يخلط البعض حول المعلومات المتعلقة باللقاح الخاص بفيروس الجدري واللقاح الخاص بالجدري المائي، ولمعرفة الفرق بينهما وفعالية أي منهما ضد مرض جدري القردة وهل المناعة الحاصلة من لقاح الجدري انتقلت من الأم لطفلها من خلال الحمل والرضاعة تواصلت الوطن مع أستاذ علم الفيروسات السريري بجامعة نجران الدكتور أحمد الشهري الذي أوضح أن فيروس جدري القردة ينتمي لعائلة الأورثوبوكس وهي نفس العائلة التي تضم فيروس الجدري (Smallpox) الذي قضى على ملايين البشر في الماضي، وتمت السيطرة عليه بالتحصين على مدى عقود مما أدى إلى توقف حملات التحصين على مستوى معظم دول العالم وبشكل متفاوت من دولة لأخرى بين عامي 1972 و1980.

يحوي اللقاح المضاد للجدري في أصله على فيروس آخر يسمى جدري البقر ( Vaccinia) ومشابه في تركيبته لفيروس الجدري البشري ولكنه أقل بكثير في درجة الأعراض المرضية. كما يعتبر أول لقاح صنعه الإنسان بنجاح لقدرته على توليد استجابة مناعية في صورة إنتاج أجسام مضادة فعالة وتكوين ذاكرة مناعية للوقاية من الإصابة مستقبلًا.

تابع الشهري تشير البيانات السابقة إلى أن مدى فعالية نفس اللقاح ضد عدوى فيروس جدري القردة يصل إلى 85% على الأقل، وذلك لمن تم تطعيمهم في المناطق الموبوءة في أفريقيا، ربما يكون لدى مواطني الخليج العربي الذين تبلغ أعمارهم 42 عامًا فأكبر وسبق تطعيمهم ضد الجدري البشري أو إصابتهم به بشكل طبيعي بعض مستويات الحماية الجزئية من خطر الأعراض الشديدة لعدوى جدري القردة، وغيرها من الفيروسات التي تنتمي لنفس العائلة وذلك قياسًا على نتائج دراسة مشابه نشرت عام 2007 في مجلة علم المناعة السريرية واللقاحات. الأمر الذي يوضح أن مستويات المناعة المكتسبة من اللقاح تتضاءل مع مرور الوقت ومن الصعب معرفة إلى أي مدى.

التحصين السلبي

وحول انتقال المناعة من الأم للطفل بيّن الشهري أن الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي تنتقل من الأم إلى الطفل عبر المشيمة خصوصًا خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة من الحمل أو عبر حليب الثدي خلال فترة قليلة بعد الولادة كما ترتبط كميتها ونوعها على مدى مناعة الأم ضد الأمراض المعدية.

يسمى هذا النوع بالتحصين السلبي لأن الطفل أعطي أجسامًا مضادة بدلًا من صنعها بنفسه، الأمر الذي يعني أن تلك الأجسام ستوفر مناعة مؤقتة وتبدأ في التلاشي خلال أسابيع أو أشهر قليلة، وأحيانًا قد يطول تواجد الأجسام المضادة لحد معين حسب استمرار إرضاع الأم لطفلها.

بالرغم من فوائد الرضاعة الطبيعية فإنه من المهم أن يتم البدء بتحصين الطفل خصوصًا بعد بلوغه شهرين من العمر لحث جهازه المناعي على توليد أجسام مضادة بنفسه وتكوين ذاكرة مناعية تضمن حمايته من العديد من الأمراض المعدية المهددة للحياة.

من جهة أخرى، فإن أفراد جيل الثمانينيات التالي والذي ولد لأمهات أخذن اللقاح المضاد للجدري لن يكون محصنًا ضد عدوى الجدري البشري أو جدري القردة لغياب استجابة مناعية مكونة للجيل نفسه وتظل إصابة أفراده بتلك العدوى احتمال وارد.

من الأهمية بمكان الوعي بأنه لا توجد أدلة علمية توضح بأن اللقاح المضاد للجدري المائي أو العنكز (Chickenpox) يوفر حماية مناعية ضد جدري القردة ومسألة أن الحصول على لقاح لمرض واحد يمنح الحماية ضد الآخر مستبعد في هذا السياق، وذلك لأن فيروس الجدري المائي ينتمي لعائلة الهربس المختلفة تمامًا في صفاتها التركيبية عن الأورثوبوكس.

- الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي تنتقل من الأم إلى الطفل عبر المشيمة

- الطفل يستلم أجسامًا مضادة بدلًا من صنعها بنفسه، وتلك الأجسام ستوفر مناعة مؤقتة

- لا توجد أدلة علمية توضح بأن اللقاح المضاد للجدري المائي أو العنكز (Chickenpox) يوفر حماية مناعية ضد جدري القردة.

- لقاح الجدري في أصله اشتق على فيروس آخر يسمى جدري البقر ( Vaccinia) وله فعالية ضد جدري القردة يصل إلى 85%.