اشتكى عدد من المواطنين من تكرر اتصالات من جهات مجهولة، تعرض عليهم الاشتراك في قنوات عبر التواصل الاجتماعي، لتساعدهم على قراءة الطالع وما يخبئه المستقبل على أيدي مختصين في علم التنجيم، وأخرى تسوق لدورات تدريبية لتعليم فن الاستبصار وقراءة الفنجان وتعدهم بتحقيق الثروات، لذا قامت «الوطن» بالتواصل مع أحد القائمين على حسابات التنجيم تدعى أم محمد، حيث دافعت عن المنظومة الإلكترونية من البرامج والتطبيقات التي تديرها على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلة: «نحن في زمن التسطيح وتراجع العقلانية وهي التي دفعتنا للعودة بقوة لإحياء مهنة التنجيم ولا مانع من الاتجار والتكسب وإيصاله للناس وفق قواعده الصحيحة».

عرف قديم

ذكرت أم محمد أن أكثر ما يطمئنها هو أن مكاسبهم من هذه التجارة مشروعة ونظامية، وهي قياس على العرف العالمي القديم والحديث، فقد عرف المنجمون منذ القدم وهم يلقون تباشير من الاستبصار وقراءة الطالع بين يدي الخلفاء والسلاطين، كما تقول: في حاضرنا اليوم تقوم محطات عالمية بعرض تكهنات لأحداث العالم السياسي والرياضي عبر ما يعرف بقراءة المستقبل، وأكثر ما يدفعهم لذلك هو القبول المجتمعي، ومن أشهرالتكهنات هي البطولات الرياضية بحركات الأخطبوط والأفاعي وغيرها من الحشرات والحيوانات التي لا تعقل، وهو ما شجعنا على الانتشار والتوسع في فن التبصير واستشراف المستقبل، وأن الشباب والمراهقين هم الفئة العمرية المستهدفة بالدرجة الأولى، وذلك كونهم يميلون في هذه المرحلة إلى هذه الوسائل، فتجدهم من باب التسلية يلجؤون إلى التبصير ويجعلونه منفذا لهم للتفاؤل والاندفاع بجدية نحو المستقبل لتحقيق أحلامهم.


تجارة الوهم

أشار المحامي والمستشار القانوني، خالد العمري، إلى التطبيقات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تدعو إلى إقامة دورات لتعليم ما يسمى بالتنجيم وقراءة الطالع مستغلين ضعف الوعي عند البعض، مبينا أنها تندرج تحت قانون الجرائم الإلكترونية، والتكسب من ورائها يعد من التكسب بطرق غير شرعية، ويحال أصحابها إلى العقوبات الجزائية تحت هذا النظام، بتهمة الاحتيال والتكسب غير المشروع، وهي من الجرائم الكبيرة التي تؤدي للسجن والتوقيف وحجب ومصادرة أدواتها.

ضروب الكهانة

شدد أستاذ علم الفقه عبدالسلام الحبيشي، بأن هذا العمل يسمى في لسان الشرع تنجيماً، وهو عمل محرم لأنه ضرب من الكهانة المحرمة التي يتكلف الكاهن فيها الإخبار بالغيبيات، ولا يجوز فعله ولا السعي إليه ولا تصديقه، حتى ولو كان هذا الأمر للتحفيز ورؤية الدنيا بمنظار التفاؤل، ويجب محاسبة القائمين على تلك التطبيقات والبرامج لأن ضررهم على المجتمعات كبير.

قرارات خاطئة

ذكرت موظفة العلاقات العامة، نهلة الحربي، أنها ترى أن انتشار تطبيقات قراءة الكف والفنجان خطر، لأنه يعتبر نشرا للخرافات، ويسوق لها لأهداف مادية، وأن أكثر من يهتم بمثل تلك الأمور النساء من ذوات الثقافة الضحلة، وذلك للخروج من واقعهن المتعثر والبحث عن التفاؤل والإيجابية، وما يزيد الأمر سوءا أنهن يربطن القرار بحياتهن الشخصية على نتائج التبصير والتي تنتهي أغلبها بالفشل. بينما ترى المواطنة، سلمى الحماد أن هذه التطبيقات ما هي إلا وسيلة للتسلية كأي تطبيق إلكتروني، وأنها لا تشكل خطورة خصوصاً مع توفر الوعي والحصانة العلمية عند أكثر الشباب اليوم، وترى أنها فضلاً عن كونها وسيلة للتسلية فهي نافذه للشباب تدفعهم للتفاؤل، حتى وإن كانت تسويقا للخرافة فهي محمودة وتقود الشباب لتحقيق أهدافهم.

أسباب لجوء البعض إلى حسابات وتطبيقات التبصير والتنجيم

01 -التحفيز ورؤية الدنيا بمنظار التفاؤل

02 - مساعدتهم على اتخاذ القرارات

03 -التسلية والمتعة