«هيا بنا نهرب إلى إفريقيا، هناك حيث تعود إلى طبيعتك وتجد الغابات المطيرة وأوراق الأشجار الزمردية، والبحيرات المتلألئة، وأشجار الباوب الباسقة، والشواطئ الذهبية، وبساتين الفاكهة، والعمارة القوطية التي تظهر في البنايات القديمة يزيد عمرها عن ألفي عام».

بهذه العبارات رفع ممثلو «مدغشقر» صورا لأربع شخصيات كرتونية هي «الأسد والزرافة وحمار الوحش وفرس النهر» ووزعوا مغامراتهم على زوار مهرجان الثقافات والشعوب الذي انطلقت نسخته العاشرة نهاية الأسبوع الماضي في المدينة المنورة بتنظيم من الجامعة الإسلامية تحت عنوان «العالم تحت سقف واحد»، للتعريف ببلادهم، معتبرين أن الرسوم الكرتونية أفضل من فتح بلادهم ثقافيا على العالم.

شهرة الخيال العلمي


عد المشاركون في الجناح أن أفلام كرتون الحيوانات هو وجه بلادهم «مدغشقر» الأكثر شهرة، وأصبح اللغة العالمية التي يعرفها الشباب والأطفال من شتى أنحاء العالم عن معالم بلادهم، ويقوم ممثلو الجناح بتوزيع وبيع أفلام الكرتون على الحضور، مؤكدين أن مغامرة الحيوانات الكرتونية تمثلهم، واختصرت الطريق في التعريف ببلادهم التي عزلتها المحيطات عن العالم.

الهروب للطبيعة

حسب المشاركين في الجناح فإن قصة الفيلم الذي حمل عنوان «الهروب إلى إفريقيا» تدور حول الأصدقاء الأربعة الذين يعيشون حياة مترفة سهلة في حديقة الحيوان، إلى أن يفكر أحدهم في تجربة الحياة في البرية، ويتم شحنهم بالخطأ وتفلت الصناديق التي تحملهم في البحر، ويستقرون على جزيرة مدغشقر، وهناك يكتشف الأسد (أليكس) طبيعته المفترسة على خلاف أصدقائه، ولا يستطيع أن يتغلب على طبيعته المفترسة، لكنه ينقذ أصدقاءه الثلاثة وبقية مملكة قرود الليمور من الحيوانات المفترسة التي تهددهم.

هجرة الشهرة العكسية

بعد أن اكتشف القائمون على فيلم الكرتون الذي عرض بالعرض ثلاثي الأبعاد، وحقق أرباحا وشهرة عالمية، واحتل المركز الأول في صدارة الإيرادات في أمريكا في أسبوعه الأول بـ60.3 مليون دولار أمريكي، قرروا إعادة شخصيات الكرتون والشهرة إلى بلادهم وخصصوا الجزء الثالث لإعادة مسرح القصة الكرتونية للغرب، وغيروا عنوان المغامرة «مدغشقر: مطلوبون في أوروبا»، حيث يخاف الأسد أليكس من إمضاء باقي حياته في إفريقيا فيحاول هو وأصدقاؤه أن يعثروا على البطاريق ليساعدوهم على العودة إلى نيويورك، ويذهبوا للبحث عنهم في أوروبا، ولكنهم يصادفون الجنرال «دوبوا» رئيسة قسم ضبط الحيوانات التي تحاول صيد الأسد، فانضموا لسيرك متوجه نحو أمريكا.

ويعلق المشاركون في المعرض «حاول منتجو أفلام الكرتون أن يضيفوا أصدقاء جددًا مثل طائر البطريق الذي لا تناسبه طبيعة بلادنا بهدف أخذ الحيوانات منا ولكن حتى لو وضعوا لحيوانات الكرتون هجرة عكسية عن بلادنا فإنهم لن يجدوا طبيعة بكر ترضي غريزة تلك الحيوانات، ولن يجد الفيلم الكرتوني شهرته بعيدا عن بلادنا».

طبيعة مختلفة

أكد ممثل جناح مدغشقر في المهرجان باترك أن الأسد «أليكس» والحمار الوحشي «مارتي» والزرافة «ميلمين»، وفرس النهر «غلوريا» لن يجدوا طبيعة أفضل من طبيعة مدغشقر، وقال «حتى لو وضع المنتجون والمخرجون الإضافات والمحسنات فإن طبيعتهم لا تناسب تلك الحيوانات التي لن تجد طبيعة تمارس فيها حريتها ومغامراتها أفضل من طبيعتنا البكر».

وبرر تمسكه بمغامرات الرسوم المتحركة أن «الواقع الافتراضي والخيال العلمي أصبح شريكًا للواقع الفعلي إن لم يتغلب عليه»، مشيرًا إلى أن العالم الرقمي واللاواقعي هو اليوم لغة العصر ولغة التواصل الجديد، ولا ضير أن نتمسك به لا سيما وأنه اختصر علينا المسافات للتعريف في بلادنا، وأغلب سكان العالم لم يعرفوا بلادنا إلا عن طريق هذه المغامرات الكرتونية.

أضاف «أطالب المنتجين بألا يخرجوا هذه الشخصيات من بلادنا لتستمر شهرة الفيلم وليحافظ هذا المنتج الثقافي على بقائه».

عروش ملكية

يذكر أن مهرجان الثقافات الذي افتتحه نائب أمير منطقة المدينة المنورة الأمير سعود بن خالد نيابة عن أمير المنطقة الأسبوع الماضي في الجامعة الإسلامية يجمع العالم بمعالمه ومنتجاته وفنونه على أرض واحدة.

وتنتشر داخل قرية المهرجان عشرات الدول التي صممت أجنحتها وفقا للمعالم الشهيرة لممثلي الدول المشاركة الذين يقفون بأزيائهم الشعبية، يرحبون بالزوار ويقدمون لهم مشروباتهم وحلوياتهم المحلية، كما أحضر عدد من ممثلي الدول المشاركة عروش ملوكهم للمهرجان ومثلوا دور الملوك الذين يحكمون الناس من عروش تحمل رموز وأساطير يزيد عمرها عن ألفي عام.

ثقافة واستفادة

في كل جناح تنتشر متاجر تعرض أبرز السلع والمنتجات التي تنتجها الدولة والأكلات الشعبية والمنتجات التراثية ويعرضون مجسمات لمعالم اشتهرت بها بلادهم، وأمام أبواب الأركان المشاركة يقدم المشاركون ثقافتهم المحلية وعروضا لفنون بلادهم حتى أصبح المهرجان مزيجا ثقافيا يجمع ثقافات وفنونًا من جنسيات من القارات الخمس تحت سقف واحد يشعر معه من يزوره أنه زار العالم.

مهرجان الثقافات

تنظمه الجامعة الإسلامية

شعاره «العالم تحت سقف واحد»

يضم نحو 90 جناحًا تمثل معظم دول العالم

يهدف لتمكين الطلاب من إبراز ثقافات بلدانهم

يعزز الحوار ورسائل التعايش والتعارف

ينشر المحبة والسلام بين مختلف الشعوب