وفي تصريحات متلفزة أمام مجلس الأمن القومي في روسيا، أمر بوتين الحكومة أيضا بإنشاء مجلس تنسيق خاص برئاسة رئيس الوزراء، ميخائيل ميشوستين، للعمل لتعزيز جهود موسكو الحربية في أوكرانيا.
رقابة مشددة
لم يفصح بوتين على الفور عن الخطوات التي ستتخذ بموجب الأحكام العرفية، لكن القانون يشير إلى أنه قد يتضمن قيودا على السفر والتجمعات العامة، وفرض رقابة أشد ومنح سلطات أوسع لأجهزة إنفاذ القانون. كما لم يوضح بوتين تفاصيل السلطات الإضافية التي ستمنح لرؤساء الأقاليم الروسية بموجب مرسومه.
وأصدر الكرملين بعد ذلك مرسوما يعلن دخول الأحكام العرفية حيز التنفيذ في هذه المناطق اعتبارا من منتصف ليل الخميس.
الشهر الثامن للحرب
كانت هذه التحركات بعد اقتراب الحرب من شهرها الثامن، أحدث تصعيد من جانب بوتين لمواجهة سلسلة من الهزائم الكبرى على يد القوات الأوكرانية منذ بداية سبتمبر.
ويأتي ذلك بالتزامن مع انسحاب المسؤولين الموالين للكرملين من مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا، في وقت أحرزت قوات كييف تقدما على الأراضي الخاضعة لسيطرة الروس منذ الأيام الأولى للحرب.
وكانت خيرسون أول مدينة كبرى تسقط في أيدي قوات موسكو بعد الغزو الروسي في نهاية فبراير، وستكون استعادتها بمثابة تقدم كبير في الهجوم الأوكراني المضاد المستمر.
لكن استعادة كييف مساحات من أراضيها في الشرق وأجزاء من الجنوب أعقبتها ضربات صاروخية وهجمات بطائرات مسيّرة دمرت أجزاء كبيرة من شبكة الكهرباء في أوكرانيا قبل الشتاء.
وقال بوتين إن الإجراءات التي يأمر بها ستزيد من استقرار الاقتصاد والصناعة والإنتاج دعما لما تسميه روسيا عمليتها العسكرية الخاصة.
وأضاف: «نعمل على حل مهام معقدة للغاية وواسعة النطاق لضمان مستقبل موثوق لروسيا ومستقبل شعبنا».
رسائل إخلاء
في ذات السياق، أرسلت السلطات التي عينتها روسيا في المناطق المحتلة بأوكرانيا رسائل نصية تحث سكان مدينة خيرسون، جنوبي البلاد، على إخلائها، مع اقتراب القوات الأوكرانية.
وذكرت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» الروسية، أمس، أنه جاء في إحدى هذه الرسائل «القوات المسلحة الأوكرانية ستقصف مناطق سكنية»، على الرغم من عدم التحقق من هذا الادعاء بشكل مستقل.
وذكرت سلطات خيرسون في الرسالة «هناك حافلات ستبدأ في نقلكم إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبر، بدءا من الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي باتجاه روسيا».
في المقابل، اتهمت كييف روسيا بـ«محاولة تخويف» سكان خيرسون عبر إخلاء هذه المدينة المهمة.
وكتب المسؤول في الرئاسة الأوكرانية، أندريه يرماك، على تلغرام «الروس يحاولون تخويف أهالي خيرسون بنشرات إخبارية كاذبة بشأن قصف جيشنا للمدينة» مؤكدا أن هذا «الاستعراض الدعائي لن ينجح».