استقبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، في قصر اليمامة بالرياض رئيس روسيا الاتحادية، فلاديمير بوتين، عقب وصوله الرياض أمس.
وجاءت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المملكة العربية السعودية والإمارات في الوقت الذي تعمل فيه السعودية على التواصل مع الأطراف الدولية المؤثرة، بهدف تنسيق العمل الدولي المشترك الرامي لوقف العمليات العسكرية في غزة.
وتعد هذه رحلة خارجية نادرة لبوتين، وسيعقد خلالها محادثات مع ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، ويسعى فيها لتعزيز الشراكات المهمة بالنسبة لموسكو، والبحث في قضايا الطاقة والسياسة الإقليمية، حسب ما أعلن الكرملين.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن الرئيس بوتين سيُجري محادثات تتناول القضايا الدولية والإقليمية، والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، بالإضافة إلى قضايا التعاون في قطاع النفط.
وكانت آخر مرة زار فيها بوتين السعودية والإمارات في 2019، حسب ما ذكرت وكالة أنباء «تاس» الرسمية.
مستوى عالٍ
وأكد بوتين، خلال محادثاته في أبوظبي مع الرئيس الإماراتي، محمد بن زايد آل نهيان، أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى مستوى عالٍ غير مسبوق.
وقال: «وصلت علاقتنا اليوم بفضل موقفكم إلى مستوى غير مسبوق، ونحن على تواصل دائم، وزملاؤنا يعملون مع بعضهم البعض باستمرار».
وأشار إلى أن التعاون الصناعي بين البلدين يتقدم، بما في ذلك التعاون في إنشاء صناعات في الإمارات وروسيا، و«هناك العديد من المشاريع الكبيرة في مجال النفط والغاز، ونحن نتعاون أيضا في منظمة أوبك+».
وتبادل الرئيسان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضرورة تحرك المجتمع الدولي من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية الكافية إليهم ضمن آليات آمنة ودائمة، ودون عوائق.
وأكد الجانبان في هذا السياق أهمية العمل على إيجاد أفق واضح للسلام الدائم والشامل في المنطقة الذي يقوم على أساس «حل الدولتين».
علاقات وتعاون
وتدعم المملكة العربية السعودية الجهود الرامية للوصول إلى حل سياسي للأزمة الأوكرانية، حيث ترتبط بعلاقات جيدة مع طرفي الأزمة، وتلعب دور الوسيط بينهما من خلال العلاقات الجيدة التي تربط ولي العهد -حفظه الله- بالرئيسين الروسي والأوكراني
وقد أخذت المملكة بزمام المبادرة منذ الأيام الأولى للأزمة في أوكرانيا، حيث أجرى ولي العهد اتصالات مع القيادتين الروسية والأوكرانية، وأبدى استعداد المملكة للقيام بمساعيها الحميدة من أجل الإسهام في الوصول إلى حل سياسي يفضي إلى سلام دائم.
كما حرصت المملكة على تعزيز وانتظام التواصل المباشر بين مسؤولي المملكة وروسيا الاتحادية في مختلف القطاعات، حيث زار الأمير روسيا الاتحادية للمرة الأولى في 2015، وتلت ذلك عدة زيارات خلال الفترة من 2015 إلى 2018، قابل خلالها بوتين وعددا كبيرا من المسؤولين ورجال الأعمال الروس.
وأسهمت الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين في تطوير العلاقات الثنائية بينهما، وتوجت بزيارة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، موسكو في 2017، وهي أول زيارة لملك سعودي إلى موسكو، وشهدت احتفاءً مميزا من الرئيس الروسي بوتين الذي زار المملكة في 2019، وتم حينها توقيع حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.