قصص غريبة
تقول العوامي لـ «الوطن»: من أغرب قصص الهروب التي صادفتني، والتي تدل على تساهل بعض الأهالي، وعدم الحزم في تربية الأبناء، فتاة شابة هربت من زوجها بعد عشرة أيام زواجا، وذهبت مع شباب وعاشت معهم لمدة شهر في استراحة، وبعدها رجعت لزوجها، وعندما عادت سألها هل ما زلت تريدين العيش معي أو سوف تتركينني وتطلبين الطلاق؟!، وأخرى لأم تشتكي لي من ابنتها المراهقة، التي تهرب من البيت بثياب اشترتها الأم بثمن غال وتعود بثياب رخيصة!، أما أكثر القصص ألماً فتلك التي حكت لي فيها الفتاة عن هروبها بسبب ابتزاز المروج لها، بمقاطع مصورة، مقابل فقط الحصول على مادة مخدرة، قصص كثيرة مؤلمة، حقيقة لا تعرف من الضحية فيها هل هن الفتيات المدمنات أم الأهل والعائلة؟.
• أكثر من مادة
وعن أكثر المواد المخدرة إدمانا عند الفتيات، أبانت العوامي بأنه لا توجد مادة معينة تفضلها النساء، خاصة أن الغالبية منهن يحصلن على المخدرات عن طريق أصدقاء رجال، وبالمجان مقابل الجنس والرفقة، مبينة أن غالبية الفتيات اللاتي قابلتهن مدمنات على أكثر من مادة في وقت واحد، ومن أكثر المواد استخداما: الشبو والذي هو منتشر جدا بين الفتيات، والحشيش، والكبتاجون، والشراب، واللاريكا.
• عوامل مرتبطة
وتضيف العوامي: هروب الفتيات مرتبط بعدة عوامل وأسباب أهمها: العامل الوراثي، حيث يلعب دورا رئيسيا في هروب الفتيات، حيث إن الفتيات الهاربات غالبا ما تعانين من اضطرابات في الشخصية، ومشاكل نفسية وإدمان وقرارات تتخذها الفتيات، كلها يدخل في تكوينها العامل الوراثي بشكل أساسي، والعامل الاجتماعي ومن أمثلته الاضطرابات والمشاكل العائلية، والتفكك الأسري وطلاق الوالدين، وعدم التفاهم والاحتواء للأبناء من قبل الوالدين والعائلة، إضافة للصحبة السيئة ورفاق السوء، وعدم رقابة الأهل وعدم معرفتهم برفاق أبنائهم، والدلال الزائد وعدم الحزم في تربية الأبناء، ومواقع التواصل الاجتماعي، التي يسهل بها التعارف على المروجين ورفاق السوء والمدمنين، وكذلك الحياة الفارهة التي يعرضها المشاهير، والتي يرى البعض الحصول عليها لا يحتاج إلى عمل أو دراسة، لكن يمكن الوصول لها بطرق مشبوهة أسهل.
ومن العوامل المرتبطة أيضا، العامل المادي والذي يتسبب في الهروب لأجل الحصول على المخدرات مجانا، عن طريق البقاء مع الرفاق للتعاطي في نفس السكن، أو الهروب لأجل الترويج أو الدعارة، للحصول على المادة المخدرة في المقابل.
• تقبل ودعم الأسر
أفادت العوامي بأن التقبل والدعم الأسري يختلف من أسرة إلى أخرى، فبعض الأسر داعمة لبناتها بالرغم من أنهن تعمقن في مجال الانحراف والإدمان، وبعض الأسر غير داعم على الإطلاق، رغم النجاح في التأثير على الفتاة وإعادتها لجادة الصواب، وجعلها تدرك الخطأ الذي ارتكبته في حق نفسها ومجتمعها، إلا أن الأهل بسبب الغضب العارم الذي يعتريهم نتيجة سوء السلوك السابق وفقدان الثقة، يرفضون حتى التواصل التليفوني مع المريضة والسؤال عنها، والاطمئنان على حالتها الصحية.
وقالت: نعم وجود مدمن أو مدمنة في البيت قنبلة موقوتة، لكن بعض الأهالي يعتقد أن المستشفيات عبارة عن صندوق سحري، يدخل به أبناؤهم مدمنين ويخرجون بعد شهر منها أسوياء، فعلاج الإدمان بحاجة إلى تعاون كبير جدا بين العائلة والطبيب المعالج والفريق العلاجي بأكمله، فنحن في حالة حرب بين طرفين، طرف الفريق العلاجي وطرف المروجين ورفاق السوء، لذا فوقوف الأهل معنا في علاج أبنائهم يدعم تعافيهم، ويعزز من قوتنا، وأن عدم المساعدة والمشاركة في العلاج، يجعل المدمن يعود للتعاطي، لأن أبواب التعاطي لا تغلق في وجوههم أبدا.