انخفض السفر من السعودية إلى الخارج بشكل كبير خلال عام 2020 نتيجة لظروف جائحة كورونا التي تسببت في شلل شبه كامل في قطاع الطيران حول العالم. ووفقا لبيانات هيئة الطيران المدني انخفض عدد المسافرين عبر الرحلات الدولية في 2019 من 48.796.528 مسافرا إلى 13.359.121 مسافرا في العام الماضي 2020. كما طالت الجائحة الرحلات المحلية أيضا بمجموع 24 مليون مسافر في 2020 بعد أن كان عدد المسافرين في 2019 نحو 54 مليونا، وذلك بانخافض تجاوز الـ55 %. وكان عدد المسافرين عبر المطارات السعودية سواء في الرحلات الدولية أو الخارجية في عام 2019 قد وصل إلى أكثر من 103 ملايين مسافر إلا أن هذا العدد وصل إلى نحو 37 مليونا، وهو انخفاض شديد شكل عدة تحديات أمام عدد من شركات الطيران لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي لحقت بهم.

انخفاض الوظائف في المملكة

في السعودية، انخفض التوظيف في المجالات السياحية بنسبة 10.1 %، بينما بلغ الانخفاض في الإنفاق على السفر الداخلي للمملكة 30.9 %، وفقا لتقرير المجلس العالمي للسفر والسياحة. وللتقليل من تأثير الجائحة، قدمت الحكومة السعودية عددا من الدعم وإجراءات الاسترداد التي من المحتمل أن تكون قد ساعدت بشكل نسبي. ودعمت الحكومة بقيمة 9 مليارات ريال (2.4 مليار دولار أمريكي) رواتب السعوديين في القطاع الخاص بما في ذلك السفر والسياحة. (تم إسقاط رسوم السياحة، وبرامج التدريب في يوليو 2020 بالتزامن مع الحملة التسويقية «موسم صيف السعودية» المصممة لتحفيز السفر المحلي).


ضربة قاصمة

أدت أزمة كورونا إلى ما يمكن تسميته الانهيار في السفر الدولي، طبقا لمنظمة السياحة العالمية، حيث انخفض عدد السياح الدوليين الوافدين على مستوى العالم بنسبة 73 % عام 2020، مع انخفاض عدد المسافرين بمقدار مليار مسافر مقارنة بعام 2019، مما عرض للخطر ما بين 100 و120 مليون وظيفة سياحية مباشرة.

وأدى ذلك إلى خسائر فادحة في الإيرادات الدولية للاقتصادات المعتمدة على السياحة، وعلى وجه التحديد، انهيار صادرات خدمات السفر (الأموال التي ينفقها الزوار غير المقيمين في بلد ما) وانخفاض صادرات خدمات النقل (مثل إيرادات شركات الطيران من التذاكر المباعة لغير المقيمين).

صدمة مستمرة

استمرت «صدمة السفر» هذه عام 2021، مع استمرار القيود المفروضة على السفر الدولي، حيث انخفض عدد السياح الوافدين من يناير إلى مايو 2021 مرة أخرى 65 % مقارنة بنفس الفترة من عام 2020، وهناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن طبيعة وتوقيت انتعاش السياحة. ووفقا لتقرير حديث صادر من معهد «بروكينجز» للدراسات، فإن الأزمة سددت ضربة قوية لبلدان معينة تعتمد اعتمادا كبيرا على السياحة، فعلى سبيل المثال، لم تسجل جرينادا وماكاو سوى عدد قليل جدا من حالات الإصابة بفيروس كورونا مقارنة بحجم سكانهما ولم تسجل أي وفيات مرتبطة بالوباء عام 2020 - ومع ذلك تقلص ناتجهما المحلي الإجمالي بنسبة 13 % و56 % على التوالي.

وجهات ومصادر

في الإطار ذاته، فإن البلدان التي تعتمد اعتمادا كبيرا على السياحة، لا سيما المسافرون الدوليون، تميل إلى أن تكون صغيرة، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في النطاق المتوسط الدخل والمرتفع الدخل، وهي في الغالب مدينة صافية. وكثير منها اقتصادات جزرية صغيرة - جامايكا وسانت لوسيا في البحر الكاريبي وقبرص ومالطا في المتوسط، والمالديف وسيشيل في المحيط الهندي، أو فيجي وساموا في المحيط الهادي. وقبل انتشار كورونا كان متوسط صافي الإيرادات السنوية من السياحة الدولية (إنفاق السياح الأجانب في البلاد مطروحا منه الإنفاق السياحي من قبل المقيمين المحليين في الخارج) في هذه الاقتصادات الجزرية نحو ربع الناتج المحلي الإجمالي، مع قمم نحو 50% من الناتج المحلي الإجمالي، مثل أوروبا وجزر المالديف.

ولكن هناك اقتصادات أكبر تعتمد اعتمادا كبيرا على السياحة الدولية، على سبيل المثال، تجاوز متوسط صافي إيرادات السياحة الدولية في كرواتيا من 2015 - 2019 نحو 15 % من الناتج المحلي الإجمالي، و8 % في الدومينيكان وتايلاند، و7% في اليونان، و5 % في البرتغال. والمثال الأكثر زيادة هو ماكاو، حيث بلغ صافي الإيرادات من السفر والسياحة الدوليين نحو 68 % من الناتج المحلي الإجمالي خلال الفترة 2015 - 2019. وحتى من حيث القيمة الدولارية، كان صافي إيرادات ماكاو من السياحة رابع أعلى إيرادات في العالم، بعد الولايات المتحدة وإسبانيا وتايلاند.

ما الحلول؟

كيف تصدت الاقتصادات المعتمدة على السياحة لاختفاء حصة كبيرة من إيراداتها الدولية عام 2020؟ للإجابة على هذا السؤال، اضطرت هذه الدول إلى تخفيض صافي الإنفاق على السياحة، إضافة إلى تخفيض واردات السلع (مما يعكس انكماش الطلب المحلي وانخفاض المدخلات السياحية مثل الأغذية والطاقة المستوردة) والمدفوعات المقدمة إلى الدائنين الأجانب، مما يعكس انخفاض عائدات الهياكل الأساسية الفندقية المملوكة للأجانب.

توقعات أسوأ

تصدر عدة جهات مطلعة على السياحة الدولية توقعات أسوأ بالنسبة للسياحة الدولية في عام 2021، على الرغم من زيادة تغطية اللقاحات. وتشكل الأزمة تحديات هائلة بوجه خاص بالنسبة للوجهات السياحية الصغيرة، نظرا لإمكانيات التنويع المحدودة. وفي حالات كثيرة، لا سيما بين الاقتصادات الناشئة والنامية، وتتفاقم هذه التحديات بسبب ارتفاع مستويات البدء في المديونية المحلية والخارجية، مما قد يحد من الحيز الذي يسمح باستجابة مالية قوية.

حركة المسافرين في المطارات السعودية

الرحلات المحلية

2019 54 مليون مسافر

2020 24 مليون مسافر

الرحلات الدولية

2019 48.796.528 مسافرا

2020 13.359.121 مسافرا

تأثير الجائحة على السياحة العالمية

49.1 % نسبة الانخفاض

4.5 تريليونات دولار حجم الخسائر في الناتج المحلي الإجمالي

الوظائف

2019: 334 مليون وظيفة

2020: 272 مليون وظيفة