وفي بداية الندوة، استشرف رحيم أبو رغيف المستقبل بقوله: "إن العروبة متحققة، وإن ما يحدث هو حالة استلاب ثقافي عصف بالعراق، الأمر الذي أثار حفيظة المحيط العربي"، منوهًا إلى أنه بعد تكوّن مشهد سياسي جديد في العراق، بعد عام 2003، والممثل من ركنين، هما أحزاب إسلاموية، والآخر قومي، لم يجرؤ أحد على أن يتصدى لولادة حزب له توجه عربي.
وفي المقابل لفت الدكتور رشيد الخيون، إلى أن الحديث عن عروبة العراق لم يأت إلا وهناك مشكلة في الأساس، منوهًا إلى أن القومية العربية قبل 2003 قدمت بشكلٍ شرس، ومضيفًا: "إن أي تغيير في النظام العراقي، سواءً كان ذلك بسقوطه، أم بتغيير توجهاته فإن ذلك سيؤثر بشكل كبير على العراق"، مشدداً على أن الطبقة الفاسدة تستقوي بالنظام الإيراني، وبالتالي سوف تسقط تلك الطبقة مع سقوط النظام الإيراني. واستدعى الخيون تأثير دخول الفرس بأعداد كبيرة إبان فترة الخلافة العباسية، التي امتدت لـ 534 عامًا، منوها بأن الصراع الحالي ليس فارسيًّا عربيًّا، لكنه إيراني عربي، كما لفت إلى تعقد المشهد في العراق والحاجة إلى زمن لإحداث التغيير.
واتفق كامل الخطي مع خطورة التدخل الإيراني في العراق، قائلاً: "إنه منذ عام 1979م وعروبة العراق تتعرض لتهديد إيراني، وإن إيران لا عمق مذهبيًّا ولا عرقيًّا لها في العراق، لذا فهي تخطط لأن تدحرج كرة النار من الداخل العراقي إلى باقي الإقليم"، لافتاً إلى أن ثمة قبائل عربية زالت في الجزيرة العربية؛ لكنها مازالت موجودة في العراق، مثل خزاعة وربيعة وبني أسد، التي تؤكد عمق عروبة العراق، ولم يحسن استغلا تأثيرها، مشيداً بحراك تشرين الذي أنشأ لنفسه مشروعية ذات مرجعية وطنية يتشرف بالانتماء إليها.