شدد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي على أهمية الأمن والأمان وأنهما من مطالب الحياة الطيبة، وذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في المسجد الحرام، وقال «كيف يعيش المرء في حالة لا يجد فيها أمنا ولا استقرارا، وكيف يطيب عيشه إذا عدم الأمن، والأمن والأمان ضرورة لكل مجتمع حيث السلامة من الفتن والشرور والآفات، وبه يتحقق الاطمئنان والسكون والرخاء والازدهار، وبه تستقيم المصالح وتحفظ الأنفس، وتصان الأعراض والأموال، وتأمن السبل وتقام الحدود، وبفقده تضيع الحقوق وتتعطل المصالح وتحصل الفوضى ويتسلط الأقوياء على الضعفاء ويحصل السلب والنهب وسفك الدماء وانتهاك الأعراض».

نعمة كبرى

أكد فضيلته أن الأمن مطلب في حياة الإنسان إذ هو بطبعه ينشد الأمن وما يبعده عن المخاطر والمخاوف، ولأهميته وعظيم مكانته دعا الخليل إبراهيم عليه السلام لأهل مكة قال (رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر)، فقدم طلب الأمن على طلب الرزق لأن الأمن ضرورة.


وعد

أوضح الشيخ غزاوي أن الله تعالى وعد المؤمنين بأن يجعل لهم بدلا من الخوف الذى يعيشون فيه أمنا واطمئنانا وراحة في البال وهدوءا في الحال إذا عبدوه وحده، واستقاموا على طاعته، ولم يشركوا معه شيئا، وبين أن الأمن هو الهدف النبيل الذي تنشُدُه المجتمعات، وتتسابق إلى تحقيقه الشعوبُ، وإذا اختلَّ الأمن وزُعزِعت أركانُه واختُرِق سياجُه، فلا تسأل عن الآثار الوخيمة التي تحدث نتيجة ذلك.

ترويع

لفت غزاوي إلى أن ترويع المسلمين والإخلال بأمنهم وتهديد مصالحهم الاقتصادية من أعظم الفساد في الأرض، موضحاً أن الاعتداء الآثم الجسيم الذي وقع على المنشأتين النفطيتين لهو ضرب من ضروب الفساد في الأرض وانتهاك صارخ للحرمات، وتعظم شناعة هذا المنكر العظيم والجرم القبيح والجناية الفظيعة بكونه ظلما عظيما في شهر الله المحرم المعظم أحد الأشهر الحرم.