وفور تعيينه، حدد المدرب الإيطالي «الفوز بكأس آسيا 2023» هدفا له مع الأخضر، فهل ينجح الذي حقق العديد من الإنجازات خلال مسيرته التدريبية، سواء على الصعيد الدولي أو المحلي، في تجاوز ما فعله المدرب البرازيلي هيليو دوس أنجوس في نسخة 2007؟ عندما وصل بالمنتخب السعودي إلى نهائي القارة، وحل وصيفا حينها، على الرغم من أنه خاض تلك النسخة بمنتخب شاب، بعدما استبعد عددا كبيرا من لاعبي الأخضر في تلك الحقبة، وهو ما كرره مانشيني في قائمته التي سيخوض بها النهائيات القارية، التي سيخوضها الأخضر بداية بدور المجموعات في المجموعة السادسة إلى جوار منتخبات: تايلاند وعمان وقرغيزستان، وسيحاول «الصقور» حصد اللقب للمرة الرابعة في تاريخه بعد 1984 و1988 و1996.
إنجاز إيطالي
يملك المدرب مانشيني سجلا حافلا خلال مسيرته التدريبية على مستوى المنتخبات، آخرها التتويج بكأس الأمم الأوروبية 2020 على حساب إنجلترا بركلات الترجيح.
وحقق مانشيني اللقب القاري لإيطاليا بعد غياب 52 عاما، وقاد الأزرق في 61 مباراة: فاز 37 وتعادل 15 وهزم 9 مرات.
وحقق مانشيني مع إيطاليا أطول سلسلة انتصارات متتالية في تاريخ المنتخبات بـ37 مباراة.
تحدٍ جديد
مانشيني مدرب صنع التاريخ في أوروبا بقدرته في إعادة بناء منتخب إيطاليا من جديد بالاعتماد على اللاعبين الشباب، بعد أن غيَّر الطريقة الكلاسيكية الدفاعية لأسلوب اللعب الجماعي والهجومي في يورو 2020، ومزج بين الخبرة والشباب.
ويحمل مانشيني على عاتقه مهمة كبيرة، إذ تطمح الجماهير السعودية لرؤية منتخب بلادها يحمل اللقب الآسيوي الغائب منذ 28 عاما، وذلك بدفعة من التطورات اللافتة والتعاقدات العالمية لأندية دوري روشن السعودي للمحترفين على غرار البرازيلي نيمار والفرنسي كريم بنزيما والجزائري رياض محرز، وقبلهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
خبرة وطموح
يعوّل الاتحاد السعودي على خبرات مانشيني الكبيرة في تكوين جيل جديد لـ«الصقور الخضر» بقيادة اللاعبين أصحاب الخبرة.
ويُعرف عن مانشيني أنه لا يستدعي أي لاعب مهما كانت نجوميته إلا إذا كان جاهزا تماما، وطبق ذلك في معسكر نوفمبر الماضي، وكذلك خلال الاستدعاءات الأخيرة التي ضمتها قائمته للمحفل القاري.
واستدعى مانشيني عددا من الوجوه الشابة أمثال: عباس الحسن (19 عاما)، وعيد المولد (22 عاما)، وطلال حاجي (16 عاما)، وريان حامد (21 عاما)، ونواف العقيدي (22 عاما) وفراس البريكان (22 عاما)، وغيرهم من النجوم الشبان.
وظهر الإيطالي في البداية بشكل سيئ بعدما فشل في الفوز بأول 4 مباريات مع الأخضر، وكانت جميعها وديات (3 خسائر وتعادل واحد)، حيث خسر أمام كوستاريكا 1 / 3، وكوريا الجنوبية صفر / 1، ثم مالي 1 / 3، وتعادل مع نيجيريا 2 / 2.
في المقابل، ظهر المنتخب السعودي بوجه مميز مع المدرب الإيطالي في المباريات الرسمية خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، إذ حقق انتصارين متتاليين أمام باكستان والأردن 4 / صفر، و2 / صفر.
وتصدر الأخضر مجموعته مبكرا بـ6 نقاط، ليقترب من حسم مقعده في المرحلة النهائية من التصفيات.
تجربة أنجوس
قبل نهائيات كأس آسيا 2007، نالت سياط النقد من مدرب الأخضر حينها، البرازيلي هيليو دوس أنجوس، ما نالت بعد استبعاده عددا كبيرا من الأسماء اللامعة حينها، وأصحاب الخبرة العريضة أمثال: مبروك زايد، ومحمد نور، وحسين عبدالغني، ورضا تكر، وحمد المنتشري، وغيرهم، وزج بأسماء واعدة أمثال: ياسر المسيليم، وأسامة هوساوي، وأحمد البحري، وأحمد الموسى، وتيسير الجاسم، ومالك معاذ، وياسر القحطاني، وعبدالرحمن القحطاني، وتوقع الجميع أن يكرر الأخضر ما حدث في نسخة 2004، ويغادر البطولة مبكرا وبنتائج مخيبة للآمال، إلا أن أنجوس وكتيبته الشابة قلبوا الطاولة في وجه المتشائمين، وبلغ الأخضر النهائي أمام المنتخب العراقي، وخسره بعد مباراة شهدت أخطاء تحكيمية واضحة صفر / 1.
تكرار وإثبات
يظل السؤال المهم: هل ينجح مانشيني في تكرار تجربة أنجوس وتجاوزها والتتويج باللقب الغائب عن الأخضر منذ آخر تتويج في 1996؟ ويثبت أن خياراته كانت صائبة، وأن الاعتماد على اللاعبين الشبان ليس مغامرة، بل هو الصحيح في عالم كرة القدم مع تطعيمهم ببعض لاعبي الخبرة.
- مانشيني يسير على خطى أنجوس في 2007
- المدربان فضّلا الاعتماد على الأسماء الشابة
- أنجوس بلغ النهائي في نسخة 2007 برغم الانتقادات
- مانشيني يعتمد على الأسماء الشابة الجاهزة
- المدرب الإيطالي مطالب بتجاوز منجز أنجوس
- الأخضر مطالب باستعادة اللقب الغائب
- هل ينجح مانشيني في طي غياب 28 عاما؟