اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مؤتمره الصحفي الذي عقده في الأليزيه بعد اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب عن استكمال تشكيل الحكومة أنه تعرض لـ «خيانة جماعية» من الساسة اللبنانيين، الذين أسقطوا مبادرته الفرنسية، فهم كما وصفهم «لم يرغبوا في الحل، فجعلوا تشكيل الحكومة أمرا مستحيلا، لأنهم فضلوا مصالحهم الخاصة على العامة، واستفادوا من الفساد وحرموا اللبنانيين من النمو، فشحت الأموال وخسر لبنان الثقة بنظامه المالي». أيضا شن ماكرون هجوما قاسيا على حزب الله، الذي لم يسهل تشكيل الحكومة كما تعهد مندوبه أمامه في قصر الصنوبر، وطالبهم بتوضيح موقفهم، قائلا إنه لا يمكن أن يكون ميليشيا مسلحة وحزبا سياسيا مسؤولا في آن واحد. مؤكدا على أن الساسة في لبنان سيدفعون ثمن ما فعلوه، لكنه رغم ذلك لم يعلن موت خارطة الطريق الفرنسية، بل أكد على أنها ما زالت قائمة لإنقاذ لبنان، فالحل كما قال: «تشكيل حكومة اختصاصيين قادرة على الإصلاح حتى لا يذهب لبنان إلى حرب أهلية».
وأمهل الطبقة السياسية اللبنانية من 4 إلى 6 أسابيع أخرى لتنفيذ خارطة الطريق الفرنسية وتشكيل الحكومة، مستبعدا فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين في المرحلة الحالية. ومؤكدا على أن باريس تخطط بالتعاون مع الأمم المتحدة لعقد مؤتمر جديد لحشد الدعم للبنان أواخر أكتوبر القادم، وأن الجانب الفرنسي سيعقد أيضا اجتماعا خلال 20 يوما مع مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بلبنان، لبحث الخطوات التالية.