسبوقة من الإبداع الفني المصحوب باللمسة الإعلامية الذكية التي لم تخل منها السعودية في يوم من الأيام لكنها كانت دوما نهبا لعيوب اجتماعية تضع الترتيب للمصالح القائمة لمدى القرب لا مدى الكفاءة ولحساب البيدر لا لحساب الحقل.

كيف تقدم ندوة حول مكافحة التعصب الرياضي لشخصية رغم الإحترام لتاريخها إلا أنها من أكثر الشخصيات التي اضرمت نار التعصب بين الجماهير الرياضية وخلقت حالات جدلية..هل يتعلق الأمر بكونها في المثالين السابقين أسماء متاحة ومتداولة ..هولاء لن يضيفوا جمهورا جديدا للمنتدى.

بالإمكان والحدث يحاول أن يكون دوليا أن تستقطب أسماء لصحفيين عرب مهنيين وبعيدين عن التجاذبات الإقليمية ليطرحوا مرئياتهم وخبراتهم الدولية في منتدى كهذا يسعى ليكون اسماً لامعاً في منصات الإعلام العالمي.

مبادرات رائعة تقودها الوزارة ينقصها فقط عدم تكرار أخطاء الماضي في مشاريع إعلامية سعودية توقعنا أن تكون فارقة لنجدها تمشي على خطى من سبقوها في ذات الأخطاء لتحصد ذات النتائج.

ما يحصل حالياً هو رغبة حقيقية واضحة في تحول مسيرة الإعلام السعودي يقودها وزير شهدت شخصيا خطوات تطويره لصحف رأس تحريرها وقادها الصحافي سلمان الدوسري فعلا لشكل جديد من أشكال الإعلام الحديث والتفاعلي والقادر على التعبير بحرفية المهني عن أهداف الوطن، وكذا الحال لأحد أهم صناع التحول الإعلامي في هذا التوقيت الصحفي علي الزيد بخبراته الميدانية والإدارية.

لعل مبادرة سعوديبيديا لتوثيق سير الشخصيات في المملكة هي واحدة من أبرز هذه المبادرات التي اضاعها زحام المنتدى ..لكنها بحاجة وغيرها من المبادرات لروح وثابة جديدة تخلق الفرق وتعطي الإضافة.