في الوقت الذي تعصف فيه الاحتجاجات المناهضة للحكومة بالمدن والبلدات في إيران للأسبوع الرابع، خرج عشرات الآلاف من الإيرانيين الذين يعيشون في الخارج في شوارع أوروبا وأمريكا الشمالية وما وراءهما لدعم ما يعتقد الكثيرون أنه نقطة تحول لبلدهم الأم. من ناحية أخرى ذكرت مجموعة NetBlocks، أن حركة الإنترنت في إيران قد انخفضت إلى حوالي 25 % مقارنة بالذروة، وهو ما يؤكد خوف النظام ومحاولاته المستمرة لقمع هذه الاحتجاجات.

كيف بدأت الاحتجاجات؟

بدأت بعد وفاة الشابة مهسا أميني ذات الـ 22 عاما في حجز الشرطة، وتصر الحكومة الإيرانية على أن أميني لم تتعرض لسوء المعاملة، لكن عائلتها تقول إن جسدها ظهرت عليه كدمات وعلامات أخرى للضرب.


ما هو رد النظام الإيراني؟

حذر رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، من أن الاحتجاجات يمكن أن تزعزع استقرار البلاد، وحث قوات الأمن على التعامل بقسوة مع من زعم أنهم يعرضون النظام العام للخطر، بالمقابل وعد بالإصلاحات وتعديل هياكل وأساليب شرطة الآداب «لمنع تكرار ما حدث». فيما لجأ مسؤولون إيرانييون آخرون بشكل يائس إلى وضع اللوم على أمريكا، حيث امتلأت الهيئة الحاكمة الإيرانية العليا بهتافات «الموت لأمريكا».

ما هي مراحل توسع الاحتجاجات؟

انطلقت من الشوارع الصغيرة والقرى وتوسعت لتصل إلى المدن و المدارس والجامعات ولم تتوقف بل استمرت لتشمل أصحاب المتاجر وعمال مصانع الكيماويات والنفط، كما تظاهر المحامون بشكل سلمي أمام نقابة المحامين المركزية الإيرانية في طهران ووصلت إلى خارج إيران سواء من الدول الأخرى أو من المواطنين الإيرانيين في الخارج.

ما هي الدول المشاركة؟

انضم كثير من الأشخاص من كندا للحشد، وشارك الآلاف من الأكراد والأتراك، في التظاهرات وخرج المئات من الجالية الإيرانية وناشطون فرنسيون في شوارع العاصمة باريس. وانطلقت مسيرات في مدن عدة حول العالم، مثل لوس أنجلوس الأمريكية ومونتريال ومدن كندية أخرى والهند. وعارضت الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا عمليات القمع العنيف.

هل هناك تأثير مختلف للاحتجاجات الحالية؟

بينما شهدت إيران موجات من الاحتجاجات في السنوات الأخيرة، يتفق الكثيرون على أن المقاومة هذه المرة تبدو أوسع في طبيعتها ونطاقها لأنها تتحدى أساسيات النظام الإيراني. ويقول البعض إنهم لم يروا أبدًا أمثال التضامن العالمي لإيران التي أظهرها السياسيون والمفكرون والمشاهير. وهي الآن في أسبوعها الرابع ولم يستطع النظام السيطرة عليها.

ما هي مطالب الإيرانيين؟

يطالبون بتغيير جذري، وسقوط النظام، وإنعاش الوضع الاقتصادي لتحسين المعيشة وباحترام حرياتهم ووقف التعديات عليهم ووقف القمع والاعتقالات السافرة التي تواجههم، ومحاكمة كل من تسبب منهم بقتل أحد المدنيين وخاصة مقتل أميني.

كم يبلغ عدد المهاجرين من إيران؟

عدد الشتات الإيراني كبير، بما في ذلك ليس فقط أولئك الذين فروا بعد ثورة 1979 بفترة وجيزة، ولكن أيضًا موجات غادرت إيران لاحقًا بسبب القمع المستمر أو المشاكل الاقتصادية. ويعيش أكثر من نصف مليون شخص في الولايات المتحدة، ويوجد في فرنسا والسويد وألمانيا مجتمعات بمئات الآلاف، مع مراكز رئيسية في لوس أنجلوس وواشنطن ولندن وباريس وستوكهولم.

ما هي أساليب القمع التي تواجه المحتجين؟

الضرب والاعتقالات واستخدام الذخيرة الحية، تعطيل الإنترنت، الوجود الأمني المكثف، إطلاق الغاز المسيل للدموع.

وكثفت إيران حملتها القمعية على المناطق الكردية في غرب البلاد.

وأظهرت مقاطع فيديو لاحقة قيام قوات الأمن بضرب ودفع المتظاهرات.

ما العواقب التي تهدد نظام الحكم؟

يناقش الخبراء مسألة احتمالية تغيير النظام وأنه قد تلزم إيران بوقف برنامجها المُعلن عنه لبناء سلاح نووي.

وهي معرضة لمزيد من العقوبات والمحاكمات بسبب القمع وقتل المحتجين وانتهاكها حقوق الإنسان، حيث دعا كثير من الأشخاص إلى تغيير النظام في طهران وإلى تشديد العقوبات على إيران.

ومع إعلان أوبك عن تخفيضات الإنتاج، ومزيد من التركيز على إنتاج النفط الإيراني العالمي، أصبحت مهددة من مضربي البتروكيماويات فيها.

كم يبلغ عدد الضحايا المعلن؟

قدرت جماعة حقوق الإنسان الإيرانية، ومقرها أوسلو، مقتل ما لا يقل عن 201 شخص. ويشمل ذلك ما يقدر بنحو 90 شخصًا قتلوا على أيدي قوات الأمن في مدينة زاهدان بشرق إيران.

وتقول منظمة حقوق الإنسان الإيرانية إن ما لا يقل عن 19 من القتلى أطفال.

تنص اللوائح الصحية الدولية على أن عمليات القتل على أيدي الشرطة قد حدثت في 17 مقاطعة في جميع أنحاء إيران والعنف كان أشد في سيستان وبلوشستان في جنوب شرق البلاد. واعتقال ما لا يقل عن 40 صحفيًا في البلاد.

وقدم وزير التعليم الإيراني يوسف نوري أول تأكيد على اعتقال أطفال في سن الدراسة وسط الاحتجاجات.