طالب عدد من أصحاب «الفود تراك» في جدة بسن أنظمة تحفظ حقوق أصحاب تلك العربات وخاصة بعد تفشي سرقة مولدات الكهرباء الخاصة بعرباتهم، وهو الأمر الذي يكبدهم خسائر طائلة، حيث تبلغ كلفة المولد الواحد نحو 4 آلاف ريال، إلى جانب تكلفة تشغيله الشهرية التي تصل حتى 900 ريال للوقود.

وتشكل سرقة محرك بهذه الكلفة عبئا شديدا على أصحاب العربات الذين لجأ كثير من ملاكها إليها كحل لمواجهة البطالة، وكفرصة لتوفير فرص عيش لأنفسهم ولعائلاتهم.

أكثر المشاكل

تؤكد فاطمة علي، وهي مالكة لعربة فود ترك أنها تعرضت للسرقة منذ فترة، كما تعرضت أخيرا لسرقة مولّد الكهرباء الذي كلفها 4 آلاف ريال، موضحة أن «سرقة المولدات تعد من أكثر المشاكل التي تواجهنا، فعدم وجود كهرباء جعل كثيرين منا يعتمدون على المولد على الرغم من كلفة تشغيله.

وطالبت البلدية بأن توفر كهرباء في المواقع التي يكثر فيها تواجد هذه العربات، مما يغني أصحابها عن شراء مولداتها، ويوفر عليهم عناء سرقتها.

تجارب المناطق

يشير خالد الغامدي، وهو صاحب عربة فود تراك إلى أن هناك عدة تجارب نفذت على أرض الواقع بتوفير الكهرباء لأصحاب الفود ترك في بعض المدن والمناطق، مثل مدينة حائل، حيث وجه أمير منطقة حائل بتوفير الكهرباء مجاناً لعربات الفود ترك الموجودة في الحدائق والمتنزهات دعماً منه للشباب والفتيات العاملين في هذا المجال.

وبين كذلك أن أمانة منطقة القصيم وفرت كافة التسهيلات والخدمات لأصحاب عربات الفود ترك ومن بينها توفير الكهرباء لهم، مؤكدا أنه في مدينة جدة تعتمد أغلب عربات الفود ترك على المولد الكهربائي، وهذا يضيق على الملاك لكلفة شرائها وصيانتها وتشغيلها، مبينا أنه اضطر وبعد الانتهاء من عمليات البيع إلى استخدام صندوق له قفل لحماية المولد من السرقة.

خطر الاحتراق

من جهته، أكد سعيد الحربي، وهو صاحب فود ترك أيضا أن عدم توفر الكهرباء يعد من أكثر المصاعب التي تواجههم كمالكين لتلك العربات، وقال»لا تكمن مشكلة المولدات في قيمتها وقيمة تشغيلها وإمكانية تعرضها للسرقة فقط، بل مع اضطرار كثيرين إلى استخدامها لعدم توفر الكهرباء، فإنها تشكل خطرا على مالكي وعمال الفود ترك، وكذلك على الزبائن، خاصة في فترة الصيف، حيث تكون عرضة للاشتعال نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، وربما تسبب حرائق عدة«.

توفير الحراسة

رأت فاتن عبدالرحمن أن تعرض عربات الفود تراك المتكرر لسرقات المولدات، على الأخص من العمالة السائبة التي تستغل ساعات الليل المتأخرة لارتكاب سرقاتها لتلك المولدات، يستلزم أن تهيئ الجهات المعنية، وتحديدا من البلدية، أماكن لتواجد تلك العربات وتوفير حراس أمن يتولون حمايتها، ريثما تتوفر الكهرباء في أماكن تجمعها، وذلك لرفع المعاناة عن أصحابها الذين اضطر بعضهم لإغلاقها نهائيا وصرف النظر عن المشروع بعد تعرضهم لسرقة مولداتها لأكثر من مرة.

احتياط طوارئ

طالب المستشار الاقتصادي عبدالرحمن فهد ملاك عربات الفود تراك بوضع خطط للطوارئ للتعامل مع المستجدات الطارئة التي قد تؤثر سلبا على أعمالهما، وقال «يعد العمل في مجال عربات الفود تراك جيدا لرواد الأعمال، وينعكس زيادة على دخل الشخص، ومن المتوقع في ظل انتشار هذه العربات أن تزيد إيراداتها بنسبة 2 % خلال السنوات المقبلة، لكن لا بد على ملاكها من أن يعملوا على توفير احتياطات للطوارئ، تجعلهم قادرين على تغطية النفقات الطارئة غير المخطط لها، وحتى زيادات الأسعار المحتملة، ويفترض أن يكون بحدود 5 % من الدخل».

وأضاف «لنجاح نشاط عربات الفود تراك لا بد من توفير أماكن تناسب هذه العربات تتوفر فيها الخدمات من كهرباء ومساحات ودورات مياه وغيرها من المرافق العامة حتى تجذب المستهلكين، وهذا لا يقع فقط على عاتق الملاك، وإنما كذلك على عاتق الجهات البلدية التي يجب أن تشجع مثل هذه الأنشطة إذا ما توفرت على الشروط الملائمة مع توفير كل التسهيلات لها».

حي المروة

في حي المروة في جدة طالب ملاك (الفود تراك) بتوفير موقع مناسب من قبل بلدية جدة يمكنهم من ممارسة نشاطهم في بيئة مناسبة.

وأوضحوا أن الوضع الراهن يهدد أصحاب تلك العربات بالإغلاق بسبب عدم توفر الكهرباء وارتفاع قيمة الوقود، ناهيك عن الشكوى المتكررة من ارتفاع أصوات المولدات الذي يسبب ضجيجا مزعجا للجوار وللبيئة.

وأشاروا إلى أن توفر الكهرباء يسهل عليهم كثيرا من الأمور، منها البقاء لساعات متأخرة لخدمة الراغبين بالشراء، وتوفير قيمة الوقود الذي يستقطع من دخل العربات.