تكتظ شوارع جدة بالمركبات والسيارات بأنواعها المختلفة ، محدثة أزمة سير خانقة، لاسيما مع أوقات الذروة وفي الصباح الباكر، مع بدء خروج الموظفين إلى دواماتهم الرسمية، ومع ذهاب أو عودة الطلاب من وإلى مدارسهم ، وهو أمر معتاداً ألفه سكان جدة بشكل عام وسكان شرق الخط السريع بشكل خاص ،وكمرتادين لهذا الطريق ،على الأرجح لابد من أن يعترضنا سائقون متهورون، منهم من يشق الطريق شقاً بسيارته ، رغم زحمة السير ،معرضاً نفسه والآخرين للخطر بتجاوزاته،ومنهم من لا يبالي بمن حوله من مركبات السير ولا بأفراد المشاة الذين يقفون أو يمشون على أطراف الطريق ، هو في عجلة من امره ، همه الأول الوصول إلى مراده ومبتغاه، مهما كلف الأمر ،وإن كان ثمن ذلك أضراراً مادية ومعنوية ،ناتجة عن تهوره. وسائق آخر انشغل بهاتفه الجوال ، لم يلتزم بقواعد المرور فضلاً عن أن يكترث بما نصت عليه المخالفات المرورية من جزاءات.
قبل عدة أيام ،وفي مشوار صباحي بصحبة عائلتي الصغيرة، باغتتنا سيارة صغيرة الحجم ، ظهرت فجأة من مخرج على خط دائري دون إنذار مسبق ،أخذت تتمايل ذات اليمين وذات اليسار ، خارجة عن مسارها المفترض أن تكون فيه، توقفت هذه السيارة أمامي فجأة ثم إستأنف سائقها مواصلاً السير ، استطعت تفاديه بفضل من الله بعد جهد جهيد ،لم يتسن لي اللحاق به ،لكن هذه التصرفات المثيرة للريبة والقلق، تدل على أن شخصية هذا السائق غير طبيعية أو في حالة نفسية غير مستقرة. بعد أن هدأت الأمور وغابت السيارة عن الأنظار ،حمدت الله أن تمالكت نفسي والا لحد ما لا يحمد عقباه. هذا السلوكيات والتصرفات المفاجئة على الطريق يواجهها الكثير من سائقي المركبات في شوارعنا العامة بشكل شبه يومي ، ولولا لطف الله ويقظة كثير من السائقين وحنكتهم وحكمتهم ورباطة جأشهم، لكانت هناك عواقب كثيرة وخيمة نراها على قارعة الطرقات .