عندما تدخل أقسام الطوارئ بالمستشفيات لاسيما قسم الأطفال وتسمع صياح وبكاء واستغاثة الأطفال خلف ستائر غرف الكشف الطبي، وتشاهد أمهات يخرجن ويدخلن مذعورات ومتألمات والدموع تنهمر من أعينهن، فكل ما في الموضوع خلف الستار طفل يتألم، وهناك طاقم طبي كامل يقوم برحلة بحث عن وريد في ذراع الطفل لسحب عينة دم أو لتركيب حقنة مغذي!.

وللأسف إنها المناظر المؤلمة داخل أقسام الطوارئ بالمستشفيات، ولا تخفى على أي ممارس طبي هذه المواقف، فعندما يصاب طفل ما بالجفاف ونقص في سوائل الجسم، تختفي أوردة الدم، وبالتالي يصعب العثور عليها عند مراجعة المستشفى، وينتج عن ذلك مآسٍ تقطع القلوب وتُدمع العيون، جراء وخز الإبر في أيدي وأرجل الأطفال التي قد تصل لعشرات المرات أثناء سحب عينة واحدة ومن أجل العثور على وريد.

ولا يخفى على المختصين والأطباء في وزارة الصحة مقدار الصعوبات التي تواجه طواقم التمريض في مثل تلك الحالات، ويعرفون كمية الألم الذي يتعرض له المرضى أثناء سحـب عينات الدم أو وضع المحاليل المغذية أو العلاجية للمريض، لاسيما ذوي الأوعية الدموية الصغيرة كبارا أو أطفالا، ويدركون تماماً المضاعفات والتورّم الجلدي الذي يحصل للمريض عقب تلك الرحلة العلاجية الشاقة.


الغريب في الأمر أن المختصين في الوزارة يعرفون أن هناك أجهزة حديثة تحل هذه المشكلة، من خلال الكشف عن الأوردة باستخدام الأشعة تحت الحمراء، بمجرد اقترابها من اليد تُظهِر الأوردة وتكشف التفاصيل أسفل الجلد ويسهل الوصول للوريد بكل يسر دون ألم أو خطأ طبي، وهي متوفرة في الأسواق وأسعارها غير مكلفة لهذا الحد الذي يجعلها غير موجودة في أقسام الطوارئ بالمستشفيات الحكومية.

لذا نوجه نداء عاجلا إلى وزارة الصحة ونقول: «ارحموا الصغار ولا تزيدوا مرضهم مرضا ولا تضاعفوا آلامهم عند مراجعتهم للمستشفيات» وانهوا رحلة البحث عن أوردة أطفالنا بتوفير أجهزة الكشف عن الوريد...! ‏