أميركا مهددة بالطرد من العراق
تواجه القوات الأميركية خطر الانسحاب قسرا من العراق للمرة الثانية خلال عقد، بعد دعوة البرلمان العراقي الحكومة، الأحد، إلى طلب خروج القوات الأميركية من البلاد، إثر مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس، في ضربة أميركية في بغداد. وعقد البرلمان، الأحد، جلسة طارئة بحضور رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي، صادق النواب خلالها على «إنهاء تواجد أيّ قوّات أجنبيّة» في العراق.
عقوبات شديدة
هدد ترمب بفرض عقوبات «شديدة» على العراق إذا أُجبِرت القوات الأميركية على مغادرة أراضيه، بعد ساعات من مطالبة البرلمان العراقي الحكومة بـ»إنهاء تواجد» القوّات الأجنبيّة في البلاد. وقال ترمب على متن الطائرة الرئاسية بينما كان عائدا إلى واشنطن بعد عطلة استمرت أسبوعين في فلوريدا «إذا طلبوا منا بالفعل أن نغادر، وإذا لم يتمّ ذلك ودّيًا، فسنفرض عليهم عقوبات لم يروا مثلها سابقا». وأشار إلى أن هذه العقوبات التي هدَّد بفرضها على العراق ستجعل من تلكَ المفروضة على إيران ضئيلة مقارنةً بها. أضاف الرئيس الأميركي «لدينا قاعدة جوّية باهظة الكلفة بشكلٍ استثنائيّ هناك. لقد كلّفت مليارات الدولارات لبنائها. لن نغادر إذا لم يعوضوا لنا كلفتها».
حملة ديموقراطية ضد ترمب
ردّ ترمب أيضا على انتقادات خصومه الديمقراطيين الغاضبين لأنهم لم يتم إبلاغهم مسبقا بالضربة التي أدت إلى مقتل قاسم سليماني، قائلا إنه ليس بحاجة إلى ضوء أخضر من الكونجرس. وقادت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي رد الفعل العنيف ضد قرار ترمب السماح بضربة شنتها طائرة بدون طيار ضد سليماني في بغداد، وهي عملية أبلغ ترمب الكونجرس رسمياً عنها، السبت، بعد حوالي 48 ساعة من العملية. وأعلن مشرعان ديمقراطيان أنهما سيقدمان مشروع قرار لمجلس النواب يقضي بتجنُّب إقدام ترمب على قيادة الولايات المتحدة بشكلٍ أحاديّ إلى حرب ضد إيران.
تملص طهران من الاتفاق النووي
يكاد الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015 يفرغ من مضمونه بعد ما أعلنت طهران التخلي عن كل القيود المتعلّقة بعدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في إنتاج الوقود النووي. برغم ذلك، تصرفت إيران بحذر بتجنبها نقض النص الذي يجمعها بالقوى الكبرى بشكل مباشر، تاركة لبقية الأطراف هامش مناورة أخير في إطار إقليمي متفجر. قال دبلوماسي مطلع على الملف «الأمر يدعو بالأحرى إلى الارتياح، إذ تواصل طهران في الخط ذاته». ويشير الخبير روبرت كيلي الذي كان مديرا سابقا لعمليات تفتيش قامت بها المنظمة الدولية للطاقة الذرية، إلى أنّ إيران «حذرة سياسيا جدا» و»لا تقول إننا نغادر الاتفاق».
في الوقت ذاته تحاول روسيا رمي الكرة في الملعب الأوروبي واتهامه بأنه غير ملتزم بما جاء في البنود، إلا أن الخروج الأميركي من الاتفاق قد لخبط أوراق هذه القضية وفقا لما يؤكده كثير من المحللين.