أثارت حادثة دهس متعمدة لأسرة كاملة مكونة من خمسة أفراد - الأم والأب وثلاثة أبناء - في تجمع "مدينتي" شمال شرقي القاهرة، غضباً واسعاً في مصر والعالم العربي.

وأدت الحادثة المتهم بها ضابط طبيب في سلاح الخدمات الطبية بالقوات المسلحة المصرية إلى وفاة الأم وهي دكتورة صيدلانية بعد إصابتها بنزيف، وإصابة زوجها وأبنائها الثلاثة بجروح متفرقة.

وقال مصدر عسكري مصري لوسائل إعلام، إن الضابط وهو نقيب طبيب بسلاح الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، يواجه تهمة قتل جارته وإصابة أسرتها، مشيراً إلى أن النيابة العسكرية تجري تحقيقاً موسعاً في الحادثة.



من جهته، نشر المتحدث باسم القوات المسلحة بياناً على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد فيه أن النيابة العسكرية باشرت التحقيقات وأسندت للمتهم جرائم "القتل العمد والشروع فيه"، مضيفاً أنه تقرر حبسه احتياطياً على ذمة القضية وإحالته إلى المحكمة العسكرية للجنايات.

كما أكد بيان القوات المسلحة على كامل احترامها لمبدأ سيادة القانون.

وتداولت وسائل إعلام وصحف مصرية في بداية الحادثة روايات مختلفة عن تفاصيلها وأسبابها، وأشار بعضها إلى أنها كانت بسبب السرعة الزائدة، فيما أكدت أخرى أنها بسبب خلافات لحظية وقعت يوم السبت الماضي بين المتجاورين "الجاني وأسرة الضحية".

وزارة الداخلية تنفي

وكانت وزارة الداخلية المصرية قد أصدرت مساء الأحد بياناً مقتضباً نفت فيه صحة ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن يكون مرتكب حادث التصادم بإحدى التجمعات السكنية بالقاهرة الجديدة، ضابط شرطة.

وأشار البيان إلى أن الحادث أدى إلى وفاة سيدة "صيدلانية" وإصابة آخرين من أفراد أسرتها.

رواية زوج الضحية

نقل حساب "صحيح مصر" الإخباري حواراً أجراه مع زوج الضحية الصيدلانية، قائلاً: "حمدان زكي طبيب بيطري يعمل في إحدى شركات الأدوية بالكويت، وزوجته بسمة علي صيدلانية تعمل في وزارة الصحة الكويتية، ولديهم ثلاثة أطفال ياسين 11 عاماً، ونور 9 أعوام، والأصغر أحمد 7 أعوام، وكانوا في إجازة قصيرة بالقاهرة، حيث يملكون منزلاً في مدينتي".

الحادثة بدأت - حسب رواية الزوج - بعد أن صدم ابنه الأكبر إحدى السيارات بالسكوتر أمام الفيلا المجاورة لمنزله، متسبباً في خدشها.

وأضاف الزوج أنه خرج ومعه أولاده الثلاثة وزوجته بسمة للبحث عن صاحب السيارة لتقديم الاعتذار له، فخرج الضابط من منزله غاضباً لتنشب بينهما مشادة كلامية، تطورت بعدها إلى مشادات حادة، ليقوم بعدها بقيادة سيارته ودهس الأسرة بأكملها.

وبحسب حسابي "صحيح مصر" و"متصدقش"، وهما منصتان على مواقع التواصل الاجتماعي تهتم بمراجعة ما ينشر من معلومات مضللة، فإن الضابط قام بتسليم نفسه إلى قسم شرطة التجمع الأول، وبعدها تم نقله إلى النيابة العسكرية التي تولت التحقيقات، مؤكدين أنه اعترف بقتل الزوجة متعمداً.

نقابة الصيادلة تتابع التحقيقات

نعت النقابة العامة لصيادلة مصر الدكتورة بسمة علي، التي توفت إثر حادث الدهس في مدينة "مدينتي" بالقاهرة.

وأعربت نقابة الصيادلة في بيانها عن تمنياتها بالشفاء العاجل لزوج الصيدلانية المتوفاة في الحادثة وأبنائها.

وأكدت نقابة الصيادلة متابعتها لإجراءات سير التحقيقات مع المتهم فى حادث "الاعتداء الغاشم"، مطالبة محاكمته بأسرع وقت.

حادث_مدينتي

تصدر هاشتاق "حادث مدينتي" حديث رواد منصات التواصل الاجتماعي منذ يومين، معبرين عن غضبهم واستنكارهم للحادثة.

ووصف المغردون والمعلقون الحادثة بالجريمة البشعة، مطالبين بمحاكمة ومحاسبة الجاني بأسرع وقت.

وتداول حساب "صحيح مصر" الإخباري مقاطع فيديو تظهر الواقعة من خلال كاميرات مراقبة مثبتة على المنازل المجاورة، مشيراً إلى أنه حصل عليها من من أحد شهود العيان على واقعة الدهس.

غضب على منصات التواصل

ونشر لؤي الخطيب صورة مع تمويه على الوجه في إحدى تغريداته يقول إنها للضابط من داخل النيابة العسكرية، وقال: "إحنا عايشين في دولة محترمة، فيها مؤسسة محترمة اسمها القوات المسلحة، لا يمكن تتستر على مجرم ولا تحميه من القانون".

ويصف محمد محسن الحادثة بجريمة قتل متعمدة مع سبق الإصرار والترصد، مطالباً بأن تكون سيادة القانون نافذة على الجميع بغض النظر عن هوية الجاني والضحية.