كشفت أخصائي أول تأهيل إصابات العمود الفقري الدكتورة ماجدة العتيبي، أن الجنف وهو انحناء جانبي للعمود الفقري يتم تشخيصه غالبا عند المراهقين من الأعمار 10-18 سنة، مشيرة إلى أن الدراسات ذكرت أن هذا النوع من الجنف أكثر شيوعا عند الفتيات مقارنة بالأولاد، وسبب حدوث 80% من الحالات مجهول.

وضعيات الجلوس

دعت العتيبي الوالدين إلى الاهتمام بوضعيات جلوس أبنائهم أثناء استخدام الأجهزة الإلكترونية، أو حمل حقيبة المدرسة، وتركيز الملاحظة وفحصهم لدى المختص عند وجود إصابة للجنف لدى أحد من العائلة، أو في حالة الاشتباه بوجود أي أعراض، ومنها عدم تماثل الكتفين، أو بروز لوح الكتف أو عدم تماثل الخصر، وكذلك عدم تماثل مفصل الفخذ.

زيادة الضرر

أكدت العتيبي سرعة تطور الانحناء وزيادة الأمر سوءا أثناء البلوغ، في الوقت الذي يكون فيه أغلب اكتشاف الأهل للحالات متأخراً، بعد زيادة الانحراف الذي يسبب منحنى العمود الفقري الشديد، ويقلل من مقدار المساحة داخل الصدر، مما يجعل من الصعب على الرئتين العمل بشكل صحيح، وهذا يوثر على عطائهم التعليمي ولياقتهم مما يوثر سلبا على الجانب النفسي.

عامل وراثي

بينت الدكتورة أنها لاحظت مؤخرا 5 حالات لديها الجنف، حالتان لفتاتين من عائلتين مختلفتين وجد تاريخ عائلي لإصابة الجنف في والدتيهما، إحداهما أجرت عملية تصحيح والأخرى لم تحتج لذلك. و أخوان وأخت من عائلة أخرى كان لها تاريخ عائلي بالجنف لدى والدهم، وأختان لديهما جنف من نفس العائلة، وإحدى المصابات لديها ابنة عم لديها جنف، وهو الأمر الذي يدعو للتساؤل هل الجنف لديه عامل جيني وراثي؟ مشيرة إلى أنه بعد الرجوع للدراسات العلمية لعدى باحثين في أنحاء العالم التي أقيمت على العوائل والتوائم لم يكن هناك اتفاق علمي على أن هناك عامل جيني أو وراثي مسبب للجنف، رغم قوه الدراسات، وقد يكون للمختصين في الأمراض الوراثية رأي آخر، لكن من جهة أخرى وجد باحثون في جامعه أمريكية أن من لديه تاريخ عائلي لأحد الوالدين للجنف فإن إصابة الأبناء تكون بنسبة 7- 11 %، ويصل إلى 30% حسب دراسة أخرى، بينما وجوده في الجد أو الحفيد أو العم أو العمة أو ابن الأخ أو ابنة الأخ أو الأخ غير الشقيق ينخفض إلى أقل من 4% توريثها لبقية العائلة، فيما تعتقد بعض الدراسات العلمية أن هذا التشوه يعود لعامل بيئي وأسلوب حياة كحمل الحقائب المدرسية، ووضع الجلوس عند استخدام الألعاب الإلكترونية وغيرها.