يهدر الإهمال أحد أهم الكنوز التي وهبها الله لمحافظة العارضة، الواقعة على بعد نحو 45 كلم من مدينة جازان، والتي تتمثل في العين الحارة التي كانت تشهد إقبالا كبيرا من العائلات والمواطنين، ومن جميع مناطق المملكة، للاستشفاء بمياهها، وعلى الأخص المصابين بالأمراض الجلدية والروماتيزم. وتمتاز العين الحارة في العارضة بمياه كبريتية، تحتوي عددا من المعادن، ومن أهمها الكالسيوم والمغنيزيوم والكلورايد والكبريتات، وهي صالحة للاستحمام، والقضاء على أمراض مثل الصدفية والإكزيما والهرش والجرب، ناهيك عن موقعها الجميل على ضفاف بحيرة سد وادي جازان. وعلى الرغم من بديع المكان وجدواه الاستشفائية، إلا أنه تحول مع الإهمال وقلة النظافة وغياب الصيانة وانعدام البنية التحتية وضعف الرقابة، إلى مكب نفايات للعابثين، وأماكن موبوءة بالحشرات والروائح الكريهة التي تهدد الزائرين، الذين بدأت أعدادهم تقل بشكل ملحوظ، خوفا من مخاطر المرض والإصابة بالأوبئة.

لا خدمات

أكد مواطنون التقتهم «الوطن» خلال جولتها على العين الحارة في العارضة أنه «لم يتغير حالها منذ أكثر من 15 عاماً، بل زاد وضعها سوءا، فلا دورات مياه، ولا أماكن للاغتسال ولا نظافة، على الرغم من أن هناك المئات ممن يقصدونها من مختلف مناطق المملكة للاستشفاء والاستجمام بمياهها الكبريتية، التي أثبتت الدراسات العلمية فائدتها في علاج عدد من الأمراض المزمنة، إلا أنها بقيت على حالها السيئة».

ويقول المواطن سالم آل هادي اليامي إنه «قدم من منطقة نجران برفقة أسرته بهدف السياحة، وأنه قصد العين الحارة لعلمه أنها مفيدة للحساسية الجلدية، والتي يعاني منها أطفاله، وكذلك للعلاج من آلام المفاصل، مؤكداً أنه منذ أكثر من 15 عاماً وهو يأتي إليها وأن حالها الآن كحالها منذ ذلك الوقت».

ويضيف «تطورت المنطقة خلال هذه الفترة، ولكن المقصد الأساسي الذي يأتي من أجله الزائرون هو «العين الحارة» والتي لم يلحظ عليها أي تطور على الرغم من أهميتها، مطالباً بإيجاد دورات مياه وأماكن خاصة للاستحمام، حيث إن هناك عددا من الأسر لا تستفيد منها لعدم وجود أماكن مناسبة للاستحمام».

منظر مؤسف

يقول المواطن أحمد المالكي إن «منظر العين الحارة بالعارضة أصبح مؤسفاً، فهي تفتقر إلى الاهتمام من ناحية النظافة والتنظيم، ويجب على القائمين عليها من المسؤولين استشعار أهميتها، ومدى حاجتها للتنظيم وإيجاد الحلول التي تجعلها أحد روافد التنمية الاقتصادية والجذب السياحي في المحافظة وفقاً لرؤية المملكة 2030».

الأقرب للزائرين

وبين حسين آل حمود أنه جاء من محافظة الدرب، برفقة زملائه قاصداً العين الحارة في العارضة، فهي الأقرب إليه من تلك التي في محافظة الخوبة، وقد استمتع بأجواء العارضة الجميلة، إلا أن هذه المتعة أفسدتها الحال التي آلت إليها العين الحارة، حيث ينتاب الجميع الخوف منها لانتشار البيوت المهجورة حولها، وكذلك عدم وجود أي خصوصية للاستفادة منها، حيث أن على من يريد الاستحمام لا يجد سوى السور الجداري التي وضع مؤخراً دون تنظيم أو إضافة تذكر.

لا تجاوب

«الوطن» بدورها سألت مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بجازان عبده مناجي قطر، عما إذا كانت هناك مشاريع مزمع تنفيذها لتطوير العين الحارة بالعارضة، إضافة إلى نقلها شكوى الزائرين عن عدم وجود دورات مياه وأماكن للاستحمام، إلا أنه لم يرد على تلك الاستفسارات خلال أكثر من ثلاثة أيام.

كما تواصلت «الوطن» من خلال مركز الاتصال السياحي 930 والذي وفرته وزارة السياحة عبر المنصة الوطنية للرصد السياحي، حيث تجاوب الموظف مقدم الخدمة، مشيراً إلى أنه يمكن رفع مقترح للوزارة بالملاحظات المقدمة، والخدمات التي يحتاجها موقع العين الحارة بالعارضة، مزوداً «الوطن» برسالة تفيد بتسجيل هذه الملاحظات، إضافة إلى رابط يمكن من خلاله متابعة ما تم بخصوص هذه الملاحظات.