وفيما نجحت مناطق متفرقة من العالم في التصدي للفيروس وحاصرت انتشاره، بقي مؤشر الإصابات في الشرق الأوسط متصاعدًا، حيث يضرب الفيروس المزيد من أبناء المنطقة الذين يجهل بعضهم أمر إصابته ويتعايش مع المرض بعفوية تامة.
سعوديًا، قدرت مصادر غير رسمية، عدد المصابين بالإيدز في البلاد، خلال العام الماضي (2022) بنحو 25 ألفًا، 40% منهم (10 آلاف) سعوديون.
وبينت الدراسات أن 13% من المصابين بالإيدز في المملكة، لا يعرفون أنهم مصابون بالمرض.
تهديد المستقبل
تحذيرات منظمة الصحة العالمية، لم تقتصر على منطقة الشرق الأوسط بما فيها الخليج، وإنما شملت كذلك الدول التي شهدت ثباتًا في معدل الإصابات.
وقالت المنظمة، إن «عدم إحراز أي تقدم من جانب الدول، في وقف انتشار الوباء فيها، يثير القلق، مضيفة أن هناك تأثيرًا عميقًا يتركه الوباء على صحة المراهقين والبالغين والأطفال الذين لم يولدوا بعد لآباء مصابين بالفيروس إن لم تتم معالجته».
انتشار بوتيرة عالية
تشهد منطقة الشرق الأوسط بما فيها الخليج انتشارًا كبيرًا للعدوى وبوتيرة متسارعة، وبخاصة في بلدان مثل الصومال، ليبيا، المغرب، الجزائر، العراق، ودول الشام، وصولًا إلى إيران. والنمط الأساسي لنقل العدوى، هو الاتصال الجنسي غير المأمون، وتزايد معاقرة المخدرات حقنًا كنمط لنقل العدوى.
وفي بداية اكتشاف المرض، كان الوباء يستهدف فئة «الشواذ» دون غيرهم، وكانت أعراضه تظهر بعد فترة طويلة من الإصابة، تصل إلى 10 سنوات.
وكانت وزارة الصحة السعودية أكدت أن فيروس نقص المناعة البشري يتواجد في سوائل الجسم للشخص المصاب، مثل الدم ومشتقاته والسوائل التي تفرز خلال الممارسات الجنسية من الجهاز التناسلي الذكري والأنثوي، حتى لو لم تكتمل العملية الجنسية. كما يتواجد الفيروس في حليب الأم المصابة بالإيدز، وبينت أنه يمكن أن ينتقل الفيروس من الفرد المصاب بفيروس نقص المناعة البشري إلى شخص سليم عند دخول أي من هذه السوائل إلى الجسم السليم من خلال الممارسات الجنسية غير المحمية مع شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشري بجميع أنواعها، أو عبر نقل الدم الملوث أو أي من مشتقاته من شخص مصاب بالفيروس إلى شخص سليم، ومن الأم المصابة إلى الجنين أو الطفل أثناء فترة الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية، وكذلك ينتقل عند التعرض للوخز بالإبر أو الأدوات الحادة الملوثة بفيروس الإيدز أو مشاركة الإبر أو الحقن مع شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية.
ممارسات وقائية
في تقرير منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز (UNAIDS)، حل إقليم الشرق الأوسط متأخرًا في معظم مؤشرات فيروس العوز المناعي البشري، من حيث التشخيص والعلاج، وخفض الحِمل الفيروسي، ولا يزال تشخيص الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري العقبةَ الأولى أمام التصدي لفيروس العوز المناعي البشري في الإقليم.
وبصفة عامة، تنقص المعرفة بالإيدز في هذه المنطقة من العالم، وتندر الممارسات الوقائية حتى بين المجموعات السكانية الأكثر تعرضًا لخطر الإصابة بالعدوى، وهو ما دفع المنظمة لاعتماد إستراتيجيات عالمية لإنهاء الإيدز مؤكدة أهمية تضافر الجهود في تقديم إستراتيجيات وقائية أكثر فعالية.
الإصابات في العالم
تشير إحصائيات العام 2022، إلى وجود 490 ألف مصاب بالإيدز في بلدان الشرق الأوسط تحديدًا، من فئة المتعايشين مع الفيروس، منهم 38% يعرفون بحقيقة مرضهم، و27% يتلقون العلاج، و24% قاموا بقمع الأحمال الفيروسية.
وبلغت النسبة المقدرة للحوامل المتعايشات مع فيروس العوز المناعي البشري، اللائي تلقين مضادات الفيروسات القهقرية للوقاية من انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل بـ23%.
وفي العام ذاته، تلقى ما يقدر بنحو 130 ألف شخص العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، ويقدر عدد البالغين والأطفال المصابين حديثًا بفيروس العوز المناعي البشري بـ56 ألف مصاب.
وشهد الـ12 عامًا الماضيًا، قفزة في عدد متلقي العلاج المضاد لفيروس الإيدز، ففي عام 2010 كان العدد 18 ألف متعالج، وارتفع العدد بشكل كبير وملحوظ في 2021، وبلغ 110 آلاف متعالج، وزاد العدد في 2022 إلى 130 ألف متعالج.
مضاعفة العدد
أبانت منظمة الصحة العالمية أن عدد المصابين الجدد بالفيروس في العام 2022 وحده، بلغ 56 ألفًا، بزيادة 4 آلاف عن العام الذي سبقه (2021)، وأشارت إلى مضاعفة أعداد المصابين الجدد بالمرض منذ عام 2010، الذي وصل عدد المصابين فيه إلى 28 ألف مصاب.
وبلغت نسبة عدد الأشخاص الذين يصابون بفيروس الإيدز بين جميع الأعمار إلى 0.07 لكل 1000 من السكان غير المصابين في عام 2022 من 0.05 في عام 2010.
وقدرت المنظمة عدد المتوفين بسبب الإيدز في العام 2022 وحده، بـ20 ألف حالة، بزيادة قدرها 72.3%، عما شهده العام 2010 الذي بلغ فيه عدد الوفيات 12 ألف حالة.
الإستراتيجيات العالمية
في خطوة منها، لتنبيه العالم بخطورة انتشار المرض، نشرت المنظمة العالمية للصحة أخيرًا الإستراتيجيات العالمية لقطاع الصحة بشأن مجموعة من الأوبئة والفيروسات، بما فيها الإيدز، بهدف تحقيق الأهداف المتمثلة في القضاء على الإيدز بحلول عام 2030، معتبرة المرض من الأوبئة التي تشكل عبئًا صحيًا عامًا رئيسًا في جميع أنحاء العالم.
ومن أجل الحد من الزيادة في الإصابات الجديدة بالإيدز، دعت المنظمات الدولية إلى اتخاذ إجراءات أكثر اتساقًا للوقاية من الإصابات المعدية الجديدة، وتشخيص المصابين بفيروس نقص المناعة، الذين لا يدركون إصابتهم بالعدوى، وتوفير العلاج المنقذ للحياة لهم على نحو يحفظ كرامتهم ويحترم حقوقهم الإنسانية.
التحولات الإستراتيجية
مشهد الإصابات بفيروس الإيدز في العالم، دعا منظمة الصحة العالمية، للتأكيد على أن التحولات الإستراتيجية نحو إنهاء الأوبئة بشكل عام، ومنها الإيدز، ترتكز على العمل المشترك مع الجهات ذات العلاقة، ومعالجة خصائص وثغرات المرض، مشددة على أهمية القضاء على الانتشار الرأسي لفيروس الإيدز (من الأم إلى الطفل)، وتلبية احتياجات الأطفال من الرعاية، وعلى تحسين مشاركة الرجال في الاستجابة، مطالبة بالحد من الارتفاع غير المقبول للوفيات المرتبطة بفيروس الإيدز، بوسائل عدة، منها التصدي للسل والتهاب السحايا بالمستخفيات والعدوى الجرثومية الوخيمة، والأمراض المرافقة الأخرى، بصفتها الأمراض المسببة للوفاة لمصابي الإيدز.
مشكلة عالمية
يشكل فيروس العوز المناعي البشري مشكلة صحية عامة عالمية رئيسة، حيث أودى بحياة 40.4 مليون شخص حتى الآن مع استمرار انتقال العدوى في جميع بلدان العالم؛ وإبلاغ بعض البلدان عن اتجاهات متزايدة في الإصابات الجديدة، في حين أنها شهدت في السابق حالة انخفاض.
وأشارت التقديرات إلى أن عدد المصابين بالفيروس بلغ 39.0 مليون شخص في نهاية عام 2022، ثلثاهم (25.6 مليون شخص) يعيشون في إقليم المنظمة الإفريقي.
في عام 2022، توفي 630 ألف شخص لأسباب مرتبطة بالفيروس.
تغيير النظرة
في الوقت الذي قدّر فيه استشاري مكافحة العدوى محمد الحلواني إجمالي المصابين بالإيدز في المملكة لعام 2022 بنحو 25 ألفًا، نسبة المواطنين السعوديين منهم 40%، شدد استشاري طب الأمراض المعدية، مدير الجمعية السعودية للأمراض المعدية والأحياء الدقيقة بجدة الدكتور نزار باهبري على ضرورة تغيير فكرة النظر إلى مرض الإيدز على أنه «عقوبة»، واستبدال كلمة «تستاهل» التي تقال للمصاب بكلمة «عافاك الله»، كما هو حال أي ابتلاء ومرض يصيب الإنسان، خاصةً مع وجود مسببات الإصابة ومنها العلاقات الجنسية التي أرجعها لضعف الثقافة الجنسية والاحتياج لتلبية الرغبات، وزواج المسيار واستعمال الإبر الملوثة بالمخدرات وحالات نقل الدم للتبرع وهي نادرة جدًا جدًا على حد تعبيره وأقل من 1 من كل من مليوني عملية نقل، كما أن انتقال الإصابة من مصاب لشخص طبيعي قد يكون بلا ذنب منه.
إستراتيجيات عالمية لمكافحة فيروس العوز المناعي البشري بحلول 2030
%95 من المصابين بالفيروس ينبغي تشخيصهم بحلول 2025
%95 من المصابين ينبغي أن يتناولوا علاج مضادات الفيروسات القهقرية المنقذ للحياة
%95 من المصابين الخاضعين للعلاج ينبغي أن يتحقق لديهم كبت الحمل الفيروسي
من بين المصابين بالفيروس
%86 على دراية بحالتهم
%76 منهم يتلقون العلاج المضاد للفيروسات القهقرية
%71 منهم لديهم أحمال فيروسية مكبوتة
في الشرق الأوسط (حسب منظمة الصحة العالمية)
490 ألفا عدد المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري
56 ألف مصاب بالفيروس من البالغين والأطفال
20 ألفا عدد المتوفين بالفيروس في 2022
%38 نسبة المتعايشين مع الفيروس وهم على علم بإصابتهم
%27 نسبة المتعايشين مع الفيروس ويتلقون العلاج
%24 نسبة المتعايشين مع الفيروس وحققوا انخفاضًا في الحِمل الفيروسي
في المملكة العربية السعودية(حسب وزارة الصحة السعودية)
الحالات الجديدة التي تم اكتشافها في المملكة
2009:
1287 حالة جديدة
481 سعوديا
2010:
1121 حالة جديدة
439 سعوديا
2011:
1195 حالة جديدة
459 سعوديا
2012:
1233 حالة جديدة
431 سعوديا
2013:
1777 حالة جديدة
542 سعوديا
2014:
1222 حالة جديدة
444 سعوديا
2015:
1191 حالة جديدة
436 سعوديا
2016:
1168 حالة جديدة
434 سعوديا
2018:
533 سعوديا