حبا الله الإنسان وكرمه بحواسه الخمس، وجعله ناطقا معبرا عن مكنوناته.

ولو تأملت ستجد أن أكثر ما نقوم هو الكلام؛ إننا نتكلم دون أدنى جهد، نحن نتحدث ليل نهار في المهم وغيره. غالبا نحن لا ندرك أن الكلمات ليست مجرد ذبذبات وحركة في الأحبال الصوتية هي أعمق من ذلك بكثير وكثير.. الكلمة أحيانا سلاح في معركة، أحيانا يد حانية على كتف متألم. كلمة ترفع معنوياتك وأخرى تحبطك وتهوي بك أسفل سافلين.

بينما كانت الضفادع تتجول يوما سقط ضفدعان في حفرة.


اجتمعت الضفادع وقرروا أنهم لا يستطيعون المساعدة.

الضفدع الأول استسلم، أما الآخر فظل يقفز ويقفز حتى خرج.

أتعرف لماذا؟ لأنه كان أصما، لقد ظن أن الجميع يشجعه على الخروج.

بالكلمات نواسي الحزين ونتعاطف مع الآخرين ونخفف من همومهم.

الشخص يسجن لكن الكلمات لا، أنها تعبر الأسوار، إنها حية لا تموت مهما توالت العصور. الكلمات قوة أنظر لمارتن لوثر كينج كيف يحرك الجماهير بخطاباته.

الكلام ينسج شبكة روابط وخطوطا غير مرئية بين الأفراد، لذا إذا أرادت الأسرة مثلا تقوية الأواصر بينهم فيجب عليهم الاجتماع للتحدث ولو لدقائق معدودات، وعندما نتحدث مع الآخرين علينا اختيار كلمات لطيفة ومهذبة أليست الكلمة الطيبة صدقة؟!