وجوه تشع بالنور وعنوانها الابتسامة والكلمة الطيبة، وجوه صادقة غير متلونة تراقب الله في كل تصرفاتها، وجوه بيضاء لا تعرف الخداع ولا الغرور، وجوه خلقها الله لتنشر الحب والسلام في كل الأماكن ترتاح نفسك لرؤيتهم والحديث معهم، يتعاملون معك بكل تلقائية دون تصنع، وجودهم ضروري في الحياة يحبون الخير لأنفسهم وللناس، يقدمون كل ما لديهم من أجل إسعاد الآخرين، يرجون ثواب الله ولا ينتظرون الشكر من أحد.
يعيشون في سعادة وراحة بال لأنهم زرعوا السعادة في دروب من حولهم، وهبهم الله اللين وتحلوا بمكارم الأخلاق، وطهروا نفوسهم من الحقد والحسد والتعالي على الناس، ينظرون إلى الآخرة ويرجون رحمة الله، لا يهمهم في الدنيا سوى رضا الله ورحمته.
في المقابل تصادف في حياتك أيضا وجوها متلونة يكسوها السواد، تتلذذ بصنع الشر في دروب الغير، وجوه متلونة أضاعت الطريق الصحيح في الحياة، وامتهنت الشر وحب الانتقام وزرع الفتن في كل مكان، وجوه متغطرسة وماكرة تناست دورها الطيب في الحياة، عنوانها الشر وأفعالها كر وفر.
وجوه لم تدرك أن هناك يوما ستحاسب فيه على شر أعمالها، وجوه لا ترحم وتحاول أن تمنع رحمه الله من الوصول إلى مستحقيها، وجوه تتمنى زوالها من الحياة لأن شرها أكثر من خيرها، لا ينفع معها نصح ولا إرشاد، وجوه تحالفت مع الشيطان وتفوقت عليه في مرات عدة، تجدها في كل مكان تفتش عن ضحايا أبرياء لتعبث في حياتهم، وتمضي في حياتك وأنت تردد لا حول ولا قوة إلا بالله.
وجوه عندما تشاهدها تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، لم يدركوا بشاعة أعمالهم المشينة، ولم يدركوا أن الموت في الطريق إليهم، ولم يدركوا أنهم سيسألون عن قبح أفعالهم، وتناسوا أن هناك جنة ونارا، وتمضي بهم الحياة وهم يحاربون وينشرون شرورهم في دروب الناس متباهين بأعمالهم الرديئة، وتناسوا أيضا أن الله لهم بالمرصاد، فمهما استمرت شرورهم ونجاحاتهم المريضة فإن لهم يوما عند الله وسيجزيهم على شر أعمالهم في وقت لا ينفع فيه ندم، ويمكرون والله خير الماكرين.