ويتسبب التشوه الشديد في العمود الفقري «الجَنَف»، في إنحناء جانبي للعمود الفقري، الذي يتخذ شكل "قوس". ورغم انتشار «الجنف»، إلا أن السبب وراء غالبية حالاته، خاصة التي تصيب الأطفال، غير معروفة، ويمكن أن تؤدي الإنحناءات بالعمود، في صعوبة شديدة في المشى وربما إعاقة للمريض، في بعض الأحيان، إذا لم يتم اتخاذ الإجراء اللازم.
وأوضح استشاري جراحة العمود الفقري في مستشفى دله النخيل الدكتور مجدي هاشم، الذي أشرف على الإجراء الجراحي، أن الطفل المصاب بـ «الجَنف»، كان يعاني معاناة شديدة من تشوه حاد في العمود الفقري، مع صعوبة في المشي، إضافة لضعف في الأطراف، وذلك نتيجة لضعف الأعصاب من شدة تقوس عموده الفقري، الأمر الذي سبب له عزلة اجتماعية، مما أبعده عن مقاعد الدراسة.
وقال الاستشاري مجدي هاشم شارحًا مراحل العلاج: " فور وصول الطفل، تم عمل الفحوصات اللازمة وبناء على ذلك تم وضع الخطه العلاجيه وتقسيمها على مرحلتين، حفاظا على سلامة الحبل الشوكي وللحصول على أكبر نسبة تعديل للتقوس دون مضاعفات، وتم طباعة مجسم للعمود الفقري ثلاثي الأبعاد يحاكي التشوه لدى الطفل، لدراسة الحالة بدقة، قبل وأثناء العمل الجراحي ".
وأشار إلى أنه وعقب ذلك، تم إغلاق الجرح وإرسال المريض إلى جناح التنويم، وتم وضعه، تحت الملاحظة الدقيقة، لمدة أسبوعين، مع الاستمرار بالشد التدريجي، مبينا أن المرحلة الثانية، تمثلت في الإجراء الجراحي، الذي تضمن التصحيح والقص العظمي في العمود الفقري، وذلك بإزالة ثلاث فقرات، مع ملاحظة وظائف الحبل الشوكي وتخطيط الأعصاب، ليكلل الإجراء بالنجاح التام، لتبدأ عقب ذلك مرحلة العلاج الطبيعي، لتقوية عضلات الأطراف، مع الالتزام بلبس الحزام.
وقال الاستشاري مجدي هاشم: الآن وبعد مرور سنة من الإجراء، حصلنا على نتائج ممتازة، وذلك، بفضل من الله، أولا، ثم، بتعاون الزملاء في الفريق الطبي في مستشفى دله النخيل، ثانيًا، حيث نجحنا في وضع حد لمعاناة طفل امتدت لأكثر من 5 سنوات.
من جهته، أفاد رئيس غرفة التخدير والعمليات بمستشفى دله النخيل، الاستشاري د.شريف العقدة، أن تخدير مثل هذه الحالة المرضية،«الجَنَف»، يعتبر تحديا كبيرا لأطباء التخدير، نسبة إلى أن «التقوس»، بالعمود الفقري، «الجَنَف»، يسبب مشاكل صحية مزمنة تتعلق بنمو الرئة، بجانب تأثيره على التنفس، مع صعوبة تسكين الألم، ما بعد العملية، وأوضح أنه وأثناء العملية تمت متابعة جميع العلامات الحيوية للمريض، وكانت جميع الخطوات تتم بالتنسيق مع الاستشاري مجدي هاشم الذي أشرف على الإجراء.
وأشار الاستشاري "العقدة"، أنه وعقب اكتمال الترتيبات والتجهيزات المطلوبة، أجريت جميع الفحوصات والتحاليل اللازمة، وتم على إثرها وضع خطة التخدير للمريض، خلال مرحلتين، كُللتا بالنجاح التام، وذلك نسبة لتوفر نخبة من أكفأ أطباء واختصاصي التخدير، وتوفر مختلف أنواع الأجهزة الطبية الحديثة.
يُذكر أن مجموعة دله الصحية، تضم نخبة من الأطباء والجراحين المتميزين، في المجالات كافة، وتتكون المجموعة من 6 مرافق كبرى، ورائدة في تقديم الرعاية الصحية الفائقة، لجميع المرضى والمراجعين، وتخدم حالياً أكثر من 1.5 مليون مراجع سنوياً، في مختلف أنحاء المملكة، وذلك عبر أكثر من 900 سرير، و500 عيادة خارجية، ويعمل لدى المجموعة أكثر من 3 آلاف موظف، بينهم نحو ألف طبيب خبير، وذلك سعيًا لتقديم أعلى معايير الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية.