تمثل شلالات عين الذيبة بقرية القصير في السودة شمال غرب مدينة أبها المكان الأمثل لمن يبحث عن الماء والخضرة والأجواء المعتدلة حتى في وقت الظهيرة، وهذا ما تتميز به كافة قرى السودة، فالأخضر لون يلازمك منذ أن تبدأ بالطريق الطالع إلى السودة وحتى تنعطف يمينا بعد لوحة تشير إلى قرية القصير، ومن هناك تكمل طريقك بانسيابية حتى تصل إلى نهاية الطريق إذ تجد حافة تحيط بها منازل القرية، وهنا يجب أن تترجل من السيارة كي تهبط الوادي.

ويتسم الطريق بوعورة خفيفة ولكنه غير مناسب قليلا لكبار السن والأطفال كثيري الحركة فكي تستمتع بمنظر الشلال يجب أن تنزل قرابة الخمسة أمتار من الحافة التي توقفت بها حتى تصل إلى الشلال، ولكن جمال المنظر يستحق هذا الجهد اليسير.

وتزيد غزارة شلال عين الذيبة خاصة بعد نزول الأمطار، لذلك يفضل الأهالي والخبراء بالمكان وعاشقو الأجواء الماطرة زيارته بعد هطول الأمطار مباشرة والمياه جارية في الشلال طوال أيام السنة، ولكنها تختلف في غزارتها بحسب نزول الأمطار، ويلي الشلال الأول الذي يبلغ ارتفاعه 5 أمتار شلال آخر أسفل منه يتطلب النزول أكثر، ويبلغ ارتفاعه تقريبا 12 مترًا ويصب الشلالان في بركة صغيرة من المياه التي تتجمع حولها الأعشاب والأشجار المختلفة منها الشائع في منطقة السودة.


هطول المطر

وتنتشر في الوادي أشجار العرعر والعتم والزيتون البري، كما تغطيه بشكل يكاد يكون كاملا شجيرات الحبق والسنوت، ويعبق الوادي برائحتها المميزة، وهي شجيرات عطرية تستخدم في المنطقة غالبًا للمشروبات الساخنة، إضافة إلى استخدامات أخرى كثيرة، وتنتشر على جانبي الوادي أشجار التين العادي والتين الشوكي (البرشومي) وأشجار الطلح التي تميزت بزهورها الصفراء الملفتة للنظر بأغصانها الممتدة التي تشكلت على هيئة المظلة ولانتشار الطلح وشجيرات الحبق يكثر في الوادي النحل الذي يتنقل بين أزهار الشجيرات، لذلك تكثر المناحل الطبيعية حول الوادي الذي يعد مقصدًا لمربي النحل.

وادي النحل

ومن اللافت للنظر على جانب الوادي الصخري عدد لا بأس به من التجاويف والمغارات الصغيرة التي تزيد من جمال الوادي وغموضه، وقد تكون مأوى لبعض الحيوانات البرية التي تلجأ للوادي لشرب الماء، كما تنتشر كذلك الكثير من الطيور التي تحلق وتهبط لتشرب الماء جماعات في منظر يسحر الألباب ويحبس الأنفاس، وتعتبر شلالات عين الذيبة من الأماكن التي يقصدها الكثير من الزوار والسياح القادمين للمنطقة أو من الأهالي بغرض التنزه والاستمتاع بجمال جريان الماء في الشلالين، ويفضل لو كانت هناك درجات خشبية ملائمة للبيئة وموافقة للطبيعة، كما تساعد زوار المكان على النزول أو أن يكون طريق النزول مهيأ بأسيجة من الحبال حتى يتوفر الأمان والسلامة عند النزول إلى الشلال، كما يجب الالتفات للنظافة خاصة بالأماكن المحيطة بالوادي، حيث يقصدها الزوار لتناول وجبة الغداء، إذ تبقى النفايات دون إزالة مما يشوه جمال المكان ويلوث البيئة.