نجحت خاصرة عين زبيدة، بعد أيام فقط من تطويرها من قِبل الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة وشركائها وبرنامج «ضيوف الرحمن» ووزارة الثقافة والهيئة العامة للأوقاف وهيئة التراث وشركة «كدانة» للتنمية والتطوير، في استقطاب الآلاف من زوار مكة المكرمة وسكانها، خصوصا أن كل معلم من معالم الخاصرة يحكي قصته بطرق مشوقة وأساليب حديثة، وفي كل زاوية من زوايا المكان تقام أنشطة تتناسب مع مختلف الشرائح وكل الأعمار.

وفي وادي النعمان، ومن بين جبال مكة المكرمة الشاهقة، ومن على بُعد أمتار، تسطع أنوار خاصرة عين زبيدة، مُرحبة بالباحثين عن التراث، والشغوفين بالمعالم التاريخية، وهواة الفعاليات الفريدة، بعدما تضافرت فيها الجهود واتفقت على إثراء تجربة السكان والزوار، وتحسين جودة الحياة في العاصمة المقدسة.

أنشطة متعددة

يضم الموقع كثيرا من الأنشطة مثل مسار «الهايكينج» الذي ينظم جولات دورية بمسارات متعددة في جبل خاصرة عين زبيدة، وبإشراف مرشدين محترفين، وميدان لرماية الأسهم مجهز لممارستها بطابع تاريخي آمن، وتحت إشراف مدربين خبراء، ومنطقة التسلق المجهزة بعناية لتتناسب مع الكبار والصغار.

8 مناطق

احتوت الخاصرة على مناطق ومرافق عدة، وهي:

أولًا - منطقة السوق المفتوح:

مخصصة لبيع وعرض المنتجات التاريخية والثقافية مثل الملابس والإكسسوارات التاريخية والأعمال الخشبية.

ثانيًا - منطقة الفرق الأدائية:

مخصصة لإقامة العروض المسرحية الخاصة بالقصص والحكايات التاريخية لخاصرة عين زبيدة.

ثالثًا - منطقة المعرض التاريخي:

وهي منطقة جمالية مزودة بمعرض تاريخي عن الخاصرة.

رابعًا - منطقة المحاكاة:

تمكّن الزوار من محاكاة تاريخ خاصرة عين زبيدة من خلال التنقل بين رؤية القصص التي تجسّد الحياة الاجتماعية، والانخراط فيها بنظام الشاشات التفاعلية.

خامسًا - منطقة الأنشطة والألعاب:

مزودة بعدة أنشطة مختلفة وممتعة، خاصة للأطفال والكبار، تتناسب مع تاريخية الموقع.

سادسًا - منطقة المطاعم والجلسات:

تضم عددًا من المطاعم المتنوعة التي تناسب جميع الأذواق، وسط أجواء تاريخية فريدة.

سابعًا - منطقة التقاط الصور:

منطقة جمالية مجهزة لالتقاط الصور التذكارية، ومدعومة بوجود المصورين وأجهزة التقاط الصور الفورية التي تمكن الزائر من أخذ الصور التذكارية بجهازه المحمول.

ثامنًا - منطقة مخصصة للحرفيين والخط والرسم الحي.

أهمية المنطقة

تكّمن أهمية منطقة «خاصرة عين زبيدة» التاريخية في انتفاع سكان مكة المكرمة وحجاج بيت الله منها عبر قرون ممتدة، وذلك لاحتوائها على عين مائية يعود تاريخها إلى أكثر من 1200 عام.

وتقع عين زبيدة في وادي النعمان بين مدينتي مكة المكرمة والطائف، ويصل امتداد معالمها وقنواتها إلى منطقة المشاعر المقدسة (منى وعرفات ومزدلفة).

كما تمثل واحدا من أهم المشاريع التاريخية التي شهدتها مكة المكرمة، لمواجهة شح المياه في المنطقة، وذلك حين أمرت السيدة زبيدة بنت أبي الفضل جعفر بن أبي جعفر المنصور العباسية الهاشمية، زوجة هارون الرشيد، سنة 194 من الهجرة بإنشاء شبكة قنوات مائية، تنقل الماء من مساقط المطر في أعالي جبال الكرّ شرق مكة المكرمة باتجاه المشاعر المقدسة، وبعض الأحياء في مكة المكرمة، عبر مسارات طويلة تخترق الأودية والجبال، يبلغ طولها 30 كلم، ويصل عمقها في بعض الأماكن إلى 40 مترا، وعلى امتدادها توجد عدد من الخرزات، وهي غرف أعدت لصيانة المجرى، ويبلغ عددها 132 خرزة.

خزانات تحت أرضية

يتم جمع المياه التي تأتي من عين زبيدة في خزانات تحت الأرض تسمى «بازانات»، بينما خصصت قنوات فرعية لجمع مياه السيول في بعض المسارات، لتكون رافدًا يزيد من كمية المياه المنقولة من القناة الرئيسية.

وقد ثمّنت المملكة هذا الأثر مبكرا حين أمر الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- بإنشاء إدارة خاصة للعين سُمّيت «عين زبيدة»، تشرف إشرافًا كاملًا على العين والآبار الخاصة بها وترميمها.

هدف التفعيل

أوضح المهندس عمر الفريدي، مدير عام المواقع التاريخية والإثرائية في الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، لـ«الوطن» أن تفعيل خاصرة عين زبيدة يهدف إلى إحياء وإبراز المعالم التراثية والإسلامية الغنية والمتنوعة. وقد انطلقت بعد اكتمال خدماتها ومرافقها وأنشطتها وفق أرقى وأحدث التقنيات والوسائل، لتقدّم تجربة استثنائية للزوار من حول العالم، مركّزةً على إبراز العمق الإسلامي الحضاري والتاريخي.

عين زبيدة

- عين عذبة الماء غزيرة وإحدى روائع أوقاف المسلمين

- أمرت بإنشائها الأميرة زبيدة زوجة هارون الرشيد

- تتبع الهيئة العامة للأوقاف في السعودية

- أنشئت لسقيا سكان مكة المكرمة والحجاج في المشاعر المقدسة

- بها قنوات تجلب الماء من العين في وادي النعمان إلى مكة المكرمة

- يبلغ طول مسارات نقل المياه نحو 30 كلم

- على امتدادها نحو 132 خرزة