فيما ثار اللبنانيون في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية في لبنان جراء ما أسموه بمعرض الاحتلال الإيراني و«معرض طهران للكتاب»، حيث طغت دور النشر الإيرانية وتلك الدائرة في فلك حزب الله وما يسمى بـ «محور الممانعة» على المشهد العام لمعرض بيروت الدولي للكتاب، ولاسيما بعد انتشار صور كبيرة لسليماني وخامنئي معروضة في عدد من أجنحة المعرض، استمرت إيران في تحدي اللبنانيين بتعليق الصور مرفقة بها عبارة «يقينا كله خير» متجاهلين حقيقة أن الخير غاب عن لبنان منذ أن ثبتت أذرعها في أراضيه.

وهذه حقيقة والأمثلة كثيرة بدايتها منذ عام 2005 حينما أثبتت المحكمة الدولية تورط أحد عناصر ميليشيا حزب الله في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، والذي ما كان ليحدث لولا أوامر عليا من طهران، ومن بعد تغييب الحريري الأب عن المشهد السياسي المحلي ومستوى سياسة لبنان الخارجية بدأ الانهيار.

سلسلة تحالفات


وتوسع نفوذ حزب الله في لبنان عبر إنشاء سلسلة تحالفات تخدم أطباق طهران على الداخل اللبناني، ما سمح للحزب بالسير على المؤسسات الحكومية ومفاصل الدولة، والأهم سياستها الخارجية عبر توزير رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في وزارة الخارجية، كي يكون ناطقا بما تريده طهران، والذي أخرج لبنان من الخط العربي وأبعده عن محيطه التقليدي ووضعه في محور إيران.

ولم تقف الأمور هنا بل ورطت إيران لبنان في الحرب السورية عبر مشاركة ذراعها العسكرية حزب الله في الحرب الدائرة هناك، ما انعكس سلبا على شريان الخط البري بين لبنان وسورية، وتأثر شحن البضائع، ما انعكس على الواقع المعيشي لأهل البقاع الذين يعتبرون التبادل التجاري بين لبنان وسورية أساسيا لحياتهم، كما ضربت لقمة عيشهم بسبب عمليات التهريب وتحديدا المحروقات والبضائع الأساسية المدعومة من الدولة اللبنانية، وبيعها بأسعار مرتفعة في الداخل السوري.

غياب الأمن

وخلفت طهران أزمات تلو أزمات في لبنان، أثرت على حياة اللبنانيين وتحديدا في لقمة عيشهم، بعد ابتعاد لبنان عن العالم العربي، وخطفه إلى المحور الإيراني، فضربت السياحة الشريان الأساسي للاقتصاد اللبناني، ولم يعد السائح يأمن على نفسه بالقودم إلى بلد تحكمه الميليشيات الإيرانية في ظل غياب أمن الدولة.

وبدأت المضاربة في سوق الدولار، وضربت العملة الوطنية لتنزل إلى أقصى مستوياتهم 33 ليرة أمام الدولار الواحد، ما رفع معدلات الفقر والبطالة والإقبال على الهجرة، حتى أن باتت الطلبات المقدمة للأمن العام اللبناني من أجل الحصول على جواز سفر تتعدى 8 آلاف طلب في اليوم الواحد، بسبب العتمة التي يعيشها اللبنانيون وانقطاع الأدوية والخبز والبنزين، لتأتي الضربة القاضية بانفجار مرفأ بيروت الذي قضى على وجه الحياة في بيروت وكل لبنان، بفضل السلاح غير الشرعي المدعوم من طهران.

سليماني في الطرق

وأدت تبعات طهران إلى رفع الأصوات المطالبة بفيدرالية الدولة وتقسيم لبنان إلى مقاطعات وفق النمط الأمريكي للحفاظ على وجه لبنان الذي خطفته طهران، حتى في المنحي الثقافي فيكفي أن تصل إلى بيروت لتستقبلك خارج المطار صور قاسم سليماني تملأ الشوارع في لافتات عملاقة تتحدى إرادة اللبنانيين، وتضرب بهيبة الدولة عرض الحائط، وآخرها وضع صور سليماني في معرض بيروت للكتاب، وضرب اللبنانيين المعترضين عليها لنقل الثقافة الشمولية والديكتاتورية إلى العمق اللبناني رغما عن أنف اللبنانيين.

أبرز انتهاكات إيران في الداخل اللبناني:

اغتيالات متكررة للساسة

إبعاد لبنان عن الخط العربي

انتشار مليشياتها المقاتلة

التسبب في هجرة اللبنانيين وانهيار الاقتصاد

انفجار المرفأ بسبب سلاحهم غير الشرعي المدعوم