وأدت العشوائية إلى أن من يزورون المقابر للدعاء لميت، أو تشييع جثمان آخر، يذرفون الدموع مرتين، مرة حزنا على فراق الميت، وأخرى أسفا على ما آلت إليه المقابر.
رصد ميداني
كشفت جولة ميدانية أجرتها «الوطن» على المقابر معاناة 80 % منها من العشوائية الشديدة، مثل هبوط القبور، وفتح معظمها، وطمس أخرى، وانتشار الحشائش والأشجار الكثيفة، وتحولها إلى ملاذ لكلاب ضالة وثعابين، إلى جانب اكتظاظها وعدم وجود مساحات فارغة لحفر القبور، علاوة على ارتفاع أجرة حفر القبور التي تتراوح بين 1000 ـ 1500 ريال، الأمر الذي يعجل بإصدار قرارات تنفيذ مقابر مركزية بشكل عاجل.
معاناة المواطنين
يعاني أهالي الحي الغربي في محافظة أبوعريش من مهاجمة الثعابين لهم داخل منازلهم، والتي تصل إليهم من مقبرة الحي المجاورة بعد تكاثرها.
ويعاني أهالي حي السلام من هبوط القبور، وغياب الصيانة لها، مانتج عنه معاناة المواطنين، ومطالبتهم بالعمل على تنظيف تلك المقابر، مع الإلحاح على ضرورة الاستجابة إلى نداءاتهم المتكررة.
وأوضح المواطن خالد عبده أن حال المقابر يرثى لها، مشيرا إلى أنها تشهد تراكم المخلفات والأشجار، اللتين انتهكت حرمة الموتى، وتحولت المقابر معها إلى تشوه بصري بشكل سلبي.
أمل كبير
أوضح المواطن مصطفى محمد أن أملهم كبيرا في أمين منطقة جازان المهندس يحي الغزواني، للالتفات للمقابر، وتحسين أوضاعها، خاصة لما عرف عنه من تجاوب كبير، وحرص على تقديم أجود الخدمات البلدية.
تبرع المواطنين
علمت «الوطن» أن مواطنين تبرعا بأرضين لهما لإنشاء مقابر مركزية نموذجية في محافظة أبوعريش، إلا أن تجاهل البلدية سابقا تسبب في سحب تبرعهما لخدمة المحافظة، وسط عدم رضا من الخدمات المقدمة للاهتمام بالمقابر.
مشروع منتظر
أكد مصدر لـ«الوطن» أن مشروع إنشاء مقابر مركزية من المشاريع المستقبلية المنتظرة، مشيرا إلى أن المشروع المنفذ حاليا هو مشروع تنظيف المقابر وستتم متابعته بشكل جدي لتحسين المقابر والاهتمام بنظافتها.
وكانت بعض محافظات المملكة قد شهدت إطلاق مشاريع لمقابر مركزية، تنشأ على مساحة جيدة وكافية، وتضم في الغالب مركزا لغسل الموتى وجامعا ومواقف للسيارات، ومساحات متاحة لحفر القبور الجديدة، مع العناية الدائمة بها وتسويرها ومنع اقتحام الحيوانات السائبة لها.
المحافظة على الحرمة
أكد المستشار الأسري محمد عبدالسلام لـ«الوطن» وجوب المحافظة على حرمة الموتى بأي شكل كان، وهي حرمة كفلها الله لهم.
وأشار إلى أن المقابر تحتاج إلى المتابعة الدورية، وأن غياب الاهتمام بها لا يرضي الله عز وجل، مطالبا المسؤولين والمواطنين بالتكاتف، وتكثيف الأعمال التطوعية لكسب الأجر والثواب، وخلق بيئة مناسبة للمقابر، فهي أولى بالاهتمام حفاظا على قبور الموتى من النهش والتخريب.