مع اقتراب انطلاق مناسك الحج، تتوجّه أنظار المسلمين في العالم إلى الأراضي المقدسة لتشهد سير المناسك السنوية للحج، فهي الفريضة التي يتمنى كثير من المسلمين أداءها ولو لمرة واحدة في العمر.

وفيما يلي أبرز المناسك والمواقع التي تهفو إليها قلوب الحجاج في المشاعر المقدسة.

الكعبة المشرفة



في مشهد إيماني مهيب، عادة ما تذرف له عيون الحجاج بمكة المكرمة، تطالع الأبصار للوهلة الأولى "الكعبة" التي يصل ارتفاعها 14 مترا، تلفها أثواب مصنوعة من نحو 700 كيلوجراما من الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود، ومزينة بـ120 كيلو غراما من أسلاك الفضة والذهب.

ويشهد الطواف حول الكعبة في العادة توافد أعداد كبيرة من الحجاج حرصا على لمسها، والتعلق بأستارها للتبرك، ما جعل إدارة شؤون الحرمين ترفع أجزاء من كسوة الكعبة بمقدار 3 أمتار تقريبا، لتسدله مرة أخرى بعد انتهاء موسم الحج.

الصلاة في الحرمين الشريفين



نظرا للثواب العظيم الذي يناله المصلي في المساجد الحرام، وفق المعتقدات الإسلامية، يزداد إقبال الحجاج على الصلاة في المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة.

بئر زمزم



بئر زمزم القريب من الكعبة، هو نبع الماء الذي فجره الله تعالى معجزة تحت قدمي النبي إسماعيل عليه السلام، عندما تركه والده النبي إبراهيم عليه السلام مع أمه بمكة.

وماء زمزم وصفه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بأنه "مبارك"، و"خير ماء على وجه الأرض"، وفق الأحاديث النبوية، لذلك يقبل عليه زوّار بيت الله الحرام، ويجلبون مع عودتهم كميات منه هدايا لأسرهم وأصدقائهم، على أمل نيل بركته والدعوات بالشفاء والخير مع شربه .

وتيسيرا على الحجاج والزوار، ينقل ماء بئر زمزم المبارك حاليا عبر خطوط معدة له، ليوزّع في عبوات بمواقع مخصصة لذلك.

مقام إبراهيم



مقام إبراهيم الذي يجاور الكعبة، هو ذلك الحجر الأثري الذي قام عليه إبراهيم عليه السلام عند بناء الكعبة المشرفة لما ارتفع البناء، وتظهر فيه آثار قدميه، وأشار إليه القرآن الكريم، وخضع لعناية مستمرة وتحسينات بهيكله الخارجي.

جبلا الصفا والمروة



جبلا الصفا والمروة المباركان يقعان شرقي المسجد الحرام، وورد ذكرهما في القرآن الكريم، وهما رمزان شهيران لمنسك السعي.

وشهد الجبلان صعود ونزول السيدة هاجر حينما كانت تلتمس الماء لابنها النبي إسماعيل عليه السلام، سبعة أشواط، حتى وجدت الماء عند زمزم، فلما جاء الإسلام جعل المسعى بينهما ركنا من أركان الحج.

جبل عرفات



في مشهد روحاني مهيب، تتسابق حشود الحجاج للذهاب إلى جبل عرفات المبارك.

الوقوف بعرفات يعد الركن الأعظم بالحج، والصعود عليه لمناجاة الله، والتضرع بالدعاء، والذي لا يكون فيه موطأ قدم، بأعلاه وأسفله.

وهذا الجبل العظيم شهد خطابا تاريخيا وأخيرا من النبي محمد عليه الصلاة والسلام، عرف باسم "خطبة الوداع" بيّن فيها الأحكام وحث فيها على الأخلاق.

غار حراء



يمثل غار حراء الموقع الذي شهد بداية انطلاق الدعوة الإسلامية, بنزول الوحي على نبي الله صل الله عليه وسلم؛ والذي يقع في أعلى جبل النور، حيث يزوره معظم حجاج بيت الله الحرام الواصلين مبكراً إلى مكة المكرمة.

واكتسب غار حراء مكانة بالغة لزيارته من قبل حجاج بيت الله الحرام لكونه أهم الأماكن في تاريخ الإسلام وسيرة النبي محمد صل الله عليه وسلم، حيث كان النبي المصطفى يخلو فيه بنفسه ليعبد الله قبل البعثة بعيداً عن أهل مكة, وفيه نزل الوحي عليه بأول آية من القرآن " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ".

ويبلغ طول غار حراء 4 أذرع، وبعرض يصل إلى ذراع وثلاثة أرباع، وأول حجارة تم بناء الكعبة المشرفة بها كانت من حجارة هذا الجبل، الذي يبعد عن الحرم المكي مسافة 5 كيلومتراتٍ ويرتفع أكثر من 600 متر، ويعد أحد جبال سلسلة جبال الحجاز.

مشعر مِنى ورمي الجمرات



بعد 7 كيلو مترات شمالي شرق المسجد الحرام، يقع مشعر مِنى، الذي يعد من أكبر المشاعر المقدسة، حيث تبلغ مساحته بحدوده الشرعية 16.8 كم2، وخضع لتطوير لإيواء أكثر من 2.6 ملايين حاج وفق مواصفات تحقق الأمن والسلامة.

ويحظى مشعر منى بمكانة تاريخية ودينية، ففيه رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام الجمرات وذبح الأضحية فداءا لابنه النبي إسماعيل عليه السلام، وأكد الأمر ذاته النبي محمد عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع.

الحجر الأسود



الحجر الأسود المبارك مبدأ الطواف حول الكعبة ومنتهاه، وفق فعل النبي محمد عليه الصلاة والسلام.

ويقع مكانه في الركن الجنوبي الشرقي خارج بيت الله الحرام، ويشرع لمن يطوف أن يبتدئ بتقبيله أو ملامسته إذا أمكن، ويستحب مع ظروف الوباء الإشارة إليه للسلامة، تقديما للواجب على المستحب.

والسواد يغطي الجانب الظاهر من الحجر، أما الجزء المخفي فيغلب عليه البياض، وورد بأحاديث نبوية أنه "حجر من الجنة".

الروضة الشريفة ومسجد قباء



بعد إتمام مناسك الحج في مكة المكرمة، تتوافد قوافل الحجاج للمدينة المنورة التي تبعد 450 كم شمالا عن مكة المكرمة، وتستهل الوصول بزيارة حرم المسجد النبوي، وإلقاء التحية على قبر النبي عليه الصلاة والسلام، والصلاة في روضته المشرفة التي ورد في الحديث الشريف أنها "روضة من رياض الجنة"، وفي الصلاة فيها ثواب كبير.

ويزور الحجاج مسجد قباء أول مسجد بني في الإسلام، وبدأت المملكة تنفيذ أكبر توسعة له، لتصل طاقة استيعابه 66 ألف مُصلٍ.