من المفارقات العجيبة أن آخر نجم قدمته المدرسة الشبابية للمنتخب الوطني هو الحارس الدولي وليد عبدالله، وبعد ذلك توقفت هذه المدرسة عن تصدير النجوم إلى المنتخب بشكل كلي، حتى بزغ نجم الظاهرة الرياضية الواعد محمد العويس، وهو أيضا حارس مرمى، والذي كان حديث الصحافة المحلية والأجنبية في آن واحد، إذ وصفته شبكة أوبتا البريطانية بـالحارس البطل.
بلا شك هذا التوقف الكلي، وخلال فترة طويلة جدا عن تقديم النجوم للمنتخب، يعد ظاهرة غريبة يجب أن يقف عندها المسؤول الشبابي موقفا حازما ومحاسبة المسؤول عنها، وهي بكل تأكيد سبب رئيسي من أسباب الهبوط العام في مستوى الفريق الأول، وتفسير واضح لكل مشاكله المالية والفنية، وتوضيح لما يقصد بالتراكمات السلبية في العمل الإداري.
ربما يتساءل أحدهم: كيف عرفت أن العويس سيكون هو حارس المنتخب الأول؟ لا شك أن العويس، وبما قدمه هذا الموسم، قلَب كل الموازين والنظريات والمفاهيم. فهو الحارس الأفضل بكل المقاييس، ولا جدال في ذلك، ولو استمر هذا النجم في تقديم المستويات المميزة، فأنا متأكد أنه سيكون أول حارس سعودي يحترف في الخارج، وعدم التعامل معه من الآن حارسا أول للمنتخب السعودي هو تزييف للحقائق وتهميش للمواهب، بل وقتل مبكر لها.
وعلى الإعلام المحلي أن ينصف هذا النجم، ويتعاطى معه بشكل حيادي ويدعمه، لأن المحصلة النهائية ستصب في مصلحة الوطن وخدمة مخرجاته، فهو بإذن الله حامل لواء الحراسة في قادم الأيام، ولا أحد ينازعه هذا التكليف.
ذبحت المدرسة الشبابية في العقد الأخير من الوريد إلى الوريد، ولكنها أبت إلا أن تتحدى كل الصعوبات وتواجه كل العراقيل، وتقدم لنا هذا النجم الواعد كقبس من نور في حلكة الظلام.