والأخير في بلاد التنين، وتعلن مغادرتها للأبد بعد خساراتها المتتالية في المنافسة على كسب حصة داخل السوق الصيني، أغلقت مصنعها الأول العام الماضي في مدينة تيانجين، وأغلقت مصنعها الثاني هذا العام معلنة خسارتها في المنافسة داخل السوق الصيني، والذهاب لمحاولة كسب المنافسة في الأسواق الأخرى.
كان مصنع سامسونج الذي أغلقته العام الماضي في مدينة تيانجين شمال شرق الصين ينتج في العام 36 مليون هاتف، بينما مصنعها الذي أغلق بنهاية سبتمبر ينتج 72 مليون هاتف سنويا، إغلاق المصنعين يعني أن شركة سامسونج قلصت 108 ملايين هاتف سنويا من إنتاجها، هذا إذا لم تعوض هذا النقص من خلال مصنعها الأكبر في فيتنام والذي ينتج 240 مليون هاتف سنويا، ولكن هذا الأمر مستبعد بعد صعوبة المنافسة داخل السوق الصيني الذي كانت تعول عليه كثيرا، والذي كانت تسيطر على 19% من حصة مبيعات الهواتف عام 2013، وتقلصت هذه المبيعات حتى وصلت إلى 1% بالمئة فقط في عام 2018، بسبب المنافسة الشرسة التي واجهتها من قبل الشركات الصينية المنتجة للهواتف الذكية، مثل هواوي وشاومي وأوبو وغيرها. هذه الخسارة داخل السوق الصيني تلاحقها هذا العام داخل السوق الهندي الذي ارتفعت فيه مبيعات هوات شاومي الصينية، على حساب مبيعات هواتف شركة سامسونج التي كانت تحتل المرتبة الأولى في مبيعاتها بالسوق الهندي لسنوات. خروج شركات كبرى من السوق الصيني مثل شركة أوبر وشركة سامسونج يعطي دلالة واضحة أن أي شركة تستطيع المنافسة في كل الأسواق العالمية ما عدا السوق الصينية التي تتيح كل الفرص للشركات الوطنية. الفرد الصيني رغم نمو دخله السنوي وقدرته المادية على شراء المنتجات الأجنبية رغم ارتفاع تكلفتها، إلا أنه يميل كثيرا لشراء المنتجات الوطنية عندما يجدها بجودة منافسة، والمثال في سوق الهواتف الذكية أثبت ذلك بمجرد أن وصلت مستويات الهواتف الصينية إلى مرحلة المنافسة مع الهواتف الأجنبية، أعطى مسببات لخروج شركة قوية مثل سامسونج من السوق الصيني، وإغلاق مصنعيه معلنا تسريح العمالة بتعويض رواتب تصل إلى 6 أشهر على الأقل.
هناك شركات أجنبية كبرى داخل السوق الصيني ما زالت تحاول الإبقاء على مبيعاتها، وتعيش كابوس تراجع المبيعات في ظل المنافسة مع الشركات الصينية، وأهم هذه الشركات التي أتابعها سلسلة مقاهي «ستاربكس» الشهيرة والتي تعاني قوة المنافسة وخطر تقليص فروعها المنتشرة في كافة مدن الصين.