بات من المعروف عالميًا، أن نقل البيانات هو واحد من أهم الأنشطة اليومية للإنسان في عالمنا المتسارع اليوم في تغيراته المتنوعة. ومن أهم التحديات التي تواجه نقل هذه البيانات، هي بطء الاتصال بالإنترنت عند توصيل حاسبات وأجهزة متعددة أو المحمول والهاتف المتنقل معا.

كذلك عدم توفر النطاق الترددي الثابت بسبب الكثافة السكانية حول مصدر النطاق الترددي الواحد الذي لا يسمح بارتفاع معدلات نقل البيانات المتزامن وفي أوقات الذروة للمشتركين.

فظهرت تقنية لاي فاي والتي تعد من تكنولوجيا اتصالات البيانات اللاسلكية، والتي يمكن أن تكون حلا لكل هذه التحديات باستخدام التقنيات الحديثة في المجال الكهرومغناطيسي والطيف المرئي.

إن كلمة (لاي فاي) مصطلح ومسمى لتقنية واختصار من اللغة الإنجليزية يعبر عنه بـ(LiFi) والتي تم اشتقاقها من مصطلح أجنبي هو (Light and Fidelity) والذي لم يتم تعريبه إلى العربية حتى اليوم. كسائر المصطلحات الأجنبية المصدر في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل عام أو في التقنيات الحديثة بشكل خاص.

وتشير أيضا لنوع مميز في الاتصالات والتقنيات الحديثة وهو الاتصالات باستخدام الضوء المرئي (VLC).

وتعتمد لاي فاي طريقة جديدة للاتصال اللاسلكي، والتي تستخدم ضوء مصابيح الليد (LED) لنقل البيانات لاسلكيا.

وتعتبر سرعة تدفق البيانات لتكنولوجيا اتصالات البيانات اللاسلكية في تقنية لاي فاي عالية جدًا ولها تكاليف منخفضة جدًا ما إذا تمت مقارنتها بتقنيات كانت يومًا ما حديثة.

إن الإطارالعلمي والعملي الأساسيين لهذه التكنولوجيا، هو نقل البيانات باستخدام الضوء النابع عن مصابيح الليد وبكثافة متفاوتة.

إذ يتم استخدام أجهزة الإرسال والاستقبال لها في مصابيح الليد التي تمكنها من إرسال ونقل واستقبال المعلومات.

ونتيجة لذلك فإنه أصبح لدينا اليوم إضافة مميزة لعرض نطاق جديد وغير مستخدم للضوء المرئي، الذي قد يوفر نطاق تردد إضافي من تلك النطاقات المتاحة للاتصال بالترددات اللاسلكية (RF).

عوضا عن ذلك وحيث إن هذه التقنية الحديثة تستخدم الضوء المرئي، لذلك فإن الآثار الضارة على الإنسان من الموجات الكهرومغناطيسية يتم تحديدها وتخفيف أثرها وتخفيضها بشكل ملحوظ.

ومن أهم مميزات هذه التقنية الحديثة، أنها تحد من المخاوف الأمنية للهجمات السيبرانية. إذ أنها لا تمكن الوصول إلى البيانات أو المعلومات الموجودة على الإنترنت في غياب الضوء، أي أنها محمية. ليس ذلك فحسب، بل إن هذه التقنية الحديثة لديها من المقومات المتعددة ما لا يوجد في مثيلاتها من التقنيات الحديثة إذا ما تحدثنا عن عناصر مميزاتها التنافسية مثل الكفاءة والسرعة العالية في نقل البيانات والتي وصلت في ألمانيا عمليا إلى معدلات تزيد عن 500 ميغابايت في الثانية مما يسمح بتحميل ونقل فيلم عالي الدقة والوضوح في 30 ثانية فقط.

إضافة لمدى توفرها وسهولة الحصول عليها وإتاحتها، كذلك فعالتيها ومعدل كفاءة الإنفاق المتزن لها من حيث التكلفة ومستقبلها الواعد.

والأهم من ذلك الأمن السيبراني والخصوصية فيها. فعلى سبيل المثال، لا يمكن للضوء أن ينفذ أو أن يمر عبر هياكل أسمنتية وحوائط جدارية ما إذا تم استخدامها داخل المنازل أوالمؤسسات والمنظمات الحكومية أو الخاصة.

إذ توفرهذه التقنية الحديثة خاصية الإنترنت ونقل البيانات فقط لأولئك الموجودين في منطقة الضوء داخل المنطقة المستهدفة للتغطية. ولا يمكن اعتراض الإنترنت ونقل البيانات أو إساءة استخدامه خارج منطقة الضوء، أي أنها تقوم بإضافة حماية عالية وبتكاليف أقل من المعتاد في مجال حماية وأمن المعلومات.

فهذه التقنية الحديثة لها مستقبل واعد بسبب النمو المتسارع في استخدام مصابيح الليد داخل المنازل والمؤسسات والمنظمات في توفير وخفض استهلاك واستخدام الطاقة الكهربائية وأخرى ستأتي لاحقا.

هناك العديد من التطبيقات لهذه التقنية الحديثة، والتي تبدأ من الوصول إلى الإنترنت للمستخدمين في المناطق العامة من خلال الإنارة في الشوارع، إلى السيارات ذاتية القيادة والآلية التي تتواصل من خلال المصابيح الأمامية.

كما يمكن أن تمتد تطبيقات لاي فاي في المناطق التي تكون شبكة الواي فاي فيها ضعيفة. ويمكن استخدامها بأمان في الطائرات، على سبيل المثال للركاب المسافرين في الطائرات.

والذين غالبا ما يستطيعون الحصول على خدمة الإنترنت منخفضة السرعة وبمعدل سعر مرتفع جدًا. وفي المستشفيات أيضا حيث تتوفر خدمة الواي فاي التي تكون عرضة للتداخل مع موجات الراديو والمعدات والتجهيزات والتقنيات الحديثة والمتطورة التي تستخدم الموجات المحظورة على الإنسان. كما يمكن استخدامها داخل المؤسسات التعليمية واستبدال كافة الوسائل التقليدية فيها، والتي تزود خدمات الإنترنت للمستفيدين منها داخل مناطق محددة، وذلك بسرعة وأمان عاليين وتكلفة أقل بالطبع.

كما يمكن استخدامها أيضًا تحت البحر، إذ تمكن الأجسام والمعدات والقطع البحرية ذاتية القيادة من استخدام المصابيح الأمامية للتواصل ومعالجة البيانات بشكل مستقل، وإرسالها بشكل دوري إلى سطح البحر للمركبة الأم.

ويمكن استخدامها كوسيلة اتصال قوية في أوقات الكوارث،فقد لا يكون البعض بشكل عام، على علم بالبروتوكولات أثناء الكوارث.

أو في محطات مترو الأنفاق، والمناطق الميتة لمعظم اتصالات الطوارئ. فنظرًا للسرعة والأمان اللذين توفرهما تقنية لاي فاي مقارنة بشبكة واي فاي، فإن لاي فاي ستكون متوفرة، وسوف تكون مستخدمة وفي نطاق واسع، إذ تشير التقاريرالعالمية إلى أن سوق التقنية الحديثة لاي فاي البالغ قيمتها السوقية في عام 2019 أكثر من 70 مليون دولار، سيصل لـ 8 مليارات دولار بحلول عام 2030.