فيما نفت الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج أن حكومته قد استعانت بمرتزقة سوريين، يُعتقد أن تركيا وفّرت لهم الفرص لدخول الأراضي الليبية، قالت مصادر ليبية إن الصور على خدمة «جوجل للخرائط»، تظهر أن هؤلاء المقاتلين يتجمعون في منطقة صلاح الدين، التي تعد المدخل الجنوبي للعاصمة الليبية، وهي منطقة راقية على الغالب، حيث تظهر فيها بعض القصور، وخلال الشرائط المصورة، تبين أن هذه العناصر تتجمع في معسكر التكبالي الذي كان سابقا تابعا للجيش الليبي، لكنه بات الآن تحت سيطرة المقاتلين الموالين لتركيا. وخلال خدمة «جوجل»، سيتضح أن هناك إنشاءات عدة تجري منذ شهر تقريبا في ذلك المعسكر، مما يعني أن تركيا كانت تعمل على تجهيزه لاستقباله عناصر الفصائل الموالية لها«.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف -قبل يومين- أن الفصائل الموالية لتركيا افتتحت مراكز لتسجيل أسماء الأشخاص الراغبين في الذهاب إلى القتال في ليبيا، إذ قامت بافتتاح 4 مراكز لاستقطاب المقاتلين ضمن مقرات تتبع للفصائل الموالية لتركيا في منطقة عفرين شمال حلب، حسب»المرصد«.

وقال»المرصد«، إن تركيا تستعد لنقل مجموعات جديدة من»المسلحين السوريين«إلى ليبيا للقتال برواتب تراوح بين 2000 و2500 دولار للشخص الواحد لعقد مدته 3 أو 6 أشهر.


1000 مرتزق

نقل»المرصد«من»مصادر موثوقة«، أن عدد المقاتلين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس حتى الآن بلغ 300 شخص، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ بين 900 و1000 مجند.

ولفتت المصادر إلى أن بعض المجندين والمقاتلين الذين انتقلوا إلى ليبيا، هم عناصر سابقين من فصيل»حركة حزم«ممن انضموا إلى فصائل»سيلمان شاه«و»السلطان مراد«، وفصائل أخرى موجودة ضمن مناطق نفوذ القوات التركية في سورية، وذلك بعد حل»حركة حزم«قبل عدة سنوات.

وقال»المرصد«، إنه حصل على تسجيلات صوتية لأحد الأشخاص يظهر فيه صوت أحد المقاتلين الموالين لتركيا، يتحدث مع مجموعة من المجندين، عما إذا كانوا على استعداد للرحيل إلى طرابلس انطلاقا من عفرين، مضيفا:»سنتحرك في الساعة العاشرة صباحا من عفرين. ونحن لسنا عبدة الدولار، ولكن الظروف والديون التي مررنا بها، تدفعنا إلى فعل هذا«.

سحب الثقة من السراج

قال فتحي المريمي، مستشار رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، إنه يتم العمل حاليا على سحب الثقة من حكومة الوفاق غير الشرعية وغير القانونية برئاسة فايز السراج.

وأضاف،»إنه يوجد تكتم كبير، على تقدم الجيش الوطني الليبي في طرابلس من قبل القنوات التابعة للنظام التركي، كما تُبث أخبار كاذبة، لأن لديهم أطماع في ثروات ليبيا«.

وأضاف:»الجيش الوطني الليبي على مسافة قريبة من غرب طرابلس، وانضم إلى الجيش مساندون، خاصة بمنطقة الزاوية، ومعنويات الجيش الوطني الليبي مرتفعة".

فشل إردوغان

أعلنت الجزائر رفضها التدخل عسكريا في ليبيا، وخوض حروب بالتحالف مع إردوغان، وهذا يعني أيضا أن هناك اتصالات بهم وتم رفضها.

وقالت مصادر، إن زيارة إردوغان باءت بالفشل أيضا، بعد رفض الجانب التونسي، وفشل الاجتماع الذي استغرق قرابة 10 ساعات، ورفض قيس سعيد، فتحَ منفذٍ من تونس لغزو ليبيا.

وتتواصل أصداء الرفض التونسي لمساعي الرئيس التركي رجب إردوغان، لاستغلال تونس لمحاولة التدخل العسكري في ليبيا، فبعد إعلان الأحزاب السياسية التونسية رفضها تلك الزيارة المفاجئة من الرئيس التركي لتونس، ولقاءه الرئيس التونسي قيس سعيد، إضافة إلى تبرؤ الرئاسة التونسية من أي تحالف يسعى رجب طيب إردوغان إلى تدشينه للتدخل في ليبيا، وجاء الرد الشعبي التونسي خلال وقفة احتجاجية أمام السفارة التركية في تونس.

سيناريو سورية

أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، أن مخطط إردوغان للوجود في ليبيا هو تكرار لسيناريو سورية، إذ يسعى الرئيس التركي إلى الحصول على مكاسب الوجود في مخطط الانفتاح على تونس والجزائر، ومحاولة تحييد بعض دول المتوسط، والتهديد بكونه عضوا في حلف الناتو، ومن ثم فإن التخوف من روسيا أو رد الفعل الأميركي سيكون محسوبا بقوة خلال الفترة المقبلة.

وأضاف، بأن تركيا ستوافق على الحضور التونسي في ملف ليبيا لضرب المسارات الأخرى، مشيرا إلى أن تونس تقدم نفسها على أنها طرف مجاور ومحايد، وداعم للاستقرار في ليبيا، وأن إردوغان يسعى إلى الالتفاف على اتفاق الصخيرات، وضرب مسار برلين السياسي.

وتابع الدكتور طارق فهمي: ستعمل تركيا على توظيف كل أوراق الضغط لبناء مواقف، انطلاقا من المنطقة المغاربية، وهو أمر يجب التحسب لتداعياته جيدا، حال إرسال قوات تركية للعمل على الأرض في ليبيا، وحسم المواجهة للسراج وتحويل ليبيا إلى ساحة مواجهة جديدة، ولن تصطدم بالموقف الأميركي، مشيرا إلى أن القمة المقبلة في 5 يناير، بين قبرص ومصر واليونان وفرنسا، عليها دور في تحديد ورصد الإجراءات التركية، ووضع مخطط للتعامل معها.

وبيّن أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تركيا تتحرك بقوة وبصورة سريعة، وبتنسيق عالي المستوى، وعبر إستراتيجية عاجلة، وهو ما يتطلب تنسيقا عربيا ودوليا بصورة كبيرة، مع العمل على طرح المسار السياسي المقرر وتفعيله بقوة.

الأهداف التركية في ليبيا

- تمديد النفوذ وحماية خططها في البحر المتوسط، في مواجهة أطراف إقليمية، تضم مصر واليونان وقبرص

- الهيمنة على الغاز في شرق المتوسط قبالة السواحل القبرصية، وتعزيز نفوذها في المنطقة

- الخوف من الدور الروسي الداعم لخليفة حفتر ومحاولة تغيير قواعد اللعبة

- إشغال الأتراك بقضية خارجية جديدة، وتحويل انتباههم عن محنتهم الاقتصادية

- تعظيم المصالح خلال تأسيس قاعدة عسكرية جديدة في طرابلس

- تمثل الأوضاع في ليبيا سوقا مهمة لاختبارات السلاح التركي

- ضمان الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من مشاريع إعادة الإعمار في ليبيا