طُرحت العديد من الأسئلة بعد توصيات مركز الـCDC الأمريكي بعدم إجراء فحص/ تحليل للأجسام المضادة عقب تلقي لقاحات «كورونا». وعن الأسباب العلمية المتعلقة بهذا الأمر، بيّن استشاري علم الأمراض الإكلينيكة عبدالعزيز الحازمي أن أغلب المنظمات العالمية توصي بعدم فحص الأجسام المضادة قبل أو بعد تلقي لقاح «كورونا»، وأن هذا النوع من الممارسات يجب ألا يتعدى الممارسات البحثية ذات الأطر المعروفة والموافق عليها من الجهات الأخلاقية ذات الاختصاص، والسبب في ذلك يعود إلى أنه لم يتم التحقق من صحة وكفاءة اختبارات الأجسام المضادة للفيروس المعمول بها بهدف تقييم المناعة أو الحماية من العدوى، حيث تختلف النتائج للشخص نفسه من معمل لآخر ومن اختبار لآخر، وذلك لعدم وجود طريقة عالمية موحدة للتحقق من صحة النتائج.

مناعة الفيروس واللقاح

وحول أعداد الأجسام المضادة المكتسبة من اللقاح أو من الفيروس، وأيهما أكثر، أوضح «الحازمي»: من الناحية النظرية نعرف أن الإنسان يكوّن الأجسام المضادة باختلاف أنواعها ضد الفيروس، وتزيد كفاءة الأجسام المضادة في حجمها وعددها وفاعليتها عند التعرض مرة أخرى للفيروس نفسه، وهذا التأثير ذو الكفاءة العالية والمخصصة ضد الفيروس هو الذي نرغب فيه حينما نعطي الإنسان اللقاح، والذي يعد تدريبا للجهاز المناعي في حال التعرض للفيروس.


تعقيد الجهاز

أضاف «الحازمي»: وعليه، ونظرا لتعقيد الجهاز المناعي وردة فعله، فإن جدوى إجراء تحليل الأجسام المضادة، لمعرفة حال التطعيم، محدودة، ويجب ألا يتعدى التوصيات السريرية المعتمدة من الأطباء أو الممارسات البحثية ذات الأطر المتفق عليها مسبقا من الجهات الأخلاقية ذات العلاقة.