شكل مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني تحولاً في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران والشرق الأوسط الكبير، ولكن لم يعط الأمر ما يكفي من النقاش على نطاق واسع كنموذج للتعامل مع المشكلات التي تطرحها القوات بالوكالة في أماكن أخرى من العالم.

غير أن الولايات المتحدة أشارت من خلال مقتل سليماني، إلى أنها لن تتسامح مع استخدام إيران للوكلاء للتحايل على مسؤوليتها عن قتل الأمريكيين وعن أعمال الإرهاب الأخرى وسفك الدماء الجماعي في المنطقة.

مصدر الإرهاب


تقول مجلة فورين بوليسي: إن واشنطن قررت التعامل مع مصدر الإرهاب وليس مبعوثيه، ووكلائه، إذ يجب أن ينطبق المبدأ نفسه على العديد من الأنظمة التوكيلية التي أنشأتها مختلف الدول - روسيا بشكل بارز - للتحايل على المسؤولية عن الاحتلال العسكري غير القانوني.

تدرك الدول في جميع أنحاء العالم بشكل متزايد أن الطريقة الأكثر ملاءمة لاحتلال المناطق الأجنبية هي إقامة وكيل مع وضع النقوش الاحتفالية للدولة، بما في ذلك الحكومات والبرلمانات والأعلام، لماذا يحدث ذلك؟ لأن قواعد النظام الدولي الليبرالي التي تحظر تغيير الحدود بالقوة، تنطوي على خطر فرض عقوبات على الدولة التي ارتكبت الجريمة، لذلك فإنشاء نظام وكيل مزيّف يبدو مريحا يحجب الواقع ويساعد الدول على تجنب مثل هذه العواقب.

منهجية الوكيل

المستخدم الأكثر منهجية لهذا التكتيك هو روسيا، منذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي، تعاملت مع النزاعات العرقية في ثلاث ولايات مختلفة وساعدت في إنشاء كيانات مستقلة اسمياً والتي تسيطر عليها.

بدأت موسكو ممارسة نظام الوكيل المزيف في إقليم ترانسنيستريا في مولدوفا وفي منطقتين انفصاليتين هما جورجيا وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، وبعد توطيد فلاديمير بوتين سلطته، أصبحت سيطرة الكرملين على هذه المناطق أكثر تشدداً.

الوكيل تكتيك روسي

أثبت تكتيك موسكو نجاحه الكبير في تقويض دولة جورجيا ومولدوفا إلى درجة أن الكرملين قرر استخدام نفس التكتيك في شرق أوكرانيا، وقد نجحت: قارن رد الفعل الدولي على أي من هذه النزاعات مع غزو موسكو لشبه جزيرة القرم، إذ قامت موسكو على عكس هذه الحالات الأخرى، بضم شبه جزيرة القرم بشكل صريح، وبالتالي قبول المسؤولية عن أفعالها، مما أدى إلى فرض عقوبات خطيرة عليها، ولكن حينما اختبأت موسكو خلف الوكلاء في الجمهوريات الأخرى، نجت إلى حد كبير من هذه العقوبات.

خطر الوكلاء

خطر استخدام الوكلاء يكمن في أنهم يقومون بتسهيل النشاط غير المشروع، مع عدم اعتراف أي دولة رسميا بالسيطرة عليها وبالتالي مسؤوليتها عن النشاط في الأنظمة الفرعية، أصبحت هذه المناطق مراكز الاتجار بالبشر وغسل الأموال وإنتاج السلع المقلدة، ويحتمل أن تكون مواقع انتهاك العقوبات بالنسبة لروسيا وإيران. في الشرق الأوسط، أدركت إدارة ترمب أن استخدام إيران للوكلاء كان يساعدها في تقويض المصالح الأمريكية واستقرار نصف الدول في جوارها، إنها تعمل الآن على وضع حد لهذه الحيلة، لقد حان الوقت الآن لقيام واشنطن باتخاذ خطوات لاستدعاء الخداع في أوراسيا والتوقف عن المكافأة الفعالة لاستخدام الوكلاء الذين يقوضون جهود حل النزاع واستقرار الشركاء الأمريكيين الرئيسيين.

لماذا استخدام وكلاء الحرب؟

- إقامة الوكيل طريقة ملائمة لاحتلال المناطق الأجنبية

- إنشاء وكيل مزيف يحجب عن الدولة الجرائم والملاحقة الدولية

- التحايل على المسؤولية عن الاحتلال العسكري غير القانوني

- اختباء الدولة خلف الوكيل والهروب والمسؤولية