غضب بكين
وأثار اعتقال كندا لكبير المسؤولين الماليين منغ وانتشو، ابنة مؤسس شركة Huawei في أواخر عام 2018 بناء على طلب أمريكا، غضب بكين إلى درجة أنها احتجزت اثنين من الكنديين ردا على ما يبدو. وتمثل Huawei التقدم الذي أحرزته الصين في أن تصبح قوة تكنولوجية، وكانت موضع اهتمام أمن الولايات المتحدة لسنوات، فيما تعتبر بكين قضية منج محاولة لاحتواء صعودها. «لقد كانت حكومتنا واضحة»، قال نائب رئيس الوزراء الكندي كريستيا فريلاند في منتجع لمجلس الوزراء في مانيتوبا، وتابع «نحن دولة حكم القانون، ونحترم التزاماتنا الخاصة بمعاهدة التسليم»، «هذا ما يتعين علينا القيام به وما سنفعله»، فيما اتهمت وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة وكندا بانتهاك حقوق منغ، ودعت إلى إطلاق سراحها.
حادث سياسي
وقال قنغ شوانغ المتحدث باسم الوزارة «إنه حادث سياسي خطير تماما»، وحث كندا على «تصحيح الأخطاء بإجراءات ملموسة، والإفراج عن السيدة منغ وانزهو، والسماح لها بالعودة بأمان في أسرع وقت ممكن».
وتتهم واشنطن هواوي باستخدام شركة شل في هونج كونج لبيع معدات لإيران، في انتهاك للعقوبات الأمريكية، وتقول إن منج 47 عاما ارتكبت عملية احتيال بتضليل بنك HSBC عن تعاملات الشركة التجارية في إيران.
وتنفي منج مزاعم الولايات المتحدة، ويقول فريق دفاعها إن تعليقات الرئيس دونالد ترمب تشير إلى أن القضية المرفوعة ضدها لها دوافع سياسية، فيما قالت هواوي في بيان مع بدء الإجراءات: «نحن نثق في النظام القضائي الكندي، والذي سيثبت براءة السيدة منج».
اعتقال منج
تم اعتقال منغ في ديسمبر عام 2018 في فانكوفر أثناء قيامها بتغيير الرحلات، في نفس اليوم الذي التقى فيه ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ لإجراء محادثات تجارية، وأكد المدعون أن قضية منج منفصلة عن الصين والولايات المتحدة، لكن ترمب أوقف تلك الرسالة بعد أسابيع من إلقاء القبض عليها، عندما قال إنه سيفكر في التدخل في القضية إذا كان ذلك سيساعد على صياغة اتفاق تجاري مع بكين.
ورقة مساومة
وتوصلت الصين والولايات المتحدة إلى اتفاقية تجارية «المرحلة الأولى» الأسبوع الماضي، لكن معظم المحللين يقولون إن أي حل ذي مغزى للادعاءات الأمريكية الرئيسية -بأن بكين تستخدم تكتيكات مفترسة في حملتها لتحل محل التفوق التكنولوجي الأمريكي- قد يتطلب سنوات من المحادثات المثيرة للجدل، في حين أثار ترمب إمكانية استخدام مصير هواوي كورقة مساومة في المحادثات التجارية، لكن الصفقة التي أعلنت يوم الأربعاء لم تذكر الشركة.
أكبر مزود عالمي
تعتبر Huawei أكبر مزود عالمي لمعدات الشبكة لشركات الهواتف المحمولة والإنترنت، فيما تضغط واشنطن على الدول الأخرى للحد من استخدام تكنولوجيتها، محذرة من أنها قد تفتح أبوابها للمراقبة والسرقة. وقال جيمس لويس من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، إن الولايات المتحدة تريد إرسال رسالة مع اعتقال منج، مبينا أن هناك أدلة جيدة على أن شركة Huawei انتهكت العقوبات عن عمد. وقال لويس «لم يحاسب أحد الصين، إنهم يسرقون التكنولوجيا، وينتهكون التزاماتهم تجاه منظمة التجارة العالمية، عندما تكون ثاني أكبر اقتصاد في العالم لا يمكنك القيام بذلك بعد الآن».
جلسة استماع
ستركز المرحلة الأولى من جلسة استماع تسليم منج على ما إذا كانت جرائمها المزعومة هي جرائم في كل من الولايات المتحدة وكندا، إذ قدم محاموها طلبا يوم الجمعة، قائلين «إن قضية منج تتعلق حقا بالعقوبات الأمريكية ضد إيران، وليس قضية احتيال، كندا ليست لديها عقوبات مماثلة على إيران».
وقال ريتشارد بيك محامي منج في المحكمة، إن مزاعم الاحتيال هي «واجهة»، وإن التهم تتعلق حقا بمحاولة الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران. المرحلة الثانية المقرر عقدها في يونيو المقبل ستنظر في مزاعم الدفاع بأن خدمات الحدود الكندية والشرطة الملكية الكندية والـ FBI انتهكت حقوق منج أثناء جمع الأدلة قبل إلقاء القبض عليها بالفعل.
قضية تسليم
قد تستغرق قضية تسليم المجرمين سنوات لحلها إذا كانت هناك استئنافات، إذ ما يقرب من 90% من المعتقلين في كندا بناء على طلبات تسليم من الولايات المتحدة، تم تسليمهم للسلطات الأمريكية بين عامي 2008 و2018.
الصين تحتجز
وردا وانتقاما على اعتقال منج، احتجزت الصين الدبلوماسي الكندي السابق مايكل كوفريج، ورجل الأعمال الكندي مايكل سبافور، حيث منع الرجلان من الاتصال بمحاميين وعائلتهما، وهما محتجزان في زنزانات السجن، حيث تطفأ الأنوار على مدار 24 ساعة في اليوم. كما فرضت الصين قيودا على الصادرات الكندية المختلفة، بما في ذلك بذور زيت الكانولا واللحوم، فيما أصدرت بكين في يناير الماضي حكما بالإعدام على مهرب مخدرات كندي مدان في إعادة محاكمة مفاجئة.
ماذا سيجري خلال مرحلتي محاكمة منج
- المرحلة الأولى التأكد من أن قضية منج وجرائمها تتعلق بكل من أمريكا وكندا
- محامو منج يعتقدون أن القضية تتعلق بالعقوبات الأمريكية ضد إيران وليس قضية احتيال
- في المرحلة التالية ستنظر الجلسة في مزاعم الدفاع بأن خدمات الحدود الكندية والشرطة والـFBI انتهكت حقوق منج
- تستغرق قضية تسليم المجرمين سنوات لحلها إذا كانت هناك استئنافات
- 90 % من المعتقلين في كندا بناء على طلبات تسليم أمريكية تم تسليمهم لواشنطن بين عامي 2008 و2018