هل سئمت مشاهدة الأخبار التي ربما أخذت الضوء من حولك إلى منحى آخر؟ هل تشعر بالعجز أمام كيفية استخدام الكوارث الطبيعية لمصلحتك؟

لا تخف! سوف أقدم لك طرقا إبداعية، بما أنها صادرة مني فهي إبداعية فلا ترفع الحاجب ولا تزم الشفاه وأكمل القراءة، أين وصلنا؟!

نعم؛ طرق إبداعية تمكنك من المشاركة والشعور بالرضا عن نفسك، كل ذلك وأنت تقدم عرضًا ثريًا وجاذبا لأصدقائك ومتابعيك على «السوشال ميديا».

الخطوة الأولى: انشر رسالة تعاطف على وسائل التواصل الاجتماعي.

هذه هي الخطوة الأكثر أهمية، لأنها تُظهر قلقك وتعاطفك مع الضحايا، تأكد عندها من استخدام «الهشتاق#»، وضمنه «إيموجي» لقلب أو قلبين، وإن أضفت آخر للدموع سيكون التأثير أقوى، الحركة الإبداعية هنا إذا كنت تستخدم صورة «مفلترة» تظهر المفاتن والجمال وبالوقت نفسه تبدو حزينًا أو تحمل سبحة أو ربما شمعة، وحبذا لو استطعت أن تضيف إليها مقطعا من أغنية أو مقطع موسيقي حزينة، مصاحب بتعليق مثل: «خواطر وصلوات للمتضررين من....».

الخطوة الثانية: تبرع بمبلغ صغير من المال.

لحظة لا تندفع «وتهايط»، فأنت لا تريد أن تبدو مثلًا «موجهن»، لا سمح الله، أو أن يكون لتبرعك تأثير كبير على أرض الواقع، يكفي أن يُقال إنك فعلت شيئًا دون أن تضطر إلى فعل الكثير؛ بضعة دراهم هنا وهناك تذر الرماد في الأعين وانتهى الأمر دون أي وجع للجيبة، أليس كذلك؟

الخطوة الثالثة: شارك في حملة لجمع التبرعات أو مسيرة خيرية.

هذه فرصتك لتُظهر للجميع مدى اهتمامك مع ممارسة بعض التمارين الرياضية والهواء النقي. بالإضافة إلى ذلك، سيكون لديك الكثير من الفرص لالتقاط صور «سيلفي» ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن تأكد من تضمين تعليق مثل «القيام بدوري لمساعدة #متضرري....» ووضع «Tag» لأصدقائك ومعارفك لنشر الصور.

الخطوة الرابعة: ارتدِ شريطًا أو سوار معصم ملوناً.

هذا هو تاج جهودك الخيرية؛ ارتديه بفخر وتأكد من إظهاره لكل من تقابلهم، بالطبع تصرف وكأن الحركة غير مقصودة، وتأكد عندها من أنهم سيسألونك عن الغرض من ذلك، مما سيمنحك فرصة مثالية لشرح جهودك لمساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية.

أليست هذه طريقة رائعة لبدء المحادثات وزيادة الوعي حول الكارثة وجهودك لدعم المتضررين؟

تهانينا! لقد قمت بدورك في مساعدة المتضررين من الكوارث الطبيعية، الآن اجلس واسترخ وشاهد إشارات الإعجاب والمشاركات التي ستتدفق، وتذكر أن الأمر لا يتعلق بالتأثير الذي تحدثه إنما يتعلق بالعرض الذي تقدمه.

ولكن انتظر هناك المزيد!

الخطوة الخامسة: مشاركة التقارير الإخبارية وآخر المقالات عن الكارثة.

تأكد من تضمين أفكارك الشخصية وآرائك، حتى لو لم تكن مدروسة أو مبنية على المنطق أو تفعيل التفكير الناقد، لأنه كلما شاركت أكثر، كلما ظهرت أكثر دراية وقلقًا، بالإضافة إلى ذلك، فأنت لا تعرف أبدًا من قد يمر وتكون آراؤك الفذة بمثابة إلهام يدفعه للقيام بدوره.

الخطوة السادسة: احضر مناسبة لجمع التبرعات.

هذه هي الفرصة المثلى لإظهار دعمك. ارتدِ كامل زينتك من مساحيق التجميل- للإناث خاصة- وآخر ما توصلت إليه دور الأزياء والأناقة والتقط بعض الصور وشاركها على وسائل التواصل الاجتماعي مع وسم جاذب مثل «#الوقوف مع متضرري...» أو «#إحداث الفرق، حدثًا بعد حدث».

الخطوة السابعة: اختر منطقة منكوبة وتجاهل الأخرى.

لماذا يجب أن تفرط في بذل جهودك من خلال دعم أكثر من كارثة في وقت واحد؟!

اختر منطقة واحدة والتزم بها، حتى لو كان ذلك يعني تجاهل المجتمعات الأخرى والأفراد المحتاجين، تذكر أن الأمر بالنسبة إليك لا يتعلق بإحداث تأثير حقيقي، بل يتعلق بالظهور مهتمًا بكارثة معينة وتسويق نفسك من خلالها.

الخطوة الثامنة: أهدافك سامية فلا تخف

لسوء الحظ، في أوقات الكوارث الطبيعية، هناك دائمًا الانتهازيون الذين يرون في ذلك الوقت المثالي لنشر المعلومات والدعاية الكاذبة، وكأن ما يحتاجه العالم حقًا أثناء الأزمات هو المزيد من الارتباك والفوضى! هؤلاء في الأساس متصيدون محترفون، يتسببون بالضرر ويجعلون جهود الإغاثة في حالات الكوارث أكثر صعوبة، ربما لمجرد التسلية أو لتمرير أجندات خاصة، ولكن لا تخف أنت بالطبع لست منهم فأهدافك سامية تتمحور حول ذاتك وهنالك فرق! المهم إليك الحل؛ فقط تأكد من إجراء تقييم نقدي لجميع المعلومات بعين متشككة وقليل من الجهد، تحقق من ذلك بالعودة إلى مصادر متعددة، صديق، ابن عم، جارك، ابن عم خالة جدتك، بل لا تدع الفرصة تفوتك وتسأل قطط الشوارع، لأنه حقيقةً من يحتاج إلى مصادر رسمية، عندما يكون لديك قطط موثوقة تخبرك بالحقيقة فهم أصحاب الخبرة خاصة في الشوارع؟!

لقد انتهيت! لقد أديت دورك، وأحدثت فرقًا، وأظهرت للعالم مدى اهتمامك، يمكنك الآن الجلوس والاستمتاع بمجد جهودك الخيرية.

بينما يُقصد بالسخرية أن تكون مضحكة، فإن الرسالة الكامنة وراءها مهمة. يمكن أن تكون للكوارث الطبيعية آثار مدمرة على المجتمعات والأفراد، ومن الأهمية بمكان تقديم الدعم بطريقة هادفة وجوهرية، فكر في التبرع للمنظمات أو الهيئات الرسمية المحددة من دولتك حتى لا تقع فريسة للمحتالين أو من يمول الإرهاب، وتطوع بوقتك ومواردك إن كنت تجد إلى ذلك سبيلًا، ولا تقلل من التأثير الذي سوف تحدثه مهما كان صغيرًا، وتذكر أن كل مجتمع تضرر من كارثة طبيعية يستحق دعمنا، بغض النظر عن مكان وجودهم أو ما يعتقدون، يمكننا إحداث تأثير حقيقي ودائم للجميع لأن الإنسانية لا تتجزأ.

وأخيرًا من المهم توخي الحذر وتقييم المعلومات التي نتلقاها بشكل نقدي، خاصة أثناء الكوارث الطبيعية عندما تكون المشاعر في أوجها، يبحث الناس حينها عن أي معلومة لمساعدتهم على فهم ما يحدث، وعليه إنه لمن الضروري التحقق من خلال الرجوع إلى المصادر الموثوقة والمتعددة، بما في ذلك المؤسسات الحكومية الرسمية أو منظمات الإغاثة، والأهم التحقق من صحة الادعاءات قبل إعادة نشرها أو مشاركتها، دعونا نعمل معًا لضمان عدم تقويض جهود الجهات الرسمية لمساعدة المحتاجين بسبب المعلومات المضللة.