إن هؤلاء المضللين الذين يعملون في قناة الجزيرة يحاولون الهروب من تقييم الآخرين لهم من خلال طرح قضايا يحاولون أن يكونوا فيها دور الضحية للهروب من الحكم الصادم لهم
لا شيء سوء المعايير الإنسانية والأخلاقية التي هي بمثابة السياج الذي يسهم إلى حد كبير في حماية الرسالة الإعلامية والمضمون الذي من أجله صنعت تلك الرسالة من السقوط في وحل ومستنقع النفعية، وتحت حوافر المصالح الشخصية والرغبات التي ترشق الإناء العالي، وعندما تتلاشى أو تنهار تلك المعايير والقيم فإن الكذب والخداع والتزييف سيحل تدريجيا، وتتكون شخصية الإعلامي المضلل، فيحاول بشتى الطرق أن يصنع لنفسه تاريخا مهنياً، ولكن هيهات.. فما بني على باطل سيكون باطلا، وكل زيف تم صنعه ستذروه الرياح لا محالة، ويصبح عمله الذي يتغنى به كعصف مأكول، وهذه النتيجة الحتمية لكل متابع للعاملين في قناة الجزيرة الذين جعلوا من صفحاتهم في وسائل التواصل الاجتماعية منصات للتهجم على المملكة، ولنقل كل شاردة وواردة عن المملكة، فعلى قدر الألم سيكون الصراخ هذا هو حالهم.
فقد توجهت المهنة الأساسية للوظيفة الإعلامية التي استقدموا للعمل من أجلها والقناة التي يعملون بها إلى وكر تصاغ فيه خطابات الكراهية والحسد للشعوب وتقارير البهتان، فكما قال صاحب المثل «الحسود ظالم يتراءى للناس في ثوب المظلوم»، وهذا ما نشاهده في محتواهم الإعلامي وفي صفحاتهم التي يحاولون إتقان دور الضحية فيها من أجل: تحويل الانتباه بعيدًا عن تصرفات البذاءة اللفظية والبهتان والفجور في الخصومة في القضايا التي يتناولونها، فمن اللعب على وتر الدين والمشاعر المقدسة والحج إلى القدح في العلماء والشخصيات، والقائمة تطول في ذلك، فهم بذلك يحاولون التماس التعاطف والتأييد من الآخرين من أجل الحصول على تأييدهم في دعم آرائهم وتوجهاتهم لإثارة الفتنة بين الشعوب، وفي المنطقة والشواهد للعقلاء كثيرة، فما أن يأتوا بضيف في لقاءاتهم أو مداخلاتهم إلا وينقلب السحر على الساحر، فيشهد بخلاف ما يريدون حتى بعض الأعداء المغيبين يعرفون الغث من السمين، كما أنه من الشائع لديهم في تمثيلهم لدور الضحية. التبرير لأنفسهم – كطريقة للتعامل مع نظرية التنافر التي تنتج عن مظاهر عدم التناسق بين طريقة تعاملهم مع الأحداث وتضليلهم الآخرين، وما يعتقدونه حول أنفسهم.
إن هؤلاء المضللين الذين يعملون في الحقل الإعلامي في قناة الجزيرة يحاولون الهروب من تقيم الآخرين لهم من خلال طرح قضايا يحاولون أن يكونوا فيها دور الضحية للهروب من الحكم الصادم لهم، والذي يخافون أن يوجههم بها الآخرون. فتجد مذيعا يصرخ من مداهمة منزله في دولته، وأنه يخشى على نفسه وعلى أسرته ويحمل جنسية أوروبية، وآخر يتكلم باسم قضية فلسطين -قضية الأمة- وكأنه ينافح عنها في مجلس الأمن وفي المسارح الدولية، وما هو إلا مرتزق يتكسب منها (فإذا لم تستح فاصنع ما شئت)، ومذيعة تنافح عن حقوق المرأة وحق الشعوب، وأغفلت قضايا الفقر والفساد التي تعج بها دولتها فلا تكتب أي حرف في ذلك، (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون).
أما بعض الضيوف الدائمين على قنواتهم فحدث ولا حرج، فهم فلاسفة الفتن ومنظرو التحريف، ويقولون ما لا يفعلون، فيكفيك أن ترى ما ينقلونه في صفحاتهم ومصادر معلوماتهم، وبالتالي تحكم على منطقهم وأطروحاتهم الشاذة. إن الجماهير بشكل عام وأبناء الخليج بشكل خاص مدركون للأساليب الإعلامية الرخيصة التي يمارسونها ونشرهم للدعايات المضللة.