يطمر الإهمال والهجران إرثاً كبيراً من التاريخ والحضارة والمعالم الأثرية التي ظلت شاهدة على حقب زمنية في العصور القديمة في قرية عتود القديمة في محافظة الدرب التابعة لمنطقة جازان، والتي تحتضن آثاراً هامة، مثل بئر المدرجي، ومسجد سبيل الحجاج، إضافة إلى الآثار المدفونة، والتي تعود إلى عصور مختلفة، كانت عتود خلالها ممراً لأهم طرق القوافل، وكثيراً ما ذكرت في قصائد بعض شعراء الجاهلية والعصرين الإسلامي والحديث.

وكشفت جولة لـ«الوطن» عن أن الإهمال والهجران أدَّيا دوراً كبيراً في طمر المسجد بالكثبان الرملية، ودفن البئر، وأوضح الهاوي والباحث عن الآثار أحمد غوى عتودي لـ«الوطن» أن المواقع الأثرية المكتشفة في القرية تمثل قبوراً صندوقية في الكدرة قد تعود للعصر الجاهلي لأنها ليست متجهة نحو القبلة كما يحدث منذ دخول الإسلام، وهناك ثلاثة مواقع أثرية في عتود، بينما يوجد موقع في خبت بن جبران، وفيه مدافع اكتشفت عن طريق أحد هواة البحث في الشقيق.

1400 عام


بين عتودي أن من ضمن هذه الآثار القديمة هناك المسجد وبئر المدرجي في عتود، واللذان يعودان إلى 1400 عاماً، وقد شيدهما وحفرهما معاذ بن جبل، وتسمى سبيل الحاج، وكانت بطريق الحج من اليمن إلى مكة المكرمة، ونقلت أحجارها من مناطق بعيدة، فأحجارها ليست من المنطقة التي بُني فيها المسجد.

وأشار إلى أنه «عثر على قطع أثرية مصنوعة من الفخار والزجاج والأحجار الكريمة وتمثال ورحى، تعود إلى عصور مختلفة تمتد إلى آلاف السنين»، مضيفاً «توجد قطع تنتمي إلى العصر الحجري والجاهلي والإسلامي والعباسي والعثماني والبيزنطي، ويعود اختلاف العصور لما كانت تمتاز به عتود، حيث كانت طريقاً للقوافل ومقصداً لكثير من القبائل، بسبب توافر المياه فيها، ولكنها للأسف الشديد تعاني الإهمال حالياً».

أماكن تاريخية

أوضح الشاعر يحيى عتودي لـ«الوطن» أن «عتود تعد من الأماكن التاريخية الموجودة منذ القدم، ودل على ذلك ما تم اكتشافه من آثار تعود إلى العصور القديمة، حيث ذكرها الهمذاني، وقال (وإلى جازة عثر تنسب الأسود التي يقال لها أسود عثر وأسود عتود» والمعروف أن الجازة هي موطن اﻷسود الكثيرة، وهذا يدل على أنها كانت غابة تكثر فيها اﻷسود، وأيضاً ذكرها الشاعر ابن مقبل في إحدى قصائده، حيث قال «جلوساً به الشم العجاف كأنه *** أسود بترج أو أسود بعتودا»، وتعرف عتود قديماً على أنها من ديار قبيلتي كنانة وخزاعة، حيث قال عنه ياقوت الحموي «هو ماء لكنانة لهم ولخزاعة».

وبين العتودي أن «عتود تمتلك شاطئاً على ساحل البحر الأحمر يسمى بحر عتود، وهو ساحل جميل وبكر، ويمتد قرابة 40 كلم، وتنتشر الكثبان الرملية على طول امتداده، حيث يشكل منطقة جذب سياحية كبيرة جداً، ويفضله كثير من المتنزهين في فترة الشتاء».

خشية من الاندثار

ذكر الباحث عن الآثار محمد العسيري لـ«الوطن» أنه عثر على مواقع وقطع أثرية في ريم وجندلة مصنوعة من الفخار وقبور وعملات ونقوش على جدران وصخور تعود إلى عصور تاريخية مختلفة، وقال «لكنني أخشى على هذه الآثار من الإهمال والاندثار، أو التعرض للتخريب والتشويه والسرقة، على الرغم من وقوف فريق علمي من الجامعة عليها، إلا أنني أطالب بحماية المواقع الأثرية فيها وفي محافظة الدرب عموما».

سيتم تسجيلها

أكد رئيس قسم السياحة والآثار في جامعة جازان الدكتور علي عواجي لـ«الوطن» أن «الفريق العلمي لموسوعة الزيارات للتنقيب والجمع لعدد من الآثار، وقف على عدد من المواقع الأثرية والتاريخية بمحافظة الدرب من أجل مقارنتها ودراستها، وسيتم تسجيلها بإذن الله ضمن الموسوعة، حيث تم تسجيل 450 موقعاً أثرياً إلى الآن في المنطقة، وتبقى فقط 3 محافظات هي بيش وصبيا وضمد، وسيتم بعدها الانتهاء من الموسوعة والمتحف الأثري الذي تشرف عليه جامعة جازان».

وبين أن «المواقع الأثرية التي وقف عليها الفريق العلمي هي 5 مواقع، قرية عتود وريم وجندلة والتحلية والخبت، وأكثرها تعود للحضارة الإسلامية، وأخذنا عينات من المسجد الأثري لمقارنتها ودراستها»، مشيراً إلى أن مقر موسوعة آثار منطقة جازان، هو في كلية الآداب والعلوم الإنسانية.

المواقع الأثرية

قرية عتود

ريم

جندلة

التحلية

الخبت

أبرز ما عثر عليه الباحثون

مسجد

بئر

قطع أثرية مختلفة

قبور صندوقية

أبرز المطالب

الاهتمام بها

حماية الآثار

التعريف بها